إنها شرعيتهم التي تعطي لهم الحق في سلب حرية وأمن مدينة عدن

 نادرة عبدالقدوس

يدمي القلب قبل العين ما تتعرض له عدن من تدمير وهتك لتراث الأولين الثقافي .. إنها مؤامرة دنيئة يخطط لها بليل، عدو عدن وعدو الحضارة والمدنية التي تميزت المدينة المتسامحة والمسالمة والحاضنة لكل الناس بمختلف مشاربهم السياسية والعقائدية والدينية والفكرية منذ قرون طويلة خلت ..

لم تعرف هذه المدينة الكونية، منذ خلقها الله تعالى، حقدآ على تاريخها وموقعها الجغرافي ومكانتها بين المدن التاريخية، كما تعيشه اليوم .. رحل المستعمر البريطاني وترك عدن، دون المساس بمواقعها التاريخية وغيرها من المواقع المستحدثة إبان احتلاله لها .. وبعد حرب 1994م تكالب على المدينة الحاقدون عليها، فنهبوا أراضيها ودمروا مصانعها وطردوا عمالها ونكلوا بكوادرها القيادية الوطنية وعاثوا في الأرض فسادآ لم تشهده عدن وأهلها على مر المراحل الماضية .. وبعد الحرب الغاشمة الثانية على عدن في 2015م وطرد الغزاة الحوثيين منها شر طردة، بعد أربعة اشهر من احتلالهم لها، لأول مرة بعد ربع قرن تنفست المدينة الصعداء، إذ تخلصت من مشهديات العسكرة الشمالية في ارجائها وشعر أبناؤها لأول مرة بنسائم الحرية والخلاص ..

ولأول مرة بعد سنين عجاف خرج أبناء عدن إلى (معاشق) و(ابو الوادي) والى (الغدير) مفعمين بالفرح والابتهاج، مقبلين على هذه المناطق بكل جوارحهم يتسابقون إلى أحضانها ويتلمسون ترابها ويستنشقون هواءها، فقد كانت محرمة عليهم رؤيتها او حتى الاقتراب منها وخاصة معاشق وأبو الوادي.. هنا كانوا يلعبون ويرتمون في أحضان بحرها ويبادلونها النجوى، وهنا كانوا ينامون على رمال شواطئها .. لكن لم تطل لحظات السعادة فقد عاد المتوجسون من الحياة بكل جمالها، ليسدلوا أستار الغبن مرة اخرى على وجوه أبناء عدن ويحيلوا حياتهم إلى جحيم ومارسوا على المدينة وأهلها أجمعين سياسة النظام العفاشي العفن ولكن باسم الشرعية ..

إنها شرعيتهم التي تعطي لهم الحق في سلب حرية وأمن المدينة والمواطن، فخنقت بالحواجز الحجرية والخرسانية والحراسات العسكرية المسلحة وإجراءات التفتيش الهزيلة ورغم ذلك كله هرمت مدينة عدن بحوادث الاغتيالات والتفجيرات والسرقات والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة والاختطافات الخ ….. من الجرائم التي تشيب لها رؤوس الولدان ولم تعرفها المدينة في تاريخها كله ..

اليوم تعود ذات الممارسات الهمجية على عدن .. وفي ظل وجود (الشرعية) ، فأي شرعية تعطي الحق لمغتصبي حق عدن بتدمير مواقعها التاريخية ونهب ثرواتها وتشويه موروثها الثقافي الإنساني الذي تركه الأولون شاهدا على تاريخهم وإبداعهم وزمانهم؟!

أي شرعية هذه التي تساهم في طمس هوية عدن بمحو ذاكرتها المدنية والحضارية؟!

أي شرعية هذه التي تعطي الحق للمجرمين ليعيثوا في عدن فسادآ وتحرم المواطن الصالح حقه في الحفاظ على هويته وتاريخه؟ لماذا السكوت على هذه الجرائم التي تمارس على مدينتنا وهي أمنا؟ وإلى متى السكوت يا أبناء عدن؟ امكم تحتضر وانت تتفرجون؟!

لا تنتظروا من وزير (السخافة) أن يأتي لكم بالحل .. لأن عدن لا تهم غيركم وانتم فقط من ينقذها ويخلصها من حبائل التآمر عليها .. عدن تنتظركم يا عيال عدن .. اصحوااااااا توحدوااااااا كونوا على قلب رجل واحد وإلا ….. انتهيتم ..

 نادرة عبدالقدوس ..إعلامية عدنية

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com