ضاعت هيبة ‘‘نابليون‘‘ يا عبدربه منصور !!

المشهد الجنوبي الأول / متابعات

• اعاد الرئيس هادي بعث “نابليون بونابرت” من جديد ليحط رحاله في اليمن، امبراطور فرنسا وأحد أشهر قادة الحيوش في العالم صار حديث الساعة، سبب ذلك جملة اوردها هادي في سياق حديثه عن عدم اقتحامه لمدينة الحديدة معللاً ذلك بعبارة نابليون الخالدة: “المدن مقبرة الجيوش”.

• حاول هادي ان يستعرض بعض معلوماته العسكرية لتبرير استبعاد خيار السيطرة على الحديدة ودخولها، لكنه من حيث لا يدري أورد مغالطة خطيرة للغاية، فنابليون حينما اورد هذه المقولة كان يدرك خطورة المغامرة بجيشك منطلقا من مبدأ الاقتصاد بالقوة وترجمة هذا الأمر تتم باستخدام القوات المتاحة بشكل فعال وبكفاءة عالية وبأفضل السبل سعيًا وراء أكبر نفع بأقل تكلفة، اذ انه من الافضل حصار المدن لتجنب تكبد خسارة انت في غنى عنها.

• لكنه غاب عن ذهنه ان الكلام هنا مداره على مدن خصمك التي قد لا تعرفها جيدا، او لا تتوفر لديك اي قراءة لمعايير القوى فيها،  لكن هادي وقع في المحظور بتلميحه ان الحديدة ليست حاضنة للشرعية وهو بحصارها وعدم اقتحامها لا يكترث بشعب الحديدة في اطالة امد الحصار الذي قد يمتد لأشهر ولربما سنوات بحسب استراتيجية الحصار نفسها،  وهو بذلك يرسل بدون قصد ٱنه جاءها غازياً لا مسترداً لأرض تمت اخذه منها.

• في مجمل الأمر، كان هادي ومنذ البداية لا يريد التحرك صوب الحديدة مطلقا، في طريقه لاستنساخ (نهم) جديدة على أرض تهامة، بدا ذلك واضحاً برضوخه لارادة الحوثي في ايقاف حرب الحديدة كشرط لقبوله الجلوس في مفاوضات جنيف، وهو الأمر الذي تم خرقه من قبل المجلس الانتقالي تنفيذاً لتهديداته العلنية باقتحام الحديدة حال عدم اشراكه فيها.

• يحاول هادي بعدها تدارك الأمر بظهوره في خطاب مقتضب بدأه بتحية جبهة الحديدة على رأس خطابه تلميحاً منه بأنه صاحب القرار في استئنافها مجددا، ثم ذهب الى ابعد من ذلك في ايراد خبر على صفحته الرسمية مفادها تلقيه اتصال ابو زرعة احد قادة الوية العمالقة ليبشره بانتصارات العمالقة في الحديدة!!

• التخبط الواضح في تعدد التصريحات واختلاف سيناريوهات التعاطي مع ملف الحديدة منذ بدايته والى حد الان، يعكس مدى ارتباك دائرة صنع القرار في الشرعية، ويظهر أن الأمور بدأت تنفرط من قبضتهم، وأن المتغيرات الجديدة التي طرأت على ارض المعارك توشك على رسم مستقبل جديد غير الذي يخططون له، وان ميزان التحالفات بدأ يميل لكفة تزعجهم وتنذر بانتهاء وجودهم السياسي.

ويبقى السؤال حاضراً بقوة، مامدى صمود الشرعية وقدرتها على المناورة وسط هذه الظروف، في ظل صعود نجم الانتقالي وتعالي الأصوات الشعبية التي لا تتسق مع مشروع الشرعية، وتقف مع خيار الاستقلال كخيار وجود.

#ياسر_علي

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com