صحف السعودية.. تهاجم القضية الجنوبية دفاعا عن الوحدة اليمنية
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
منذ انطلاق الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي)، كانت للسعودية مواقف رافضة لأي صوت جنوبي على الرغم من إقرار الرياض وعلى لسان مسؤولين بارزين بوجود قضية جنوبية، جاءت نتيجة الانقلاب على مشروع الوحدة السلمي بالحرب وفتاوى التكفير الشهيرة، الا ان الرياض شكلت تحالفا مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في معاداة الجنوب، وذلك في اعقاب توقيع الأخير اتفاقية ترسيم حدود تنازل بموجبها عن “أراض جنوبية”، للسعودية مقابل دعم موقفه في السيطرة على الجنوب عسكريا. وعلى الرغم من انقلاب حليف (علي عبدالله صالح) على كل الاتفاقية وتحالفه مع الحوثيين، الا ان مواقف السعودية لم تتغير رغم تدخلها في تحالف العربي لردع الحوثيين، لكنها ظل تدعو الاذرع الإيرانية للسلام، لكن المواقف تجاه الجنوب لم تتغير. يبرر صحافي سعودي يعمل في صحيفة عريقة “الأسباب الى انه يقفون في صف الوحدة اليمنية على اعتبار ان ذلك هو موقف نظام المملكة العربية السعودية”. وبشأن المكاسب التي حققها الجنوب عسكريا في التحالف العربي، قال الصحافي السعودي – الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه – “إنها تظل مكاسب يمنية، ولا يمكن لأحد احتسابها غير ذلك”.
وحين تمت مواجهة بعض التصريحات السعودية التي تقر على أن ما يجري في اليمن شأن داخلي، أكد ان موقف المملكة العربية السعودية من الأزمة اليمنية ان يظل اليمن مستقرا موحداً”. وان كان هذا اليمن المستقر في قبضة الحوثيين الموالين لإيران؟ سألناه، فأجاب “الحوثيون هم جزء من الشعب اليمني، والسعودية تريد ان يتوحد اليمنيون فيما بينهم لا ان يتفرقوا ويتشرذموا، والجنوب غني بالثروات والشمال فقير لذلك ليس من العقل ترك اليمن الشمالي للفقر والجوع والجنوب بمساحته الجغرافية الكبيرة وثروات الهائلة والكبيرة، لذلك الوحدة أنسب شيء للشعب اليمني من وجهة نظر السعودية بعيدا عن أي إشكاليات أخرى”؛ في إشارة الى هيمنة ايران على جغرافيا اليمن الشمالي.
وعلى هامش المشاورات اليمنية اليمنية التي ترعاها المملكة العربية السعودية في مقر امانة مجلس التعاون الخليجي، زورت صحيفة سعودية تصريحات للمسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض، زعم فيها ان مشروع (الانفصال) ليس حلا لقضية الجنوب، الأمر الذي اثارت التصريحات صدمة كبيرة في الشارع الجنوبي، لكن ظل الحديث على انها عملية تحريف للتصريحات في واقعة ليست الأولى التي تقدم فيها الصحافة السعودية على تزوير تصريحات لمسؤولين جنوبيين. وأجرت صحيفة اندبندنت عربية المملوكة للسعودية مقابلة مع المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض نجل الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض الذي وقع اتفاقية الوحدة مع اليمن الشمالي. ونسبت الصحيفة تصريحات إلى البيض، قوله “نحن لم نأت إلى الرياض لفرض الانفصال (الاستقلال)، بل لوضع أُطر تستوعب القضية التي نعمل عليها، أما الانفصال في هذا الوقت ليس حلاً، بل سيكون مشكلة، هذا يمكن مناقشته بعد انتهاء الحرب واستعادة الخدمات وإصلاح المعيشة، لكن الآن نريد أن نضع إطاراً للتعامل مع القضية والاعتراف بها والعمل على أساسها، ثم نتجه لمواجهة العدو المشترك وهو الحوثي، وبعد انتهاء الحرب واستعادة الدولة يمكن مناقشة الانفصال”.
وشنت الصحيفة السعودية هجوما على المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تعترف به الرياض كممثل للجنوب بعد ان وقع اتفاقية الرياض التي انتهت ببدء مشاورات مؤتمر الرياض لحل الازمة اليمنية.
ووصفت الصحيفة المجلس الانتقالي الجنوبي بالكيان الطارئ، لكنها تعترف في ذات الوقت بكيانات يمنية إخوانية ليس لها أي وجود على أرض الواقع ومنها تيار النهضة الاخواني الذي تقول تقارير جنوبية ان قياداته متورطة في هجمات إرهابية. وزعمت الصحيفة السعودية أن من عطل اتفاقية الرياض هو المجلس الانتقالي الجنوبي، حين قالت “تعطل اتفاق الرياض بسبب عدم التحاق القوات المسلحة التابعة للانتقالي بالجبهات، وهو من يعطل الاتفاق”. وتجاهلت الصحيفة السعودية التي يشرف على سياستها التحريرية مسؤولون سعوديون من الإخوان. وقالت الصحيفة السعودية إنه ” في ديسمبر (ايلول) 2021، انطلقت قوات كانت تقاتل بجوار طارق تدعى “ألوية العمالقة”، وهي قوة جنوبية تتشارك معه غرفة عمليات موحدة في الساحل لتحرير شبوة الجنوبية من سيطرة الحوثي، ونجحت بتحقيق ذلك في 10 أيام، وهو ما يطرح سؤالاً حول “هل تلك القوات من صنعاء أم من عدن؟”، وهل بات “عدو” عمرو بجوار بيته في شبوة، ليجيب البيض بحزم “لا ولن يكون”.