شبوة أرض النفط والغاز.. من أنياب صالح إلى مخالب الإخوان.. من ينقذها؟
المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات
تسابق نظام الشمال السياسي والعسكري والاقتصادي منذ العام 1990م وتحديداً بعد توقيع الوحدة المشؤومة في الثاني والعشرين من مايو 90م، صوب محافظات الجنوب الغنية بالثروات النفطية والبحرية والطبيعية، فكانت البداية من حقبة صالح الذي ركز على مكامن ومواقع المناطق الحيوية والسيادية ذات الطابع الجغرافي الغني بالموارد المختلفة من نفط ومعادن وغاز وثروات بحرية، وتوغل واتجه صالح ونظامه صوب أرض النفط والغاز في محافظة شبوة.
وتعمق واقترب صالح من الثروة والموارد ومد نفوذه السياسي والعسكري، وانقض صالح على شبوة الجنوبية وأحكم السيطرة على حقول النفط والغاز في تلك المحافظة، وأشغل صالح شبوة وقبيلها بالصراعات والثارات والتناحر والاقتتال فيما بينهم، وانشغل هو باستنزاف واستغلال الثروات لصالح الأسرة الزيدية والعائلة العفاشية.
وكان صالح يعي في فترة حكمة وأيام نظامه أهمية شبوة باعتبارها ثالث أكبر محافظة يمنية مساحة، وفي بنيتها القبلية، وثرواتها النفطية، وموقعها الهام عند منتصف الساحل الشرقي، وطريق الإمداد التجاري نحو أقاليم شمالي البلاد، ولذلك كانت شبوة محط أنظار صالح وسيل لعاب نفوذه وتوسع فساد أدواته وحضورها وتواجدها بين حقول وآبار أرض النفط شبوة الجنوبية.
وظلت شبوة الجنوبية حبيسة بين أنياب حكم صالح واستغلالها في توسيع مصالحه الشخصية وتقوية نفوذ “المافيا” العفاشية، وبقيت شبوة تتنجس وتدنس بلعاب فساد “صالح” ونهبه للثروات والموارد فيها. وقتل صالح وتجمد في ثلاجات محافظة الانقلابيين (صنعاء)، وظن الجميع بأن شبوة سوف تتخلص من أنياب حكم وحقبة صالح وعهد الدولة العائلة العفاشية التي أحكمت قبضة أنيابها على محافظة تخوم أرض النفط والغاز.
رحل وتثلج صالح، ولم تتنفس شبوة الجنوبية الصعداء بعد، حيث تحولت شبوة من عهد وحقبة أنياب صالح إلى نظام الأخونة والوقوع في مخالب الإخوان المسلمين، حيث أصبحت وأضحت شبوة الجنوبية منذ العاشر من أغسطس من العام الماضي في مخالب الإخوان.
ولم تتخلص شبوة الجنوبية من قيود استغلال الثروة ونهب الموارد وفساد الأسرة الحاكمة في مركز القيادة والتحكم صنعاء، فلعبة تبادر الأدوار في شبوة مستمرة وعملية صراع الهيمنة والاستحواذ يحكم قبضة وينقض على المحافظة من حقبة إلى عهد إلى مرحلة راهنة وحالية.
فقد حلب صالح شبوة وخيراتها وثرواتها، وواصل الإخوان المسلمون المسيرة بأشد ضراوة وقسوة وقوة وذبح شبوة الجنوبية من الوريد إلى الوريد، وظلت شبوة مكبلة بأنياب صالح ومخالب الإخوان المسلمين.
فصل شبوة عن محيطها الجنوبي تعرضت شبوة سابقا وما زالت تتعرض لمخططات خطيرة وكبيرة ومحاولات فصلها عن محيطها الجغرافي وأبعدها عن أحضان الوطن الجنوب وعزلها والانفراد بها.
ويسعى الإخوان إلى جعل شبوة أحد أجزاء عاصمتهم ومقرهم الإخواني الحوثي محافظة مأرب. ومنذ العاشر من أغسطس من العام الماضي ومأرب تستفرد بمحافظة شبوة عن طريق أدواتها المتمثلة بمليشيات الإخوان وقطيع النهب الأحمرية.
وتركز الإخوان على المناطق الحيوية والسيادية والنفطية في المحافظة مثل بيحان ومديرية رضوم وعسيلان الغنية بالنفط والتي تعتبر جوهرة وقلب المحافظة النابض شبوة النفيسة، فقد ذهب الإخوان المسلمون وعن طريق المرشد العام علي محسن الأحمر إلى محاولة نزع شبوة من بيئتها المحيطة ويصنع القرارات لضمها لمأرب واختطافها من محيطها الجنوبي، وظل الإخوان لأكثر من عقد يعمل على استغلال ثروات شبوة ونهبها وقمع أبنائها والتغريد بها خارج سرب الجنوب صوب العاصمة الإخوانية محافظة مأرب. نفط شبوة..
من يد طاغ إلى أطغى جعل الله من شبوة الجنوبية تحفة من أجمل وأروع التحف التي اصطفاها الرحمن وميزها بتنوع جغرافي مختلف من سواحل بحرية كساحل بئر علي وسواحل بالحاف ومركز تصدير الغاز المسال والنفط، وزاد تلك المحافظة تميزاً وجمال وصياغة وتناسق وتطابق الألوان الطبيعية الإلهية مرتفعات جبلية وهضاب ودلتا ووديان وتمتد سواحلها لأكثر من 300كلم.
