ترتيبات لمغادرة الرئيس هادي السلطة وعزل الأحمر
المشهد الجنوبي الأول – صحافة
كشفت زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي، المفاجئة إلى أمريكا نهاية الأسبوع الماضي، أن كل خطوة يقوم بها تأتي في سياق ترتيب مغادرته للمشهد لا ترتيب عودته إلى عدن والبقاء في السلطة.
وظل هادي في أمريكا في الزيارة قبل الأخيرة أكثر من شهر، وكانت هي أطول فترة لبقائه في دولة يسافر إليها منذ بداية الحرب. بل إن مؤشرات كثيرة تشير إلى أن هادي لن يعود إلى الرياض أو اليمن. وأكدت معلومات أنه قد اقتنع بالمقترح الأمريكي الذي يتضمّن تعيين نائب للرئيس بدلاً عن علي محسن الأحمر، كخطوة لنقل السلطة. وتزامن ذلك الطرح مع عودة المشاورات إلى الواجهة، كان من المفترض عقدها في جنيف في سبتمبر الماضي، وتعرقلت بسبب عدم سماح «التحالف» بوصول وفد «الإنقاذ» عبر طائرة أممية.
بحسب مصادر سياسية مقرّبة من مكتب هادي، في حديثها إلى «العربي»، فإن «هادي وبزيارته الأخيرة إلى أمريكا، فاجأ كثيرين، بما فيهم القريبين منه والمحيطين به»، حيث أن الإعتقاد السائد هو أن هادي تقدم في تسوية الخلاف بين «الشرعية» وأبوظبي، من خلال تغييره لرئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وكان يعتقد فريق «الشرعية» عودة هادي إلى عدن، ولكن فجأة ترك هادي الرياض، متجهاً نحو أمريكا.
ترتيب المشهد العام
وفي حين قالت وسائل إعلام «الشرعية»، إن الرئيس هادي «غادر الرياض إلى أمريكا بغرض العلاج»؛ كشفت مصار في مكتب جريفيث، لـ«العربي»، عن أن «زيارة هادي إلى أمريكا ليست لغرض العلاج فقط، بل لغرض العلاج وترتيب سياسي قادم في إطار المشهد العام».
وقالت المصادر إن «المجتمع الدولي والأمم المتحدة، أقنعوا هادي بأن مسألة العودة إلى عدن لم تعد مجدية في هذا المشهد العام، وأن الترتيب نحو مخرج من الحرب هو المجدي، وأن الأمر يتطلب منه تقديم تنازل بهذا الاتجاه، ولن يتحقق الأمر دون ذلك».
الترتيب الأمريكي للمشهد اليمني القادم، واضح من خلال التحركات التي تقوم بها أمريكا بعد زيارة هادي لها. فبعد الزيارة قبل الأخيرة، وصل قائد «القيادة المركزية الأمريكية» جوزيف فوتيل، إلى عدن والتقى هيئة الأركان العامة في قصر المعاشيق، وبعدها بأربعة أيام توجه فوتيل، إلى الرياض حيث التقى نائب الرئيس علي محسن الأحمر؛ الأمر الذي يؤكد بوضوح أن ما يجري ترتيب لمشهد يمني جديد».
وتوقعت مصادر سياسية مقرّبة من مكتب هادي، أن «يتم خلال اليومين القادمين تعيين نائب للرئيس، بدلاً عن علي محسن الأحمر، وبتوجه أمريكي وبمباركة إقليمية».
كل هذه الترتيبات، وطبقاً لمصادر «العربي»، هي جزء «من ترتيب عام يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، الذي كشف بعد يومين من زيارة هادي إلى أمريكا، عن جولة مفاوضات سياسية يجري التحضير لها في مدينة أوروبية، نهاية نوفمبر القادم». وبحسب جريفيث، «ستكون الجولة هذه المرة مباشرة بين الطرفين».
(العربي)