الإمارات والمؤتمر الشعبي العام.. والسعودية وحزب الإصلاح.. الكل يلعب بما يغلب
صلاح السقلدي
كان من الممكن أن يلتقي السفير السابق\ أحمد علي عبدالله صالح في أبوظبي ببعض قيادات المؤتمر الشعبي وبالقائد العسكري المؤتمري البارز العميد\ طارق صالح دون تسليط الأضواء الإعلامية كما حرصت وسائل الإعلام والماكنة السياسية الإماراتية النشطة من هذا الظهور،كما حصل اليوم بمناسبة تقديم واجب العزاء بوفاة الشيخ سلطان بن زائد،خصوصا وأن السفير أحمد علي صالح يخضع لعقوبات أممية تحت طائلة الفصل السابع منذ تمنعه من ممارسة اية نشاطات سياسية ناهيك عن تلقيه أي دعم مالي أو ما شابه ذلك من أنواع التعضيد والمساندة..
فالصورة تتجاوز واجب العزاء الى ما هو أبعد وما هو بعد هذه المناسبة. الى غاية سياسية واضحة، أرادت من خلالها الإمارات أن تبعث بها كرسالة الى محيطها الخليجي والى الداخلي اليمني.مفادها أن الإمارات ما تزال لها يد طولى كلاعب قوي ومؤثر بالشأن اليمني -وبالشمال على وجه التحديد- يصعب تجاوزه حاضرا ومستقبلا بأية تسوية قادمة ،وأن آثرت مؤخراً الانسحاب العسكري من مسرح العمليات القتالية لأسباب مختلفة- تطرقنا لبعضها سابقا-. لا نستبعد في هكذا رسائل إماراتية أن تكون السعودية هي إحدى الجهات المعنية بمضمون هذه الرسائل، والسلطة اليمنية الموجود بالرياض هي المعنية كذلك دون شك.
فالتذمر الإماراتي في ذروته من الدعم السعودي السخي لحزب الإصلاح ” ذراع حركة الإخوان المسلمين باليمن” ومن عدم تفريق الرياض بين هذا الحزب وبين السلطة اليمنية المعروفة بالشرعية، وهذا الأمر كان هو السبب الرئيس لفتور العلاقة بين قطبي التحالف، وهو مَــن حمَــلَ الإمارات على الانسحاب العسكري . فالمسافة التي تقترب بها السعودية من حزب الإصلاح ،تفعل الإمارات ضعفها نحو المؤتمر الشعبي العام. وبذات القدر من الدعم المالي والسياسي والعسكري الذي تقدمه السعودية للإصلاح باسم الشرعية، تقدم الإمارات للمؤتمر الشعبي العام نفس القدر تقريبا أو أقل بقليل.
وحين نشير الى المؤتمر الشعبي العام فلا نقصد فقط قيادات المؤتمر بالخارج، بل المؤتمر الشعبي العام بالداخل- باستثناء فصيل المؤتمر الشعبي الجنوبي- بما فيه بالتأكيد الثقل الحزبي للمؤتمر الشعبي الموجود بصنعاء ,وهذا الأخير على وئام وتنسيق مع قيادات الخارج، وخير دليل هو عملية إعادة ترتيب البيت المؤتمري بصنعاء بقيادة صادق أمين أبو رأس- بعد مقتل رئيس الحزب صالح-، بمؤتمره العام الأخير الذي لم يعترض عليه وعلى قراراته مؤتمريو الخارج، بل أنه أي مؤتمر الشعبي بصنعاء انتخب السفير احمد علي بهياته العليا- إن لم أكن مخطئاَ- ولم يعترض هذا الأخير، مما يعني في هذه الحالة أن الصمت علامة رضاء ومباركة.