السعودية تضع شروط تعجيزية لعودة المغتربين: اللقاح يصفع المغترب
محمد بالحمان
عاد من الغربة إلى أحضان وطنه ليبتسم قليلا ويشم رائحة هواء بلاده النقية ، تستقبله بلاده بالاجحاف وعدم قبول طلباته ! هكذا أصبح حال المغترب اليوم بعد قضاء إجازته في بلاده ، وإقرر العودة إلى أرض الغربة ، تقف أمامه قرارات حاسمة وصارمة تقضي بـ إلزامه بالحصول على لقاح – فايزر – فايروس كورونا ( Covid-19 ) ليجتاز بذلك حدود بلاده ذاهباً إلى المكان الذي جاء منه ، ليوفر لقمة العيش لأبناءه وأهله في بلدٍ ينزف كثيراً من الحروب والصراعات ، والعمل في أرضٍ ليست أرضه يعيش فيها بخنوع وتذرف عيناه الدموع ، يعيش تحت وطأة القهر والذل ، لإنعدام فرص العمل في بلاده ، فالغربة كلمة طعمها مر ، مرارة الليمون أو أشد ، كلمة قاسية وتجربة صعبة عاشها مئات الآلاف من أبناء وطني الجريح باشكال مختلفة ولأسباب متعددة ، كان جلها لأجل البحث عن فرص عمل أفضل لضمان تمكين مستقبله تاركاً خلفه بيته الدافئ الذي نشأ وترعرع فيه ، الغربة قد تكون ممتعة لعدة شهور حين تحقق املك في السفر وبدء حياة جديدة طالما ما حلمت بها ، حتى تشعر بالوحدة دون الأهل والأصدقاء والاحبة ، تسير حياتك بشكل طبيعي حتى تتذوق الغربة وهنا المنعطف الذي تتغير فيه حياتك ، وتغترب مشاعرك وأحاسيسك حتى إنطباعاتك القديمة تصبح غريبة شعور مضطرب لا يحسه إلا مغترب يكره الغربة أشد من كره المظلوم الذي ظالمه حتى إذا عدت لبلدك اشتقت لتلك الغربة ولا يمكن لأحد أن يذوق ذلك المر والشعور بتلك الاحاسيس الا من غاب واغترب !! ومع ذلك يتفأجى بعدم السماح له الدخول إلى أرض الغربة إلا بعد حوزته على أمور عديدة أهمها اثنان يبداءن بحرف الالف وينتهان بحرف التاء ” اللقاحات والفحوصات ” هل ذلك موجوداً في بلاده لتعطى له تأشيرة الدخول رافعا رأسه للأعلى أم لا ؟!!
عدد اللقاحات الواصلة لعدن ؟ ولمن ؟
يا ترى كيف سيكون حال المغترب بعد إعلان المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة التي يذهب إليها حوالي 99 % من المغتربين اليمنيين بضرورة حصولهم على شهادتين صحية الاولى “فحص BCR” يثبت خلوه من وباء كورونا والثانية “لقاح” ضد ( Covid-19 ) في بلد لا يتوفر فيه اللقاح لهولاء ؟ وفي الوقت الذي عاد فيه المئات من المسافرين خلال هذه اليومين من “منفذ الوديعة” إلى بيوتهم خائبين يائسين ، تتفن حكومتنا المؤقرة في تعذيب المغتربين بالاعلان رسميا عبر وسائل الإعلام قبل أسابيع قليلة بأن اللقاح الذي وصل منه كمية حوالي 330 ألف لقاح إلى العاصمة عدن لن يعطى إلا لثلاث فئات من المجتمع هم : فئة العاملين في الأماكن الخطيرة وهم الكادر الصحي ، وفئة الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة ، وفئة كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم عن 60 عاماً ، السؤال الآن هل بمقدور الحكومة توفير اللقاحات لهولاء في مختلف المحافظات ؟ وكم ستكون تكلفة اللقاح إذا توفر وضمان عدم التلاعب في المختبرات ؟ في انتظار الإجابات من الجهات المسؤولة .
الاحتمالات الواردة .. خسران الفيز أو ضمان العبور
هناك المئات من الأسر تفكر في مآلات هكذا قرارات التي قد تفقد ابناءهم الفيز التي بحوزتهم المدفوع فيها آلاف الريالات السعودي ، وتتحطم عند هذه النقطة معنويات الشباب – الأملين في إغاثة أهلهم وذويهم – نفسياً وتنكسر خواطرهم إلى الأبد وتغيب الإبتسامة وتفارق محياهم التي في الأصل ليست ابتسامات فرح بالغربة بقدر ما هي ابتسامات فرح بالحصول على وظيفة تعينه وتعين من منتظر منه العون والمساعدة ، فلا حظ يسعف ، ولا علاقة تفيد ، ولا مال ينقذ ، في ظل غياب اللقاح حتى هذه اللحظة ، ولا زال المغترب يصرخ ويتألم فلا صراخه أُجيب ولا ألمه شُفي .