خالد اليماني. برتقالة يمنية تم امتصاصها خليجياً حتى الجفاف
صلاح السقلدي
كثير من التفسيرات داخل الشرعية أرجعت سبب إقالة وزير الخارجية اليماني الى سبب أن الرجُــل كان مهندسا لاتفاق السويد الذي تعتبره الشرعية انتصارا سياسيا للحوثيين وأنه أي اليماني لم يحدد مؤخراً موقفا صارما من المبعوث الأممي الى اليمن مارتن جريفيت الذي تتهمه الشرعية بالانحياز الى جانب الطرف الآخر” الحوثيين”..في وقت تتهم فيه هذه الشرعية الحوثيين بانهم يقفون ضد تنفيذ هذا الاتفاق, في تناقض صارخ لخطابها السياسي والإعلامي، فهي في الوقت الذي تعتبر فيه اتفاق أوسلو أتى لمصلحة الحوثيين فأنها تتهمهم بعرقلته, وأنها هي من يسعى لتنفيذ هذا الاتفاق الذي ترى فيه كارثة سياسية وخدمة مجانية لخصومها.
المؤكد أن اليماني مثله مثل ممن سبقوه فشل بمهمته أو بالأحرى أفشل من قبل سلطة هي بالأصل فاشلة ومسلوبة القرار السياسي والإرادة الوطنية بعد أن تم استخدامه من قبل التحالف هو والسلطة التي يمثلها.
فاليماني الذي أكد أكثر من مرة أن الحرب تشارف على نهايتها وأن الحوار هو السبيل الوحيد مع الحوثيين الذي يصفهم دوما بأخواننا ( وهو الوصف الذي لم يرق لكثير من متطرفي الشرعية والتحالف)- للخروج من هذه الدوامة كان ضحية موقفه هذا من قبل جهات يمنية يتملكها الهلع من أي حديث عن وقف الحرب التي ترى في وقفها نهاية لمستقبلها السياسي ونهاية لمصدر رزقها وتكسبها المالي والمادي. أما موقف التحالف” السعودية والإمارات” من اليماني فهو لا يبعد كثيرا من موقف الشرعية ، فهذا التحالف يرى منذ شهرين تقريبا ضرورة ازاحة الرجل من المشهد لموقفه المهادن لموقف جريفيت والأمم المتحدة ،مع أن السعوديين قبل أيام اشادوا بموقف المبعوث الأممي- بحسب مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو التي زارت الرياض والتقت بالرئيس هادي-,ومن موقفه أي اليماني المتذمر من إعادة تفعيل دور مجلس النواب وإعادة رموز المؤتمر الشعبي العام الى الواجهة مرة أخرى.
على كل حال التحالف تعامل مع اليماني كما يتعامل مع سائر المسئولين اليمنيين: برتقالة يتم امتصاصها حتى الجفاف قبل أن يتم رميها بأقرب مكبّ نفايات.