خيبة جنوبية: عودةٌ إلى المربّع الصفر!
المشهد الجنوبي الأول | صحافة
خلافاً للتوقّعات، جاءت مخرجات مؤتمر الرياض لتطيح أعلى هرم «الشرعية»، الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر. وحتى قبيل ساعات من إعلان القرار، كان المشاركون يناقشون تعيين نائبَين لهادي فقط، لكن «الطبخة» كانت جاهزة في مكان آخر، ولا علاقة لها بالحوار الشكلي في العاصمة السعودية. وفي الوقت الذي انتظر فيه الجنوبيون، وخصوصاً المؤيدون منهم لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي»، أن يتمخّض المؤتمر عن مخرجات تعيد القضية الجنوبية إلى موقعها الصحيح، فوجئ الجميع بمشاركة رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، ضمن المجلس الرئاسي الجديد، الذي من أولوياته «حفظ وحدة البلاد»، الأمر الذي يتناقض مع أدبيات الأول المعلنة، والقائمة على هدف استعادة «الدولة الجنوبية». لكن «الانتقالي» خرج من الرياض بغير الذي ذهب من أجله، وهو الذي شدّد قبل المشاركة على «أهمية التمثيل الندّي للجنوب في مسارات التشاور وفقاً لمقتضيات اتفاق الرياض، وتماشياً مع معطيات الواقع التي تفرضها السيطرة والحضور الفاعل على الأرض». ولم يكتفِ بذلك، بل أعلن رفضه الحديث عن أي «مرجعيات سابقة»، لكن تلك المرجعيات هي نفسها التي تشكّل بمقتضاها المجلس الرئاسي الجديد.
هكذا انتهى المطاف بـ«الانتقالي» بعد دخوله ضمن التوليفة الجديدة، إلى التخلّي عن مشروعه السياسي الهادف إلى استعادة الدولة الجنوبية، لمصلحة مشروع السعودية والإمارات، لكن انخراطه ضمن هذا الأخير، بهذه الطريقة، سيكبّده خسائر فادحة لا تقتصر على بنيته التنظيمية، بل ستمتدّ أيضاً إلى المستوى الجماهيري المؤيد له، وخصوصاً أنه استهلك كلّ خطابات «الحراك الجنوبي» السياسية من أجل «دغدغة» عواطف الجنوبيين المنخرطين في «الحراك»، منذ تأسيسه قبل خمس سنوات حتى مشاركته في مجلس الرئاسة.
هكذا انتهى المطاف بـ«الانتقالي» بعد دخوله ضمن التوليفة الجديدة، إلى التخلّي عن مشروعه السياسي الهادف إلى استعادة الدولة الجنوبية، لمصلحة مشروع السعودية والإمارات، لكن انخراطه ضمن هذا الأخير، بهذه الطريقة، سيكبّده خسائر فادحة لا تقتصر على بنيته التنظيمية، بل ستمتدّ أيضاً إلى المستوى الجماهيري المؤيد له، وخصوصاً أنه استهلك كلّ خطابات «الحراك الجنوبي» السياسية من أجل «دغدغة» عواطف الجنوبيين المنخرطين في «الحراك»، منذ تأسيسه قبل خمس سنوات حتى مشاركته في مجلس الرئاسة.