حضرموت .. وطريق الموت .. (صافر – العبر) تؤدي إلى (القبر)
المشهد الجنوبي الأول / حضرموت
يتبادر إلى ذهن المراقب لما يجري في حضرموت من تفاعلات مجتمعية وسياسية أن هناك مايعد في الخفاء لاستهداف حضرموت من داخلها ومحاولة إسقاط ماتبقى من جبهتها الداخلية المتماسكة بنسيجها الاجتماعي فضلا عن محاولة ضرب وحدتها الجغرافية وعقدها المتمثل في مؤتمر حضرموت الجامع العاكس لاجماعها .
لقد بدأ الهجوم الشرس من الداخل على جامعها منذ لحظة نشأته مرورا بنتائج مخرجاته وانتهاء بمحاولة السير بآليات لتنفيذ مخرجاته التي نرى آلات الهدم تحاول الإعاقة لها من داخله وخارجه وقد انتهت بتفجير أزمة ماعرف باستقالة الأمين العام للمؤتمر حيث راجت للكثير وروج لها سبيلا الى وأد هذا الكيان الوليد المترجم لتطلعات الحضارم والملبي في حدوده الدنيا وحدتها .
لاشك أن عقدة الخصم لحضرموت هي في وحدة أبنائها التي ظلت ردحا من الزمن تحت ظلال الشتات وفي رياح المصالح الذاتية العاتية التي تذروها وحين التقاط الأنفاس وتجميع الكلمة بوحدة الصف عاد يوميء ويتوعد ويحيك المؤآمرات الواحدة بعد الأخرى لإبقاء حضرموت في ذات المربع وبنفس الحالة القديمة من التشتت التي من خلالها يستطيع الاستحواذ على حضرموت مكانا وثروة وإنسانا ويبقيها محلك سر .
لايدرك هؤلاء بكل اتجاهاتهم وتوجهاتهم إن حضرموت اليوم ليست حضرموت الأمس فقد شبت عن الطوق وتتلمس طريقها نحو امتلاك ناصية أمرها وإدارة شؤونها باقتدار وأن جامعها الذي يمر بمرحلة أزمة بسيطة سوف يتجاوزها بكوادره وقياداته ورموزه الوطنية المؤمنة بوحدة حضرموت واستقلال قرارها السياسي ولاشك ان هؤلاء يعيشوا الوهم في استهدافهم المقيت لوحدة حضرموت .
ومن هذا المنطلق وبهذا التصور واجب علينا التنبيه إلى كل حضرمي من الانزلاق في هذا المخطط الآتي من طريق (صافر) وهم بذلك يختصرون طريق عبورهم نحو ضياع أنفسهم وموتهم السياسي المبكر لأن طريق (صافر – العبر) تؤدي إلى (القبر) وتظل حضرموت بوتقة تصهر ولاتصهر وهي طريق الموت لكل المشاريع الوافدة الهادفة لوأدها ولنا في دروس التاريخ عبرة .
أكرم باشكيل
2018/9/19م