هل عادت خلايا الاغتيال في المخا للعمل من جديد.. تصفيات قيادات عسكرية جنوبية بردفان
المشهد الجنوبي الأول / تقرير
ليس من المصادفة أن يتعرض قائد عسكري بارز في المجلس الانتقالي الجنوبي لحادث مروري ينتهي به إلى الموت هو وثلاثة من مرافقيه في ردفان بمحافظة لحج، خصوصاً وأن هذا الحادث يأتي بعد محاولة اغتيال قائد عسكري جنوبي آخر في المحافظة ذاتها التي شهدت مؤخراً توتراً بين طارق عفاش وقبائل ردفان.
في منطقة الحبيلين بردفان قتل اليوم أركان اللواء الخامس دعم وإسناد التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي العقيد محمد صالح إثر حادث مروري يلفه الغموض.
كان إلى جانب العقيد صالح ثلاثة من مرافقيه والذين لم ينجُ منهم أحد بسبب الإصابات التي تعرضوا لها إثر هذا الحادث.
وقبل يومين تعرض القائد معتز منصور الحوشبي قائد الكتيبة الثانية في اللواء العاشر صاعقة والتابع للمجلس الانتقالي وعضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في مديرية المسيمير بلحج، لمحاولة اغتيال، حيث تم زرع عبوة ناسفة أمام منزله في المسيمير جرى تفجيرها عن بعد إلا أن محاولة الاغتيال باءت بالفشل.
استهداف قيادات الانتقالي يأتي بعد موجة من التوتر شهدتها ردفان بين قيادة الانتقالي وقبائل ردفان من جهة وطارق عفاش وأتباعه من جهة مقابلة، وذلك على خلفية إفشال ردفان مساعي طارق عفاش الهادفة لحرف ردفان عن مسارها وتاريخها الثوري الرافض لأي احتلال أجنبي لأرض الجنوب.
حيث كان ما يسمى بالمكتب السياسي لطارق عفاش أو ما يعرف باسم “المكتب السياسي للمقاومة المشتركة في الساحل الغربي” والتابعة للإمارات يهدف إلى استغلال تظاهرة في ردفان للدفع بمتظاهرين موالين لعفاش لرفع صور نجل صالح، أحمد علي، تضامناً معه ضد العقوبات المفروضة عليه أممياً، وصور محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وعلم دولة الإمارات بذريعة التضامن مع الأخيرة جراء الهجمات التي تعرضت لها من قبل الحوثيين والتي عرفت بعمليات “إعصار اليمن”، غير أن قبائل ردفان رفضت رفع أي صورة لقيادة الإمارات أو علمها وحرف مسار التظاهرة الشعبية الجنوبية.
يقول مراقبون إن الهدف من هذه الحركة هو خديعة أبناء الجنوب وإيهامهم بأن ردفان بقبائلها وقياداتها العسكرية والمدنية تقف إلى صف أبناء عفاش وتؤيد محاولة الإمارات إعادتهم إلى السلطة من جديد في الجنوب، وبسبب تهديدات قيادات ردفان لطارق عفاش ومكتبه السياسي تراجع الأخير عن خطته.
ويؤكد المراقبون إن فشل طارق صالح في اختراق الشارع الجنوبي عبر ردفان وقبائلها، قوبل بمحاولة انتقامية من ردفان وقياداتها خاصة العسكريين عبر تصفيتهم واحداً تلو الآخر وبعدة طرق وأساليب مختلفة بعضها بتدبير الحوادث المرورية وأخرى بالعبوات الناسفة، مشيرين إن السيناريو هذا ليس بجديد على طارق عفاش فتاريخه السابق في الساحل الغربي مليء بمثل هذه الاغتيالات التي نفذتها خلاياه المتمركزة في المخا، ضد خصومه في قوات العمالقة الجنوبية.
وكانت تقارير صحفية نُشرت في وقت سابق، قد كشفت عن تفاصيل بعض عمليات الاغتيال التي طالت قيادات وضباط من ألوية العمالقة الجنوبية في الساحل الغربي خلال الأعوام الماضية، والتي تبين أن من بين تلك الاغتيالات قيام ورشة الصيانة العسكرية التابعة لطارق صالح في مدينة المخا بتعبئة إطارات السيارات أو الأطقم التابعة للشخصية المراد تصفيتها بالغاز الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الإطار أثناء سيره بسرعة وانفجاره وهو ما يؤدي إلى انقلاب السيارة أو الطقم ومقتل من عليه، وهو ما يرجح أن من يقف خلف الحادث المروري الذي تعرضه له العقيد محمد صالح حسن هي الخلايا التابعة لعفاش ذاتها.