بين تعاطي طهران مع الحوثيين وتعاطي الرياض مع الشرعيين.. السفارات نموذج
المشهد الجنوبي الأول/ خاص
حتى مع عدم وجود سفير لها في صنعاء إلا أنها لم توقف نشاط سفارتها هناك وتتعاطى مع سلطة الحوثيين بصنعاء كسلطة رسمية وكأي سفارة حول العالم تمارس نشاطها في البلد المتواجدة فيه لا تزال سفارة إيران في صنعاء تمارس نشاطها ولم تتأثر بوفاة سفير طهران بصنعاء حسن إيرلو وعدم وجود سفير متواجد داخل صنعاء حالياً، ومع ذلك تمارس السفارة نشاطها وترعى فعاليات كما هو الحال أيضاً مع سفارة حكومة الحوثيين بصنعاء في طهران.
آخر أنشطة البعثة الدبلوماسية لسفارة طهران بصنعاء كان رعايتها لفعالية ثقافية عن اللغة الفارسية التي تتحدث بها جزء كبير من دول آسيا الوسطى والتي تُدرس في جامعة صنعاء بكلية اللغات منذ العام 1997 كمادة من مواد اللغة العربية ثم افتتح لها قسم خاص في الكلية في العام 2007، وقد حضر الفعالية المسؤول الأول في البعثة الدبلوماسية مسؤول العلاقات الدكتور فؤاد مالكي ومسؤولين آخرين منهم مدير مكتب السفير.
في المقابل لم تقدم أي دولة من الدول المعترفة بسلطة الشرعية كسلطة رسمية ممثلة لليمن بفتح سفارتها في مدينة عدن (عاصمة الشرعية المؤقتة) والتي تم تحريرها من سيطرة الحوثيين عام 2015، بل إن دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات لم تقم بنقل سفاراتها من صنعاء إلى عدن باعتبار أن الأخيرة أصبحت العاصمة المؤقتة للشرعية، وهو ما يدلل على مدى الاستخفاف الذي تتعامل به هذه الدول مع الشرعية وقيادتها المقيمة منذ 7 سنوات في السعودية ودول أخرى خارج اليمن.
حتى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تعد الإمارات حليفته الأولى من بين دول المنطقة لم يطلب حتى اللحظة من الإمارات أن تنقل سفارتها إلى معقل سيطرته في الجنوب (مدينة عدن) وهو ما يشير إلى مدى اعتراف الإمارات بالمجلس الانتقالي واعتباره فعلاً حليفها المستقبلي في حال سلمته السلطة في الجنوب على الأقل.
يبدو أن الفرق واضح وكبير بين كيفية تعامل إيران مع حلفائها وبين كيفية تعامل الرياض وأبوظبي مع حلفائها إن كانت تعتبرهم حلفاء وليسوا أدوات فقط.