عضو بفريق الخبراء الأمميين يحذر من تفجر الصراع بشبوة بعد تكدس المنسحبين من مأرب

المشهد الجنوبي الأول / تقرير وترجمة حصرية

 

تلوح في الأفق القريب جداً، أزمة صراع واقتتال عنيف في محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز مع وجود مؤشرات قوية تدل على ذلك أبرزها استعدادات الإمارات سحب بقية قواتها المتواجدة في منشأة بلحاف الغازية، وذلك بعد انسحابها من معسكر العلم وما تلى ذلك من انسحاب للقوات السعودية التي كانت متمركزة في مطار عتق عاصمة المحافظة وسحب كامل عتادها العسكري من هناك.

في هذا الصدد كشف عضو بفريق الخبراء في اليمن التابع لمجلس الأمن الدولي، فرناندو كارفاخال، والذي استمر عضواً في الفريق من أبريل 2017 حتى ماريس 2019 بصفته خبيراً في الجماعات المسلحة في اليمن، كشف أن انسحاب القوات العسكرية والأمنية التابعة لحكومة الشرعية من جبهات القتال في محافظتي البيضاء ومأرب أدى إلى تفاقم الصراع في شبوة، مؤكداً أن “قوات الشرعية المنسحبة تتكدس الآن في قواعد حول عاصمة محافظة شبوة عتق”، حسب ما ورد في تقرير نشرته وسائل إعلام بريطانية وترجمه حصرياً المشهد الجنوبي الأول.

بعد هزائمهم المتوالية في مأرب وسقوط المدينة الوشيك بيد الحوثيين، يقول الخبير الأممي إن الإصلاح بدأ في إعادة تموضع الموالين له من المدنيين والعسكريين في محافظة شبوة بعد هروبهم من مأرب.

ويقول فرناندو إن هذه القوات المتكدسة في شبوة يتم تعبئتها ضد المعارضين لحكم الإصلاح في شبوة والمعارضين للمحافظ المحسوب على الحزب، محمد بن عديو، بسبب التعامل العنيف الذي قابلته سلطات شبوة المحسوبة على الإصلاح ضد المتظاهرين وشن عشرات الحملات من الاعتقالات بصفوف المطالبين بخروج سلطة الإصلاح من المحافظة المتهمة بأنها تسببت بنهب ثروات المحافظة وإفقار أبناء شبوة.

ويؤكد الخبير الأممي أن تجمع قوات الإصلاح في شبوة يمثل مرحلة جديدة من الصراع للتمسك بالموارد الطبيعية والبنية التحتية، في إشارة إلى أن الإصلاح سيعمل على منع خسارته لشبوة نظراً لما تدر عليه من ملايين الدولارات شهرياً.

ويضيف الخبير إنه ونتيجة لاستمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية في شبوة فإن تهديد المجلس الانتقالي الجنوبي بالانسحاب من الحكومة التي تم تشكيلها عقب اتفاق الرياض يهدد هذا الانسحاب بانهيار الاتفاق كما قد يؤدي أيضاً إلى تفجر مواجهات مباشرة بين قوات الجنوبية والقوات الموالية للرئيس هادي والإصلاح.

ويؤكد الخبير الأممي إن سلطة الشرعية بما فيها سلطة شبوة بقيادة بن عديو فشلت في تحقيق أي تحسن اقتصادي بعد تشكيل حكومة المناصفة بينها وبين المجلس الجنوبي، مؤكداً بأنه كانت التوقعات تشير إلى أن الجنوب سيشهد تحسناً في الوضع الاقتصادي، لكن ومنذ مطلع العام 2020 حتى الآن لا تزال المناطق الريفية في جميع أنحاء محافظة شبوة تعاني من التضخم النقدي وانهيار قيمة الريال اليمني، مثل بقية مناطق الجنوب، ومع تصدير النفط عبر ميناء قنا زادت مخاوف أبناء شبوة من توسع حجم الفساد واستغلال الإصلاح للسلطة والثروة في المحافظة.

كما كشف العضو السابق بفريق الخبراء الأمميين أن محافظ شبوة بن عديو منح شركة (QZY) للتجارة العامة عقداً حصرياً لتطوير ميناء تجاري وإنشاء صهريج عائم، مضيفاً إن الهدف من ذلك كان استقطاع أكبر حصة من عائدات بيع النفط الخام المصدر عبر شبوة تحت اسم القيام بإنشاء مشاريع تنموية، غير أن توسع مبيعات النفط عبر شبوة لم ينعكس ايجاباً على المحافظة بل فرضت سلطة بن عديو ضرائب إضافية على المشتقات النفطية ما أدى لتفاقم الأزمة بين المواطنين وتصاعد الغضب الشعبي من المحافظ ومن حزب الإصلاح إضافة لظهور أصوات معارضة من داخل سلطة بن عديو.

وأكد فرناندو أن المحلليين الدوليين المتخصصين بالنفط أفادوا بأن الإنتاج في شبوة لا يزال عند متوسط شهري يبلغ حوالي 88 ألف برميل يومياً منذ فبراير 2021، مضيفاً إن “هذا النفط وبحسب ما يقال يأتي من حقول شبوة ويباع لتجار من آسيا”.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com