ثمة أمرين أغفلهما هادي في كلمته
صلاح السقلدي
ربما كلمة الرئيس هادي بمناسبة ثورة 26سبتمبر لم تكن مختلفة عن سابقاتها، خصوصا الكلمات التي ألقاها بالسنوات الخمس الأخيرة.
إلّا أن ثمة أمرين أغفلهما هادي كانا من المتوقع حضورها بكلمته هذه بحكم تسيدهما على الساحة بالآونة الأخيرة، الأول: الرئيس هادي وهو يتحدث عن مشروع الدولة اليمنية الاتحادية التي يتبناها هو وحزب الإصلاح لم يشر الى عدد الأقاليم الستة، كما يحرص كل مرة ويتمسك بهم بشدة .
ربما هذا التخلي مؤشرا على أن الرجُــل بدأ يتحلل من هذا المشروع أو على الأقل من مسألة عدد الأقاليم المثيرة للجدل” الستة الاقاليم الزعومة”.
وحرص هذه المرة بأكثر من عبارة استخدام ثنائية شمال وجنوب، مثل قوله: ابنائي في شمال الوطن وجنوبه…نضالات شعبنا شمالا وجنوبا..).
ثانياً: تحاشى تماما الاشارة الى الإمارات على خلفية موقفها الأخير المساند للجنوبيين, كما كان متوقعا – ولو من باب التلميح لا التصريح -،هذا الموقف الذي أثار غضب شديد داخل شرعية هادي،- ومن حزب الإصلاح تحديدا-مما يعني أن هاديا إمّا أنه تعرض لضغوط سعودية أو أنه عمدَ الى تلطيف الأجواء مع أبوظبي بعد أن أصبح الوضع في عدن أمرا واقعا يصعب تجاهله أو التملّــص من الحوار مع الطرف الجنوبي، كما أنه تجنب بشكل لافت التصعيد مع المجلس الانتقالي الجنوبي واكتفى عوضا عن ذلك بتلميحات عن بُـعد.
تعمّــدَ هادي الإشادة بشبوة دون سواها, وهذه ربما تكون رسالة عتب لمحافظات جنوبية أخرى لم يرق لهادي موقفها بالأحداث الأخيرة. كما أنه لم يستطع تجاهل السخط الشعبي المتصاعد بحضرموت، وأبدأ قبوله بتلك المطالب، على شكل انحناءة لا تبدو جادة ، فالمطالب يرى فيها هادي وحكومته مُــبالغ فيها وتنمُّ عن نزعة استقلالية مُــخيفة لحكومته.