تحركات عسكرية للإخوان في عدن تنذر بمواجهات عسكرية
تجهز الشرعية الإخوانية لضربة جديدة توجهها لمسار اتفاق الرياض، عبر خطوة استفزازية تتمثل في إيجاد حضور عسكري لها في العاصمة عدن.
الحديث عن اجتماع عقده المدعو إبراهيم حيدان في العاصمة عدن، رفقة قيادات عسكرية بارزة من معسكر الشرعية، خلص إلى استحداث مكون عسكري جديد يتبع مليشيا حزب الإصلاح في عدن.
مخطط حيدان يعتمد على رفع شعارات وهمية على شاكلة إحداث عملية هيكلة من أجل صرف رواتب منتسبي الأجهزة الأمنية، وذلك لتمرير هذا المخطط بتكتيك الخداع.
بينما سرعان ما اتضح أن حيدان يخطط لاستحداث قوات عسكرية في العاصمة عدن، تكون مهمتها تنفيذ عمليات إرهابية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
ولا يبدو أن مخطط حيدان الذي يسير على درب سابقه المدعو أحمد الميسري، يقتصر على تلك الخطوة المشبوهة في العاصمة عدن، بينما لا يمكن فصل هذا المخطط عن تحركات مشابهة في محافظة حضرموت.
ففي
الأيام القليلة الماضية، جند حيدان آلاف العناصر من محافظات يمنية عدة وعمل على الدفع بها صوب الجنوب وتحديدا إلى محافظات حضرموت، لتضاف هذه العناصر إلى المنطقة العسكرية الأولى التي يشرف عليها المدعو علي محسن الأحمر.
يشير ذلك إلى أن حيدان يقود مخططا للإجهاز على الجنوب بشكل كامل، وأن يكون استهداف العاصمة عدن هو رأس حربة ذلك المخطط.
لا ينفصل ذلك أيضا عن مساع إخوانية اتضحت في الأيام الماضية لضرب استقرار شبوة وأبين عبر تنفيذ عمليات إرهابية هناك وكذا صناعة فوضى أمنية، بالتخادم مع المليشيات الحوثية في هذا الإطار.
إقدام الشرعية على تنفيذ مثل هذه الخطوات الاستفزازية ضد الجنوب عبر مثل هذه التحرشات العسكرية إنما تستهدف على الأرجح جر الجنوب إلى مرحلة جديدة من الصدام المسلح، في محاولة لاستنساخ سيناريو أغسطس ٢٠١٩ عندما شنت مليشيا الشرعية عدوانا غاشما على الجنوب، بما في ذلك العاصمة عدن نفسها.
كما أن الشرعية تلعب على شق سياسي آخر يتعلق بمسار اتفاق الرياض الذي وُقِّع في العاصمة السعودية الرياض في نوفمبر ٢٠١٩، ولم تلتزم به الشرعية وتحديدا ما يخص شقه العسكري فيما يخص سحب عناصرها المسلحة من الجنوب.
استماتة الشرعية من أجل إفشال الاتفاق يرتبط في الأساس بحجم الغليان الذي لوحظ عليها في أعقاب الانتصارات الساحقة التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية على المليشيات الحوثية، وهو ما شكل هاجسا مرعبا لدى الشرعية الإخوانية التي شعرت على ما يبدو بأن أيامها في السلطة أصبحت معدودة في ظل نجاحات الجنوب التي تدفع الأمور نحو إعادة بلورة المشهدين السياسي والعسكري بما يدفع الأوضاع نحو مرحلة جديدة خالية من نفوذ حزب الإصلاح.