اتقوا الله …واطلقوا رواتب العباد

بقلم / عفاف سالم

قد أقبل عيد الفطر المبارك وأطل ، وارتفعت اصوات المآذن بالتكبير هذه المرة والحالة طفر وجفاف لأسر تكاد تعيش بالعفة والكفاف وها قد أوشك على الرحيل والمعاش مازال قيد الاقامة الجبرية ولم تفلح كل الوساطات الحكومية والقبلية في الافراج عنه واطلاق سراحه ، ليجد المواطن البسيط نفسه وتحديداً من ذوي الدخل المحدود بين فكي كماشة المديونية الرمضانية من جهة والمتطلبات العيدية من جهة اخرى وصار الموظف البسيط في حال لايحسد عليه ،
فقد عجز عن توفير اللبس الجديد لاطفاله الذين لا يفهمون من العيد الا اللبس الجديد واللحمة وان كانت دجاجة والحلويات والدنداحة (المرجيحة) والطماشه، وهو اي العيد مناسبة لاتتكرر ولا تتاح لهم امتيازاتها الا مرتين في العام هذا ما اعتادوه منذ سالف الاعوام ويحكونه لاخوتهم الصغار الذين ينتظرونه بلهفة المشتاق ، الا ان ايام رمضان ولياليه تتابعت وتناقصت والعيد اقترب والراتب بح ورب الاسرة يفتش عن الراتب ليرسم ابتسامه على وجوه الصغار ،
وليتخلص من ديون اثقلت كاهله وارقت عينه وقضت مضجعه لكن من دون جدوى ووعوده للتاجر ولصغاره ذهبت ادراج الرياح، احد الزملاء سألني ما رأيك في عيد هذا العام ونحن بلا راتب ونفس السؤال تقرأه على وجوه مهمومه ونفسيات مغمومة بجرعات تلو جرعات لتجتاح المعاش وتنتهك حرمته وهو الامر الذي ما سبق ان حدث حتى ابان الحرب ويأتي العيد وما باليد حيلة بعض الاباء عمل على كي ملابس العيد للعام الماضي لتبدو جديدة وحتى لا يشعرون بالحرج وهم ينظرون إلى أبناء الجيران والحافة ممن تهيأت لهم الاسباب فيما التزم بعض الاطفال بالمكوث بالمنزل وعدم الخروج إذ ان صلاحية ملابسهم انتهت وتمزقت ووضعوا كل املهم في جديد ملابس العيد لكن شيئاً من هذا لم يحدث فلا ملابس ولا لحمة ولا مصروف عيدي والادهى والأمر ديون تكبل والدهم وتنتزع البسمة من محياه انتزاعاً ومع ذلك يسمعونه يردد عبارة حفظوها تماماً العيد عيد العافية وان لم يكونوا قد ادركوا بعد معناها وقيمتها بل وجدواها والعيد بدوره ابى ان ينتظر اطلاق سراح الراتب كما ابت الجهات المعنية من حل ولو بنصف راتب ولم تول الامر اهمية وهكذا العيد جاء على عجل ومضى على عجل اذ لم يسره ما رأى من ارواح في صبيحته تصعد للسماء وأخرى تغرق بالدماء ونساء ترمل وأخرى تثكل واطفال تيتم وتهب اسر منكوبة لاستقبال العزاء بينما اخرى تفتش مذعورة في المستشفيات عن زوج او فلذة كبد تسأل الله ان يكتب لهم الحياة ويأملون بالنجاة لأحبتهم الذين ظلوا في الدوام رغم انقطاع الراتب كونه مصدر عيش اسرهم الوحيد وكانت النتيجة دامية ومأساوية حلت بديلاً عن التسامح والمحبة والوفاء عفاف سالم
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com