الجنوبيون .. هل ينقلبون على الشرعية
بقلم / أحمد سعيد كرامة
على التحالف العربي والعالم أن يدركا أن الجنوبيون في وضع معيشي وإقتصادي وأمني لا يحسدون عليه , قدم الجنوبيون فلذات أكبادهم في هذه الحرب الدائرة في اليمن إيمانا منهم بعدالة قضيتهم وردا لجميل دول التحالف العربي التي ساهمت بإسهام مباشر بتحرير أرضنا وضحت قبل المال بالدم على ترابنا الوطني .
سكوت أو عجز دول التحالف وخصوصا السعودية على فساد وفشل الحكومة الشرعية اليمنية بإدارة المناطق المحررة نعتبره غير مبرر بل تواطؤ مع سبق الإصرار و الترصد , وعجز الرئيس هادي الذهني والجسدي أصبح عائقا أمام ممارسته قيادة اليمن إلى بر الأمان , بل أصبح الرئيس هادي أكبر معضلة تواجهها المناطق المحررة , لن نصبر كثيرآ على عصابة تختطف السلطة والدولة والتي أدخلتنا في نفقها المظلم , عجز الرئيس هادي عن إتخاذ أي قرارات تحد من فشل وفساد حكومته لن ندفع ثمنه لوحدنا هذه المرة .
سنطارد الرئيس هادي وحكومته أمام المحاكم الدولية ومنظماتها بملفات الفساد ونهب المال العام وسوء الإدارة الذي أدى إلى إنهيار الاقتصاد والعملة المحلية ودخول الشعب في مجاعة بسبب بسبب فشلهم وفسادهم , وسنقدم تلك الملفات كجرائم حرب كوننا في حالة حرب .
إنهيار الريال اليمني بهذه الصورة التسونامية يضع علامات إستفهام كثيرة وكبيرة على أداء دول التحالف وخصوصا السعودية بسبب تنصلها عن وعودها السابقة من دعم العملة إلى وقود الكهرباء وغيرها , والتي لا تعتبرنا لحد الآن شريك حقيقي يستحق الدعم السخي في ظل هكذا مرحلة حساسة وصعبة .
الشعب الجنوبي يعيش أخر مراحل الصبر والإنفجار أصبح وشيكا وقريبا جدآ , وقد تكون نتائجه غير مرضية لدول التحالف والعالم أجمع , للمرة الرابعة وعود السعودية العرقوبية لم ترى النور بعد بالنسبة للوديعة الوهمية ومنحة شحنات وقود الديزل لمحطات كهرباء عدن , مما سبب خروج معظم محطات توليد الكهرباء عن الخدمة وسبب مأساة جديدة تضاف لمآسي هذا الشعب في المناطق المحررة , تخطئ السعودية عندما تنصت لكبار فاشلي وفاسدي وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية بضرورة التريث بتموين محطات توليد الكهرباء في عدن بالوقود كون الشتاء على الأبواب وستقل الأحمال .
منحت السعودية بصرة العراق ومصر والسودان وغيرها من الدول ملايين الأطنان من وقود محطات توليد الكهرباء والسيارات والمعدات وعلى وجه السرعة , ومنحت الأوهام والوعود السرابية لجيرانها رفاق السلاح والخنادق , ووقفت موقف المتفرج العاجز أمام معاناة الجنوبيون وهم يتضورون جوعا ويعيشون في ظلام الليل والنهار دون أن تقدم لهم أي نوع من أنواع الدعم والمساعدة .
بل طامتنا الكبرى أن تكون حكومتنا الكارثية مقيمة بالرياض , ومدعومة ماليا وسياسيا من السعودية الشقيقة الكبرى , سيكفر الشعب بالسعودية وما أصابه من ظلم شديد يشعر بأن بعض دول التحالف طرفا فيه وراضية عنه .
كمتابع جيدآ في الشأن الجنوبي والمناطق المحررة وغير والمحررة أرى بأن الشعب الجنوبي وقادته وصلوا لمرحلة أكون أو لا أكون , وهذا المصطلح لا يحتمل القسمة على إثنان في إدارة شؤون المحافظات الجنوبية , قبل الذهاب في طريق اللاعودة مازال هناك متسع من الوقت حتى لو كان ضئيلا جدآ .