يا بلاشاه.. خروف جنوبي بألف ريال سعودي إلى محرقة الحرب
سالم صالح بن هارون
إنتبه إسماعيل إلى ذلك الصوت الجهوري الاجش وهو يصرخ من على مقود مركبته شاحنة السوزو “خرفان جذع سعر الخروف الجذع ألف ريال سعودي” يا بلاشاه خروف جذع جنوبي بألف ريال سعودي.
فنظر إلى تلك المركبة التي يصرخ ذلك السائق من على مقودها وإذا بها تكتظ بشباب كزهور الربيع على ظهرها وليس خرفان كما يقول سائق المركبة يا بلاشاه، وهناك على الجانب الآخر شباب شماليون في نفس سن أولئك الشباب الجنوبيون على متن مركبة أخرى يتزاحمون على الموت كما تتزاحم الفراشات على النار مقابل وعد بالحصول على نعيم الجنة وبنات الحور فيها بعد إن يأسوا من الحصول على رغيف الخبز والملح ويأسو من الزواج ممن يحبون في هذه الدنياء.
وللأسف الشديد إن الجميع يقدمون كقرابين بإسم الله مع إن الله بري من دمائهم ولحومهم ولا يصله شيئا منها لأنهم لا يقدمون كقرابين له بل يقدمون كقرابين لشياطين سائقي الشاحنتين التي هم على ظهورها والذين يلتقون مساء بالخفاء على مائدة عشاء دسمة من لحوم تلك الخرفان الغبية الجنوبية والشمالية بالرغم من تظاهر كلا من السائقين بعداءه للآخر.
*- سالم صالح بن هارون