الشيخ الحريزي يتحدث عن المستجدات في المهرة ويكشف عن سر اصرار السعودية السيطرة على المحافظة
المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات
يتزعم الشيخ علي سالم الحريزي حراكا شعبيا منذ أشهر، ضد التواجد العسكري السعودي، في واحدة من اكبر المحافظات اليمنية اقصى شرق اليمن.
وفي حوار صحفي تحدث القائد العسكري المخضرم برؤية استراتيجية، بعيدة المدى، حيث يرى أن طريقة الحكم السعودي وسط هذه الضغوط سوف تتغير، كما تتحدث بنفس وطني جامع حول قضية مركزية وهي “السيادة اليمنية “،حيث يفتت اي خلاف سياسي مع أي طرف يمني في مقابل التوحد حول الهدف الرئيسي، انه يتحدث كقائد ميداني وشعبي، وبخطاب أصبح غائبا عن النخبة اليمنية التي بهتت بسبب الصراع، بتفضيل الأجندات الحزبية الضيقة على الأجندة الوطنية الجامعة.
وأكد الشيخ علي سالم الحريزي في حوار مع صحيفة “رأي اليوم”، أن السعودية حاليا في أضعف مراحلها، وان القوى اليمنية على اختلاف توجهها إلا أنه يمكنها أن تتوحد ضد الاحتلال العسكري الخارجي، أينما كان مصدره، لكن رهانه الأكبر يبدو على الأغلبية الصامتة.
وتحدث الشيخ الحريزي في حواره مع الصحيفة، اليوم الإثنين 17 كانون الأول 2018، عن أسباب اهتمام السعودية بالتواجد في المهرة، قائلاً : “السعودية تعي أهمية المهرة، بموقعها وثرواتها، وحتى تهديد المهرة للسعودية، حيث انها قادرة على إحباط كل مخططات السعودية أن لم تسيطر عليها، فحاليا السعودية في أضعف فترات حكمها، وهي تحاول منذ عقود ان تمد أنبوب نفط عبر اليمن، بشكل ينتقص من السيادة اليمنية”.
وأضاف الشيخ الحريزي أن السعودية “فعلت ذلك في الوقت الضائع، فلو كانت تحركت في بداية الحرب على اليمن، وقتما كان الرأي العام يؤيد تدخلها، لكان يمكنها تحقيق شيء، لكن الان بعد انكشاف أجندتها، وانها جاءت لإضعاف الدولة اليمنية ومؤسسات الشرعية واحتلال اليمن، فإن الأمر أكثر من مستحيل”.
وأشار إلى أن “السعودية تتمسك بالبقاء في المهرة لأهميتها بالنسبة لها، ويمكن توقع انسحاب السعودية من كل مناطق اليمن إلا المهرة لهذه الاسباب، أولا للسيطرة على أهم المنافذ البحرية والبرية، ولوجود مخزون هائل من النفط والغاز برا وبحرا، ولتمرير انبوبها النفطي، واخيرا لتهديد سلطنة عمان ومحاصرتها”.
وتوقع الشيخ الحريزي أن يحدث تغيير داخلي في نظام حكم آل سعود، قائلاً: “حرب اليمن غيرت كل خطط السعودية، انها تتجه ان تؤمن أكثر بحقوق الإنسان وعدم التدخل بشؤون الدول، وعدم اختلاق الصراع، واحترام حقوق الجوار، اعتقد ان داخل نظام الحكم قد يحدث تغيير بطيء يحول السعودية إلى مؤسسات حكم معاصرة، بضغط من الحلفاء الأمريكان، لأن الرأي العام الأمريكي أصبح غاضبا من دعم نظام همجي متخلف غير معاصر لا يؤمن بحقوق الإنسان”.