لعنة التعليم تلاحق الحكومة والتحالف :أكاديمي في جامعة عدن يتعرض للإضطهاد والتمييز ويقرر الإعتزال عن التدريس
المشهد الجنوبي الأول / عدن
يتعرض أستاذ في كلية الهندسة بجامعة عدن لإضطهاد ناتج عن سياسية مناطقية كريهة عمت كل مؤسسات الدولة وأبرزها جامعة عدن التي فاحت رائحة التمييز السياسي والمناطقي فيها منذ عهد حبتور وتضاعف في ظل رئاستها الحالية .
تشير المعلومات إلى أن الأكاديمي الدكتور أحمد سعيد عبدالخير النوبان” الأستاذ في كلية الهندسة بجامعة عدن المتفوق في علمه وعمله هو إبن أبو التعليم الحديث في الجنوب قبل الوحدة الملعونة ومؤسس وباني “جامعة عدن” ونهضتها العلمية “د سعيد عبدالخير النوبان” حتى وصلت الجامعة إلى مرتبة مرموقة بين أوائل الجامعات العربية قبل أن تطالها يد العبث والتخريب والفساد بعد حرب العدوان اليمنية على الجنوب وعلى مناراته العلمية والصناعية والثقافية
لم أكن أنتوي طرح هكذا موضوع ولكن الظلم هو من أجبرني على الكتابة:
ألخّص الموضوع في التالي :
** منذ حصولي على درجة الدكتوراه في 2002م وحتى كتابة هذا المنشور لم يحدث أن رُشحت إلى أدنى منصب داخل الكلية ( كلية الهندسة ) لا في قسم ولا هيئة تحرير لمجلة ولا لجنة أجهزة مختبرية ولا يحزنون بل بقيت ( وأكاد اكون أنا الوحيد الذي لم يلتفت إليه في هكذا أشياء ) ، طبعاً أصابني بعض الإحباط خصوصاً وأنني من ذوي أعلى الألقاب العلمية على مستوى الكلية والسبب يُسأل عنه قيادة الكلية التي أتت بأسماء أخرى على مستوى جميع الأقسام ممن هم من عيال الأمس ونصبتهم مسائيل علينا ، حالة الإحباط هذه أدخلتني في حالة نفسية ومرضية تناولت من بعدها وفقاً لوصفة الأطباء دواء مهدئاً للأعصاب وهو برازول ( prazol ) الذي لاأزال استعمله حتى اليوم وقبل أن أدخل محاضرة لابد قبلها بليلة أن أشرب حبة برازول ، أي أنني وصلت إلى حالة من العصبية أخشى أن تنعكس على طلابي فأستخدم البرازول لأكون هادئاً في أداء محاضراتي بأريحية وإبتسامة أمام طلابي.
** يشهد تأريخي الأكاديمي أنني أسلِّم أسئلة الأمتحانات ( الدور الأول الدور الثاني ) دفعة واحدة وليس مجزئة دليل حرصي وجديتي وأنني أقوم على تصحيح دفاتر الأمتحانات وأسلمها في وقتها حتى عندما أنهدم بيتي جراء الحرب والعمال يرممون بيتي كنت حريصا ان أسلم دفاتر الامتحانات في حينها .
* صادف هذا الفصل أن تأخرت 3 أيام فقط عن تسليمي دفاتر الأمتحانات في وقتها المحدد ( وكما قلت هذه أول مرة تحدث في تأريخي وأنا سليل أسرة العلم والنظام والقانون ) فأتفاجئ بقطع جزء من راتبي يبلغ60 ألف ريال يمني مجزئة على 3 أشهر أي في كل شهر يستقطع 20 ألف ريال وكان هذا قرار مجلس كلية الهندسة ممثلاً بعميدها ، طبعاً صدمني وأساءني كيف للكلية ان تفعل ذلك خصوصا ونحن في أصعب مراحل الوطن إقتصادياً . بدأ الإستقطاع ليلة عيد الأضحى المبارك تخيلوا ليلة العيد والغلاء في الملابس وكبش العيد وغيره وظروف المواطن التي زي الزفت والعميد يقرر القطع !!! وأستقبلت العيد براتب مبتور ، هل هذا يعقل ياصالح مبارك ياعميد الكلية ، إن كانوا أعضاء مجلس الكلية لديهم مصادر دخل أخرى أقلّها أنا ليس لديّ مصدر دخل اخرغير راتبي الشهري.
** طبعاً قيادة الكلية التي فالحة وشاطرة بأستقطاع راتبي بدافع انني تأخرت عن تسليم دفاتر الامتحانات 3 ايام فقط عن موعدها ولأسباب قاهرة خاصة بي ، هي هذه القيادة لم تقوم بتسليمنا مستحقاتنا السابقة التي تخص تصحيحنا لدفاتر الامتحانات منذ أكثر من عامين ، فهل لنا أن نطالبها بحقوقنا منذ أكثر من عامين ونحسب عليها كل يوم تأخير منها بأجرة يوم دوام كما فعلت هي ونتوجه إلى الاجهزة القانونية والقضائية ؟
** هل تعلمون أن أجرة تصحيح الدفاتر ( الموازي الصباحي ) لايتجاوز 11 ألف ريال والمبلغ المستقطع نتيجة تأخير الدفاتر يبلغ60ألف ريال يمني : فلنأخذها بالعقل : هل يجوز أن يكون المبلغ المستقطع ( 60 ألف ريال ) أكبر من المبلغ الأصل لتصحيح الدفاتر ( 11ألف ريال يمني ) ؟!!!.
** وعليه أطالب مجلس الكلية فوراً إسترجاع جميع الإستقطاعات التي تمت براتبي الشهري وإلا فليأتوا بأستاذ اخرا غيري فقد عزمت على الإعتكاف في منزلي ( وياما أساتذة قبلي أعتكفوا في منازلهم حتى تم لهم ماأرادو وهم يعْلمونهم ) والإهتمام وملازمة والدتي شفاها الله وجمدت جميع أنشطتي مع الكلية بعد أن فاض الكيل وطفح بما فيه فَلَم تعد الكلية المكان المريح الذي يجذبني إليه بعد مالحقني من الظلم المتكرر. بالمناسبة هناك أشخاص يُمدد لهم سنوات تلو السنوات وهم خارج الوطن ويتقاضون راتبهم سابع مسبع على دائر الملِّيم دون إستقطاع فلتأتي الكلية بهؤلاء النفر يدرسون موادهم ويصححون دفاترهم كما نفعل نحن : ياأعزائي هذه هي سياسة الكيل بمكيالين. وأشياء أخرى سأذكرها في حينها.
** أخيراً، أعتذر لجميع أبنائي الطلاب عن تدريسهم أو الأشراف عليهم الخريجون والجدد، قررت قرار لارجعة فيه تجميد جميع أنشطتي حتى أحصل على جميع حقوقي المسلوبة ظلماً.
د أحمد سعيد النوبان