منفذ الوديعة..مسافرون يفترشون التراب بإنتظار إذن الدخول للسعودية
المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات
منذ أسبوع ومع غروب الشمس تتجه نور ومعها مئات من النساء وأطفالهن إلى مسجد النساء القريب من بوابة منفذ “الوديعة” البري يتجمعن تحت سقف المسجد للنوم بشكل جماعي حتى الصباح.
تقول نور إنها وصلت منفذ الوديعة قبل سبعة أيام مع زوجها وأبنائها ولازالوا حتى اليوم ينتظرون دورهم في الدخول إلى السعودية عبر منفذ الوديعة البري الوحيد بين اليمن والمملكة العربية السعودية.
وتضيف نور أن أغلب النساء والأطفال لا ينامون في المسجد الصغير بسبب الحر الشديد والازدحام الكبير وصراخ الاطفال الصغار داخله، وانما يبقين في أمان خلال الليل بينما زوجها وأبنائها الكبار كالمئات غيرهم من المغتربين ينامون في العراء وبالقرب من باصات النقل الجماعي الذي وصلوا على متنها من صنعاء وإب والحديدة وغيرها عائدون إلى السعودية بعد قضاء إجازة عيد الأضحى في اليمن.
تحظى نور ورفيقاتها بمكان في المسجد بينما تبقى عشرات النساء الأخريات مع أطفالهن في العراء بسبب عدم وجود مساحة كافية فيه لبقية النساء.
وتفترش عدد من العوائل اليمنية المغتربة في المملكة العراء في صحراء الوديعة بالقرب من بوابة المنفذ الذي تتكدس أمامه آلاف المركبات والشاحنات وسيارات المغتربين اليمنيين وجميعهم ينتظرون دورهم في الدخول إلى المملكة لمزاولة أعاملهم هناك بعد قضاء أغلبهم إجازة عيدية في اليمن.
استغلال المغتربين
من جانب أخر تنتشر في مدينة الوديعة البدائية حوالي 10 فنادق فقط وفي ظل أزمة المغتربين وتكدسهم أمام منفذ الوديعة وتزايد طلبات المغتربين للغرف في تلك الفنادق ارتفعت أسعار الغرف من 10 آلاف ريال يمني كسعر طبيعي إلى 30 ألف ريال، في ظل أزمة المغتربين ليزيد ذلك الاستغلال من معاناة اليمنيين المغتربين خلال أيام انتظارهم أمام منفذ الوديعة حتى دخولهم إلى المملكة في يوم لازال غير معلوم.
ليست الفنادق فقط من تستغل أزمة تكدس المغتربين في الوديعة، بل أيضا المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير، حسب أحمد المدني.
وقال المدني إنه يشتري كل يوم خمس قناني مياه للشرب وقد ارتفعت سعر حبة الماء من 100 ريال إلى 300 ريال حد قوله.
ويضيف “ليست المياه فقط بل كل ما يتطلبه المغترب اليمني تم استغلاله ورفع سعره إلى أضعاف مضاعفة”.
أسباب التأخير
قال أحد اليمنيين المغتربين المنتظرين في منفذ الوديعة إن المنفذ السعودي يعرقل دخول اليمنيين بشكل متعمد وبدون أي مبرر وأن السلطات السعودية في المنفذ يدخلون كل يوم سيارة واحدة و10 مغتربين و باص نقل جماعي مع ركابه وخمس شاحنات تجارية فقط.
لكن سبب تأخير السلطات السعودية للمسافرين اليمنيين في المنفذ بحسب مصدر أمني يمني في منفذ الوديعة طلب عدم الكشف عن هويته لـ “الموقع بوست” أن هذه الاجراءات تعود إلى ما قاله أحد ضباط السعودية في المنفذ السعودي أنهم وجدوا قبل أيام في سيارة أحد المغتربين كمية حشيش مخدر – حد قوله.
وأشار إلى أن الإجراءات المشددة التي تتخذ بحق اليمنيين المغتربين بسبب ما وجدته سلطات المنفذ السعودي في مركبة أحد اليمنيين المغتربين كمية من الحشيش مخبئة بإحكام داخل إحدى قطع محركات السيارة.
إهانات وحالات إغماء ولا مراكز طبية
من جانبه قال المسافر أسعد الدهمي لـ “الموقع بوست” إنه شاهد ثلاث حالات اغماء لنساء ومسن سقطوا على الأرض وتم نقلهم إلى صالة فندق الوديعة ومن ثم رشهم بالماء البارد وذلك بسبب عدم وجود مستوصف طبي أو مستشفى أو حتى عيادة صغيرة داخل سوق الوديعة حد قوله.
وناشد المغتربين المنظمات الحقوقية والناشطين للتفاعل مع ما يتعرضون له من قبل سلطات منفذ الوديعة السعودي من معاملات مهينة ومهانات واسعة تؤدي إلى معاناة المغتربين والمسافرين بدون سبب واضح.
كما ناشد المغتربين اليمنيين القابعين في منفذ الوديعة السلطات اليمنية للعمل مع السلطات السعودية على حل لمعناتهم وتسهيل مرورهم لعودتهم إلى أعمالهم في المملكة.
معاناة قاسية
إلى ذلك ينتشر المئات من المغتربين اليمنيين في المملكة والمركبات وشاحنات النقل الجماعي ومئات من شاحنات النقل التجارية، تتجمع في قطارات طويلة تنتظر دخولها المملكة عبر منفذ الوديعة.
مغتربين ومقيمين بعوائلهم وأطفالهم ينتظرون إذن السلطات السعودية بدخولهم إلى الجارة السعودية، نساء وأطفال يباتون الليل بشكل جماعي مع أطفالهم وسط مسجد الوديعة القريب من منفذ الوديعة- اليمني السعودي.
وتزداد معاناة المغتربين اليمنيين كل ما زادت أيام انتظارهم أمام منفذ الوديعة وأمام قرارات السعوديين البطيئة، أيام ينتظرون متحملين حرارة الشمس وحرارة طقس صحراء حضرموت القاسية.
المغتربون هنا يلتحفون تراب الصحراء فراش ودفاء لهم وأطفالهم ونسائهم ينتشرون على طول الطريق المؤدية إلى بوابة المنفذ.