أستاذ في القانون الدولي : اتفاق الرياض في طريقه إلى الفشل
المشهد الجنوبي الأول ـ متابعات خاصة
قال أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالمغرب والإعلامي العربي توفيق جوزيليت أن اتفاق الرياض في طريقه إلى الفشل، فماهي خيارات المجلس الإنتقالي الجنوبي لمواجهة مرحلة ما بعدعدم تفعيل بنود هذا الإتفاق؟
وقال “جوزيليلت” في موضوع على حائطه الخاص في فيسبوك: لا ريب أن الرأي العام الجنوبي برمته يتساءل عن مصيره في ضوء تقاعس دول التحالف و في مقدمتها السعودية في فرض الإلتزام بمقتضيات اتفاق الرياض، وفي خضم الظروف المعيشية المزرية للشعب الجنوبي،و التي تتسم بخدمات شبه منعدمة و تتجه نحو الأسوأ، و انعدام الرواتب، و انهيار العملة، و النهب الممنهج لثروات الجنوب أمام مرأى و مسمع دول التحالف ، بل و العالم برمته.
الواقع أن شرعية الفنادق ليس فقط لا تبدي أي رغبة حقيقية في الإلتزام بمضامين اتفاق الرياض، ولكنها نجحت في أن تضع بالتحديد السعودية في مواجهة غضب الشارع الجنوبي الذي فقد ثقته في القيادة السياسية السعودية، نظرا للحصار اللاإنساني الذي تمارسه ما تسمى بالشرعية ضد الشعب الجنوبي منذ ما لا يقل عن خمس سنوات.
هذا الواقع المأساوي في طريقه أن يفجر ثورة شعبية، إذا لم يتدخل المنتظم الدولي ،الذي لا يضع أزمة اليمن ضمن أولوياته،وإذا استمرت السعودية و الإمارات معا في الإستمرار في غض النظر عن المعانات اليومية، و المؤامرات ، والإغتيالات، و كل ما من شأنه أن يقحم المنطقة برمتها في صراع لا تحمد عقباه،
و لعل ما ألم الجنوبيين خلال اليومين المنصرمين مقتل الجنوبيين المنخرطين في قوات ما تسمى بالشرعية، الذين سقطوا في حادث قصف معسكر الاستقبال في مأرب،إذ أن عدد الضحايا يقترب من المائة، و الجرحى بالعشرات. هاته الواقعة المأساوية كشفت حقيقة ما تسمى بالشرعية ،أنها فعلا لا تنوي محاربة الحوتي، وأنها مخترقة من قبل حزب الإصلاح الإخواني ، العدو اللدود للجنوبيين.
لا يسعني إلا أن اترحم على أرواح الشباب من أهل الجنوب، الذين وقعوا في الفخ و تمت تصفيتهم في مذبحة مأرب ،فهم ضحية الفقر المدقع، و ضحية المآسي التي لا تزال تسيطر على المشهد الجنوبي ، يتحمل مسؤوليتها المباشرة الإصلاح و الحوثي و تلك الشرعية، كما يتحمل مسؤوليتها غير المباشرة السعودية راعية اتفاق الرياض الذي يتجه نحو الفشل.