إجراءات إماراتية لفصل المخا عن تعز

المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات

تتواصل مساعي الإمارات لاستكمال عملية فصل مديرية المخا عن محافظة تعز، وسط ارتباك في صفوف حكومة الفنادق التي بدت عاجزة عن الاعتراف بما يجري من تجاوزات باتت المديرية في ظلها خارج سيطرة السلطة المحلية لمحافظة تعز.

بعد يوم واحد من تصريحات لمدير أمن تعز عن انتشار أطقم عسكرية تابعة لأمن المحافظة، الأمر الذي يوحي بفرض سلطة الحكومة عبر السلطة المحلية في تعز، حدث ما يكذب تلك التصريحات، حيث نشب خلاف حاد بين مدير مديرية المخا وبين قائد القوات الجنوبية الموالية للإمارات، بعد منع الأخير إرسال إيرادات المديرية إلى فرع البنك المركزي بمحافظة تعز، طالبا بأن يكون لهم نصيب مباشر منها، ليتدخل قائد قوات الطوارئ الإماراتية، المعروف بـ “أبو محمد”، الحاكم الفعلي للمديرية (لحل النزاع) بإصدار قرار يفرض صرف تلك الإيرادات على المديرية، التي اعتبرها مستقلة عن محافظة تعز، وتحت الوصاية المباشرة للإمارات التي كان لها السبق في تحريرها، وأن يتم صرف إيرادات الميناء والمديرية بنظره، باعتباره المسئول الأول.

خطوات متسارعة للفصل

يأتي فصل إيرادات مديرية المخا عن المحافظة ومنع توريدها إلى فرع البنك المركزي في تعز، كخطوة سبقتها خطوات كثيرة في اتجاه الفصل الكلي للمديرية، وإلغاء أي دور للسلطة المحلية فيها، تمهيدا لاستبعاد هذه السلطة تماما، ففي وقت سابق وجّه الضابط الإماراتي ذاته قيادات المؤتمر في مديرية المخا بتولي عملية تأمين المديرية، وتولي كافة شؤونها، بمعزل عن السلطة المحلية التابعة لمحافظة تعز، وفي اجتماع عقده “أبو محمد” مع قيادات المؤتمر في المنطقة، بحضور شخصيات متهمة بالتهريب، منها زيد الخرج ومحمد الطبوزي، ناقش معهم تأمين مديرية المخا كل بحسب عزلته، وإجراءات فصل المدينة عن قرارات السلطة المحلية في المحافظة، وعدم تمكين المعنيين من السلطة المحلية في تعز من أي عمل كان.

وفي السياق نفسه سبق أن تناقلت المواقع الإخبارية أنباء اجتماع بين ضباط إماراتيين وقادة المجلس الانتقالي الجنوبي، كُرس لمناقشة ضم مديرية المخا ومناطق باب المندب إلى إقليم عدن، وهو ما يؤكده واقع على الأرض يشهد بتبعية إدارية إماراتية تربط المخا بعدن مباشرة.

استهداف لتعز

أشار مراقبون إلى ما يمثله فصل المخا عن محافظة تعز من استهداف لأبناء تعز وأن ما يحدث في المخا هو جزء من مخطط يستهدف تعز في المقام الأول، التي سيصحو أبناؤها يوما ما وقد تمزقت محافظتهم وتشظت، إلى مناطق تتخذها الإمارات كعمق استراتيجي لتأمين تواجدها في الجنوب، وساحل يمتد من باب المندب إلى المخا تسيطر عليه سيطرة مباشرة.

رد حكومي باهت

في رد اتسم بالبرود، اتهم مصدر حكومي في تعز “على استحياء” القوات الإماراتية بتنفيذ إجراءات لفصل مديرية المخا عن محافظة تعز، بدءاً بفصل الإيرادات ومنع تحويلها إلى فرع البنك المركزي في المحافظة، وإلقاء مهمة الجانب الأمني على مرتزقة الامارات.
وبحسب المصدر فإن الضابط الإماراتي شدد على أن إيرادات المديرية ستكون للمديرية ومنع تحويلها إلى محافظة تعز، ووجه بمحاسبة مدراء المكاتب الذين أبدوا بعض الاعتراضات خلال الاجتماع بعد اتهامه لهم بالتقصير في أعمالهم.

وتعاني مديرية المخا منذ سيطرة القوات الإماراتية عليها عقب احتلالها في فبراير 2017، من حرمان أبنائها أبسط الخدمات واستمرار إغلاق ميناء المخا، فضلا عن منع الصيادين من العمل في سواحل المدينة. وانتشار الاختلالات الأمنية والاعتقالات التعسفية وانتشار جرائم القتل والاغتصاب.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com