مليشيا الشرعية تقمع الاحتجاجات في #حضرموت
المشهد الجنوبي الأول _ حضرموت
حمل اجتماع ما تُعرف بـاللجنة الأمنية بوادي وصحراء حضرموت، توجيهًا مُبطنًا بمواصلة استخدام القمع في مواجهة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها المحافظة النفطية.
الاجتماع ترأسه المدعو إبراهيم حيدان، وأصدره توجيهًا مباشرًا لمسلحي مليشيا الشرعية الإخوانية، بقمع الاحتجاجات تحت غطاء العمل على تثبيت الأمن.
الأكثر من ذلك أنَّ حيدان، الذي يرأس لجنة يفترض أن اختصاصها يتعلق بالأمور الأمنية، إلا أنَّها تجاوزت ذلك وعملت على استفزاز المحتجين عبر الإدعاء بأنَّ المحافظة تشهد إنجازات خدمية، والزعم بأنها حسَّنت أوضاع المواطنين.
ما رشح عن اجتماع اللجنة الأمنية، والتي تلقّفته الكتائب الإعلامية والإلكترونية بشكل كبير باعتبارها مقدمة لإخماد صوت الاحتجاجات هناك، يشير بكل وضوح إلى أنّ المرحلة المقبلة ربما لن تشهد تغيرًا عما كان سائدًا خلال الفترة الماضية من إهمال واسع النطاق للخدمات.
فمن جانب، يجيد تنظيم الإخوان، وهو المسيطر على مفاصل صنع القرار داخل معسكر الشرعية، تزييف الحقائق، مستندًا إلى أعداد ضخمة من عناصر الكتائب الإلكترونية، التي يتم ترويجها لخدمة الأغراض الإخوانية.
ما يُستدل على ذلك، أن بُعيد الكشف عما تمخَّض عن اجتماع اللجنة الأمنية، فقد تحوّلت الحسابات والصفحات الإخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتوجيه بوصلة هجومها على متظاهري حضرموت، وترويج إدعاءات عما يُسمونها تنمية في المحافظة.
الجانب الآخر من المشهد، يتعلق بتوجيه صادر عن حيدان بقمع الاحتجاجات، بما يحمل إشارة خضراء تحصل عليها العناصر التابعة للشرعية في الانقضاض على تظاهر المواطنين سمليًّا وترهيبهم عملًا على إسكات هذا الصوت الاحتجاجي.
وكانت لقطات قد تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت اعتداء من قبل مليشيا الشرعية على متظاهري حضرموت، وتحديدًا في مدينة شبام، وقد استخدمت في هذا الاعتداء طلقات الرصاص الحي.
في الوقت نفسه، فإنّ الشرعية تُظهر قدرًا كاملًا من التجاهل لمطالب مواطني حضرموت، إذ لم يصدر عن أي رد فعل رسمي يُصدر تعاطيًّا إيجابيًّا مع الاحتجاجات.
وبالتالي، فإن تقاطع هذا التجاهل للمطالب إلى جانب التوجيه بالقمع يرسم إطارًا مُفصّلًا حول كيفية تعاطي الشرعية مع الاحتجاجات في حضرموت، وتُفصِح بشكل واضح للعيان، أنها تصر على وقف المظاهرات بالقوة.
في المقابل، يُبدي الجنوبيون تمسكًا كاملًا بسلمية الاحتجاجات، وهو أمرٌ أكّد عليه كذلك الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في كلمة وجّهها للجنوبيين أمس الأربعاء، أكّد خلالها أهمية أن تقترن الاحتجاجات السلمية بسلوك حضاري يُجسِّد قيم ومبادئ وأخلاقيات شعب الجنوب وثورته التي عرفها العالم كأول ثورة سلمية في الوطن العربي.
في الوقت نفسه، حذّر الرئيس الزُبيدي من مغبة تجيير مثل هذه الفعاليات المشروعة لأهداف غير وطنية أو لتصفية حسابات سياسية، أو افتعال الفوضى والتخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.
خيار الجنوبيين بتغليب شعار السلمية يراه محللون، سلاحًا فعالًا في مواجهة مساعي الطرف الآخر في العمل على إسكات صوت المحتجين، سواء عبر قمع الاحتجاجات أو حتى بتجاهل المطالب.