التحالف يسير على درب الاحتلال البريطاني.. أبرز الخطوات المنفذة
المشهد الجنوبي الأول _ خاص
كثير من أبناء الجنوب لا يدركون مدى التطابق الكبير واللافت بين خطوات الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن وبين خطوات الاحتلال الجديد الذي جاء عبر التحالف السعودي منذ 2015، حيث عمل التحالف على تنفيذ ذات الخطوات التي نفذتها بريطانيا خلال احتلالها للجنوب.
وأًصبح من الواضح كيف أن التحالف السعودي الإماراتي يعمل على إدامة بقائه جنوب اليمن أطول فترة ممكنة وذلك ما يتبين من خلال تنفيذه للخطوات ذاتها التي كانت قد شرعت بها بريطانيا وتمكنت من خلالها من البقاء أكثر من قرن وربع تحتل جنوب اليمن.
وفي الذكرى الـ57 لثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني، وجدنا في الجنوب اليوم أن من الضرورة أن نسلط الضوء على طبيعة الانسجام والتطابق بين الخطوات التي عملت على تنفيذها بريطانيا خلال احتلالها للجنوب وكيف عمل التحالف على تطبيق نفس الخطوات ولكن بمسميات جديدة.
تغيير ثقافة المجتمع وتفكيكه
عمل الاحتلال البريطاني على تعزيز تفكيك المجتمع الجنوبي بحسب التقسيم القبلي القديم جداً وغرس ثقافة الانتماء القبلي والابتعاد عن ثقافة الانتماء لوطن واحد.
ومثلما أوجد الاحتلال البريطاني المشيخات والسلطنات، عمل التحالف السعودي منذ سيطرته على الجنوب على تقسيم المجتمع الجنوبي إلى مكونات قبلية من خلال تشكيل كيانات عسكرية بمسميات الأحزمة الأمنية والنخب ذات الانتماء القبلي المعين.
بالإضافة إلى العمل على إبعاد المجتمع عن قيمه وأخلاقه ومبادئه الإسلامية الأصيلة من خلال إتاحة المجال لتجارة المخدرات والخمور وتسهيل وصولها إلى فئة الشباب في الجنوب ولعل ما يحدث اليوم في عدن أبرز شاهد على ذلك.
بين اتحاد الجنوب العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي
لإدامة البقاء البريطاني أطول فترة ممكنة عملت لندن على ابتداع ما أطلقت عليه السلطنات والمشيخات ثم جمعتها كلها تحت اسم اتحاد الجنوب العربي، على أن يكون الاتحاد برئاسة المندوب السامي البريطاني، وبالمثل أيضاً فقد عمل التحالف على إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي كمكون يجمع كل المكونات القبلية الجنوبية التي قام بتفكيكها من قبل، لكن هذا المكون لا يزال تحت الإشراف المباشر من قبل المندوب الإماراتي.
عدن.. من الحكم البريطاني إلى الإشراف السعودي
وكما كان الحال بالنسبة لعدن خلال الاحتلال البريطاني، حيث كانت عدن عبارة عن منطقة تعتبرها بريطانيا تابعة لمملكتها التي لا تغيب عنها الشمس، ولذلك نلاحظ حين أنشأت بريطانيا “اتحاد الجنوب العربي” أخرجت عدن من هذا الاتحاد ولم تضمه إليه وأبقت عدن كمنطقة خاصة بها.
بالمثل أيضاً جاءت السعودية باتفاق الرياض الذي ينص حرفياً على أن يتم إخراج كافة القوات العسكرية سواء التابعة لهادي أو التابعة للانتقالي من عدن، وإبقاء المدينة تحت سيطرة قوات “محايدة” وهي في الأساس قوات ستكون تابعة للسعودية وتأتمر بأوامر المندوب السعودي.
إشراف التحالف على الحكومة الجديدة في باقي مناطق الجنوب
في الماضي نصبت بريطانيا مندوبها السامي كرئيس لاتحاد الجنوب العربي ويحق له اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية بالإضافة إلى أن الأمر يعود إليه في الحالات الطارئة بينما باقي المهام الداخلية فيعود أمرها إلى رؤساء المشيخات والسلطنات الذين يشكلون رئاسة الاتحاد، وهذا بالضبط ما تم فرضه في اتفاق الرياض مؤخراً بين حكومة هادي والإصلاح والمجلس الانتقالي، حيث أخرجت عدن من سيطرة هادي والانتقالي، وبقيت سيطرة الطرفين مقتصرة على باقي مناطق الجنوب باستثناء سقطرى وربما حضرموت والمهرة، ولكن شرط ألا تتخذ الحكومة الجديدة التي ستكون مشتركة بين الانتقالي وهادي أي قرار عسكري أو سياسي أو إداري إلا بموافقة التحالف الذي نصب نفسه وصياً على باقي مناطق الجنوب بذريعة الإشراف على تنفيذ اتفاق الرياض.