البحسني والإخوان يتبادلان الأدوار لنهب نفط حضرموت.. تقرير يكشف التفاصيل المغيبة
المشهد الجنوبي الأول/ تقرير
من حسن حظ محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني أن الرجل لم يكن محسوباً على الرئيس هادي أو حزب الإصلاح كما لم يكن محسوباً أيضاً على المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى أبناء الجنوب، الأمر الذي جعله يتخلص من الاتهامات الموجهة إليه شعبياً بسهولة.
فحينما تشتعل حضرموت وتحديداً مديريات الساحل بالتوترات والتظاهرات بسبب فشل السلطة المحلية في تقديم الخدمات للمواطنين وضبط الأسعار وتوفير المشتقات النفطية، يذهب البحسني فيرمي بالتهمة فوق سلطة الرئيس هادي وخصومه بحزب الإصلاح المهيمنين على حكومة الشرعية، مستغلاً بذلك علاقته الوطيدة نوعاً ما مع الإمارات والتي تجعله يبدو وكأنه من المسؤولين الجنوبيين المناهضين للإصلاح أو المحسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي، وبذلك يخرج البحسني من دائرة الاتهام ويجعل من نفسه في نظر أبناء حضرموت بطلاً ويتحول من مسؤول فاسد إلى بطل شعبي ومدافع عن حقوق أبناء حضرموت.
هناك حقائق كثيرة جداً عن المحافظ البحسني لا يعرفها الكثير من أبناء حضرموت قد تغير من وجهة نظرهم عن الرجل الذي يحاول اليوم للتملص من الاحتجاجات الغاضبة التي تجتاح المديريات الجنوبية لمحافظة حضرموت، تكرار التجربة ذاتها ورمي تهمة نهب إيرادات نفط حضرموت فوق حكومة الإخوان والرئيس هادي، فيما الحقيقة تؤكد أن هناك تخادماً فيما بين ناهبي نفط حضرموت من رؤوس الشرعية الإخوانية وبين المحافظ فرج البحسني.
وفي كل مرة ينتفض فيها الشارع الحضرمي ضد فساد البحسني يحاول الرجل تقديم نفسه بأنه ضحية هو الآخر لهوامير سلطة الإخوان، وهذه المرة ذهب البحسني لتسريب مذكرة رسمية يطالب فيها حكومة هادي بتوريد بقية المبلغ المستقطع من حصة حضرموت من إيراداتها النفطية التي قال إنها بلغت لشهري مايو ويونيو 22 مليون دولار وأن ما وصل لمكتب وزارة المالية في حضرموت من هذا المبلغ هو فقط 11 مليون و500 ألف دولار.
يحاول البحسني في هذه الوثيقة التي تعمد تسريبها لتهدئة الشارع الحضرمي أن يوجه الاتهام بسرقة مخصص حضرموت من إيرادات نفطها للرئيس هادي، في حين يدرك أبناء حضرموت أن البحسني كغيره من مسؤولي الإخوان حتى وإن تدثر برداء الجنوب والمجلس الانتقالي، فالبحسني عاد مؤخراً من السعودية رغم أنه حاول التلويح للرياض بالتقارب مع الإمارات ظناً منه أن الاحتجاجات التي تشهدها حضرموت ستبقيه في منصبه إن حوّل بوصلته نحو أبوظبي.
ولعل أبرز صور فساد البحسني وصفقات الشراكة بينه وبين قيادات الشرعية التابعين للإصلاح ما كشفه الصحفي محمد بو صالح الشرفي عن صفقة فساد التوظيفات في شركة النفط بساحل حضرموت، حيث أكد أن أبناء المسؤولين في حكومة الشرعية يعملون في شركة النفط بدون عقود ويستلمون مخصصات مالية تحت بند (صرفيات)، واصفاً الوضع بأن البحسني وقيادات الشرعية والإخوان يتعاملون مع شركة النفط في حضرموت وكأنها ملكية خاصة.
وقبل ذلك ما كشف عن صفقتي فساد المرحلة الثانية من مشروع خور المكلا وصفقة فساد بيع فندق العالمية الواقع بمنطقة خلف في المكلا والذي شرع البحسني ببيعه للمقاول والتاجر المعروف (بن جريبة)، لتتوقف الصفقة بعد كشف عدد من الصحفيين في حضرموت للقضية والتهديد بكشف الوثائق الأخرى التي بحوزتهم.