إئتلاف العيسي .. أدوات الفشل لا تصنع النجاح
أحمد سعيد كرامة
هناك من يمتهنون مهنة التضليل الإعلامي خدمة لبعض الفاسدون والفاشلون , ويحاولون رمي كل مخلفاتهم وإخفاقاتهم السياسية والأمنية وحتى الاقتصادية وتدهور العملة على المجلس الإنتقالي الجنوبي , ويعد ذلك هروبا إلى الأمام من مسؤولياتهم المباشرة بتلك الإخفاقات والفشل التي أوصلت الشعب إلى حالة متطورة من اليأس والفقر .
لسنا قومية ولا هم تحرير , وعهد الإقصاء والتهميش ومصادرة الحقوق والحريات ولى إلى غير رجعة , ولكن تجريب المجرب يعني مزيدا من تخريب المخرب , ومن حق أي جنوبي أن يتكتل أو يتحزب وفق المبادئ الأساسية التي ضحى من أجلها خيرة رجال وشباب وأطفال ونساء هذا الوطن , ومن غير الخروج عن الإجماع الوطني و الوقوف ضد مصلحة الوطن والمواطن الجنوبي .
للمرة المليون الوحدة هدف سامي تسعى إليه جميع شعوب الدنيا , ولكن وفق المصالح المشتركة وتبادل المنافع وتقاسم الثروات والعدالة الاجتماعية .
نحن معشر الجنوبيين سلمنا وطن وشعب وثروات قربانا للوحدة اليمنية , بينما الشريك الشمالي لم يقدم لنا سوى الخراب والدمار والتهميش والتطفيش والإقصاء ونهب الثروات .
تقديم التنازلات أو التجاوزات التي هي ضد رغبة وتطلعات الشعب الجنوبي تعتبر خيانة , ما عانيناه من قتل وتجويع وحصار وغزوا بربري من قبل القوات الشمالية في حرب 2015م لن ننساه أو ستنساه الأجيال القادمة , وتم ذلك بسكوت وتشجيع من قبل فئات الشعب الشمالية المختلفة , ويعتبر ذلك تواطؤ ضدنا وتمزيق للنسيج الاجتماعي مع سبق الإصرار و الترصد .
سبب الحرب هي مخرجات الحوار الوطني التي إنقلب عليها الحوثي وعفاش ووضعوا الرئيس الإنتقالي هادي تحت الإقامة الجبرية وقتلوا وشردوا حتى حمايته الشخصية , وشردوا حتى أفراد أسرته , وكذلك صنعوا برئيس الوزراء البحاح وأمين عام مؤتمر الحوار الوطني بن مبارك .
كل تلك الممارسات كانت الجواب العملي لرفض مخرجات الحوار الوطني بصنعاء , وفرضها اليوم على الجنوبيين مضيعة للوقت واهدار للجهود المبذولة للخروج من معضلة الحرب اليمنية وأزماتها , الكل يعلم قاصينا ودانينا بأن مليشيات الحوثي رافضة رفضا قاطعا مشروع الأقاليم الستة ومسودة الدستور , ومع هذا يصر الرئيس هادي والإصلاح على المضي قدما بهذا المشروع الذي تجاوزته الحرب اليمنية وإفرازاتها .
إذا من المستفيذ غير الإصلاح وباحثي المناصب والمكاسب من عرض مثل هكذا مشاريع فاشلة ومرفوضة من جميع الأطراف المحلية الشمالية والجنوبية التي تسيطران على الأراض , لن تصلوا إلى نتيجة غير خسارة رصيدكم النظالي السابق وكره الشعب لكم .
وبسبب المبادرة الخليجية ومخرجات حوار صنعاء سلم الرئيس الراحل عفاش صنعاء وجميع أراضي الجمهورية اليمنية لمليشيات الحوثي الإنقلابية كإنتقام من الجميع بمن فيهم المملكة العربية السعودية راعية المبادرة الخليجية .
تمسك الرئيس هادي وحزب الإصلاح بمشروع الأقاليم هو من أجل المقايضة للحصول على موطئ قدم لمرحلة ما بعد وقف الحرب اليمنية والشروع بالعملية السياسية وتقاسم السلطة .
الخطأ الجسيم الذي وقع فيه القائمين على إئتلاف العيسي والإصلاح يكمن بمشاركة العيسي وحزب الإصلاح وغيرها من الشخصيات التي كانت سببا رئيسيا بتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية .
تلك الكروت المحروقة تبحث عن حصانة من المستقبل الذي ينتظرها كرموز للفشل والفساد , وبسبب لأنانية وحب الذات وإعتبار الإئتلاف حصان طروادة تصدروا المشهد العام للائتلاف من أجل الوصول لمكاسب سياسية ومالية , وبذلك التهور أوقعت تلك الشخصيات نفسها بهذا الفخ الذي نصبته بيدها هذه المرة .
ولهذا أتمنى من المجلس الإنتقالي الجنوبي دعوة وتنظيم إستفتاء مباشر في المحافظات الجنوبية حول الأقاليم الستة أو الوحدة الاندماجية أو الإنفصال , وبعدها أي مشروع يخالف نتائج الإستفتاء يعتبر خيانة للقضية الجنوبية ولشعبه .
وبسبب عدم وجود رغبة إقليمية وعالمية لدعم مشاريع الإنفصال على المستوى العالمي قد نؤجل مشروع الإنفصال ولن نلغيه حتى نتمكن من كسب المزيد من التأييد الإقليمي والدولي , وأنا على يقين بأن الإقليم والعالم بات يتفهم ضرورة وحتمية إنفصال الجنوب عن الشمال من أجل إستقرار المنطقة , ولضمان سلامة وأمن الممر البحري الأهم على المستوى العالمي مضيق باب المندب .