وتضم شبوة 5 قطاعات نفطية منتجة هي قطاع جنة وقطاع عياد وقطاع شرق الحجر وقطاع الدامس وقطاع العقلة، وتضم المحافظة أكبر شركة لتسييل الغاز المسال في اليمن، و3حقول نفطية تنتج 50 الف برميل يومياً على الأقل، وتبلغ مساحة شبوة الجنوبية 42584 كيلو مترا مربعا، وتتكون من 17 مديرية وعاصمتها عتق، وتبلغ عدد سكانها وفقا لآخر تعداد سكاني عام 2004م (605) آلاف نسمة، كما تكتنز المحافظة أنواع مختلفة من المعادن أهمها الزنك والفضة والرصاص والملح الصخري والفلدسبار ورمل الزجاج والسيلكا والاسكوريا والبرلايت.
ويوجد في منطقة عياد بمديرية جردان في شبوة جبل الملح الذي تؤكد دراسات قدرته على تغطية احتياجات الوطن العربي كاملاً من مادة الملح.. فشبوة غنية بثروتها ولكنها لا تتمتع بأي تنمية أو تطور أو حقوق وكانت المعاناة هي من تسير وتتصدر المشهد لعقود وأزمنة عديدة ومديدة.
ولأهمية شبوة الجنوبية الاستراتيجية جعلت منها مطمعا لناهبي الثروات ولصوص قوت الشعب، وأصبحت مسرح الصراع والنزاع للهوامير والمتنفذين القادمين من الشمال، فكانت البداية لتستولي متنفذين وهوامير الشمال على منابع النفط ولتكون بداية لمخططات خطيرة تتمدد للتوسعة وللسيطرة على النفط ابتدأ من الطاغي صالح.
ويستمر مسلسل مخططات شبوة الجنوبية لتعود مجددا تحت قبضة قوات الأحمر وحزب الإصلاح الناهبة للثروات واحتكار العائدات النفطية والعبث بمقدرات الأرض واستنزاف آبار البترول وحرمان أهلها من حقوقهم وثرواتهم لتظل وتكون شبوة ونفطها من يد طاغ إلى أطغى.
فساد وفضائح وزير بالشرعية في نفط شبوة وشاركت الحكومة الشرعية اليمنية حزب الإصلاح اليمني في زيادة الطين فساداً في محافظة شبوة، ووضعت الحكومة الشرعية اليمنية بصمتها وأثرها في محافظة شبوة عبر وزيرها أوس العود وزير النفط والمعادن.
وكان الوزير أوس أحد أبطال استغلال الوضع السياسي لتحقيق الكثير من المكاسب الشخصية مع قطيع هوامير ومتنفذي الشمال.
ونتيجة للنهب والعبث الحاصل في شبوة وتبديد خيراتها وثرواتها النفطية والغازية والبحرية من خلال النهب والفساد لتلك الموارد في ظل غياب وانعدام الرقابة والشفافية والمساءلة، مما جعلهم يمتلكون ثروات شبوة ويعبثون بها ليل نهار، حيث بادر الوزير بعقد مجموعة من الصفقات النفطية المشبوهة مع بعض الشركات الأجنبية، وصفقات اكتنفها الكثير من الغموض وفاحت منها رائحة الفساد العفن الذي يزكم الأنوف، وتحول وزير النفط أوس العود إلى مقاول وبدأ العمل في مشروع نقل أنابيب النفط في شبوة وهو مشروع ممول من وزارة النفط.
وقال مصدر في الوزارة إن العود تسلم المشروع بدون مناقصة لشركة تتبع ابن عمه وقد تسلم مشروع نقل أنابيب النفط الممول من وزارة النفط والمعادن في شبوة.
وأكد المصدر أن وزير النفط والمعادن الذي انقلب مقاولاً على المشاريع النفطية بالشركات النفطية بشبوة، أوس العود، يكلف شركة ابن عمه بنقل أنابيب النفط وذلك لإنشاء خط أنبوب من قطاع 5 إلى قطاع 4 بشبوة.
وتأتي تكلفة نقل الأنبوب الواحد بـ 800 دولار، وحيث يقوم بإعطاء أبناء شبوة مبلغ 100 دولار لنقل الأنبوب الواحد ويربح700دولار في كل أنبوب، وتعتبر الصفقة خيالية. ويتقاسم الوزير العود وابن عمه تكلفة المشروع دون أي مناقصة وفي فساد واضح يدل على العبث الكبير التي تمارسه قيادات ومسئولو الشرعية دون أي خجل أو خوف من الجهات العليا.
ومن تلك الصفقات اتفاقية نقل النفط إلى ميناء النشيمة بالأنبوب لمسافة 204 كم، حيث كان حديث الوزير بأن سعر نقل البرميل هو 1.7 دولار، وهو سعر زهيد جدا مقارنة بما تقوم به مجموعة الحثيلي التي تنقل النفط لمسافة أقل من 50 كم بذات السعر، كما أن الأسعار العالمية تختلف تماماً، وهو ما يضع عدة استفهامات، منها: لصالح من تذهب بقية المبالغ؟ في سمسرة واضحة وكسب غير مشروع للوزير ومتنفذيه، كما أن الإجراءات التي يقوم بها الوزير ومتنفذوه مخالفة للقانون وبدون مناقصات.
الوزير العود اتفق أيضا في مشروع مد الأنابيب بشكل غامض وبدون مناقصات مع فريق من شركة النفط النمساوية OMV المشغلة للقطاع S2 في حقل العقلة النفطي بشبوة والذي ينتج نحو 17 ألف برميل من النفط الخام يومياً. ومن كل ذلك فقد وقعت شبوة بين حقبة وإرث ماضٍ مثقل بالأوجاع والأنين والحرمان في الحقوق وبين أنياب الإخوان المسلمين ومخالب فساد وفضائح وزير النفط الشرعي الذي زاد نفط شبوة فساداً.
*- شبوه برس – عبدالله جاحب