نعم.. لنغضب برجولة ومن أجل جنوب معافى

المشهد الجنوبي الأول /  متابعات

وانطلق الغضب الجنوبي هذه المرة مدويا في عدن ومنها إلى كل مدن وبلدات الجنوب.. إنها ذات المدن والبلدات التي عانت من خريف سياسي واقتصادي بارد وسقيم وممل، امتد لفترة ما قبل الحرب الأخيرة وأيضا إلى ما بعدها.. غضب وحراك شعبي يتجه يوما بعد يوم جهة التصعيد. وكما يبدو أن الجنوب أخيرا قد وجد نفسه، وهذا ما ستكشف عنه وتبينه الأيام القادمة إذا ما استمر  الغضب الجنوبي في التصاعد، ولن توقفه سياسة «العصا والجزرة» ولا عنتريات شرعية الإفساد  والفساد في البلاد.

للجنوبيين اليوم الحق – كل الحق – في أن يرفعوا سقف التصعيد في ثورتهم الراهنة بعيدا جدا  عن محاولات النظام اليمني الفاشل الذي تمثله حاليا ما تسمى «الشرعية» وهي محاولات يائسة. وهنا لابد أن يقول قائل لكن ما دخل التحالف في ما يحدث لكم؟.. ألا ترون أنكم تبالغون كثيرا في تحميل التحالف المسئولية في أوزار وجرائم غير مسئول عنها؟!

أنتم أيها الجنوبيون قد تعودتم على جعل  الغير شماعة لإخفاقاتكم وخلافاتكم.. أليس كذلك؟!

ومثل هذا يسهل الرد عليه بالقول: نعم للتحالف وزر أخطر من وزر المسئولين عما يحدث الآن للشعب الجنوبي، وهو وزر صمته المريب تجاه كل ما حدث ويحدث ومشاركته، بل وإشرافه المباشر في صنع سيناريوهات مرحلة الحرب؛ وما بعدها ومعرفته أن الجنوبيين بحراكهم  السلمي ومقاومتهم الشعبية قد هبوا معه في تحالفه حبا في الحرية والخلاص، ومن الأيام الأولى وهم يؤكدون على هذه الحقيقة وهي الاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية الذي يعرف هذا  التحالف قبل غيره أنه قد تم الغدر بها بحرب واحتلال عام 1994م.. غير ذلك فهو خداع وكذب وإهانة للجنوبيين لإعادتهم عنوة إلى باب اليمن في صنعاء، وهذا لا و لن ترضى به الكرامة  الجنوبية أبدا.. وقد سبق وأن أكدت كثير من القيادات الجنوبية على ذلك في أكثر من مناسبة وأكثر من مكان داخل الجنوب ومع دول التحالف نفسها في عواصم بلدانهم.

لقد استشعر الجنوبيون أن الخطر يداهمهم من كل الاتجاهات ولم يعد لهم من منفذ غير توحيد الصف والثورة من جديد، وذلك ما لمسناه في بيان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي جاء واضحا وضوح الشمس، واضعا الحروف على النقاط مسقطا لورقة التوت التي كان يتخفى وراءها الرئيس هادي طيلة الفترة الماضية هو ومن معه من القوى اليمنية النافذة جنوبا وشمالا بمن فيهم الحوثة والعفاشيين وأذنابهم في الاحتلال ونهب الجنوب ممن يلقى لهم بالفتات من جنوبيين هنا وهناك.

وكما يقال أزفت ساعة الحقيقة ودقت أجراس الخطر والشارع الجنوبي يترقب خطوة من ثواره.. نعم، لابد من خطوة ثورية جريئة ومحسوبة بكل دقة وإتقان ولا أشك لحظة من أنها تعتمل الآن ولابد لها أن تتجلى في وعي وفعل الثوار الذين ينشدون حريتهم واستقلال وطنهم. ليتداعى غضبنا الجنوبي من كل مكان، ولنوصله إلى كل مكان وإلى أعلى المستويات.. لنغضب غضب الثوار وليس غضب اللصوص والبلاطجة.. لنغضب غضب الشرفاء الأحرار وليس غضب من لا شرف له ولا كرامة.. نعم، لنغضب برجولة.. رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا. فلنغضب   برجولة ولنسمع أصواتنا ذلك الحاكم الجائر المحسوب علينا جنوبيا الذي افتضح أمره اليوم للجميع وبان على حقيقته بأنه الحاكم بأمر قوى الاحتلال اليمنية القديمة والجديدة والمرفوضة من قبل شعب الجنوب أمس واليوم وغدا.

نعم، لنغضب برجولة، ولنحذر ألاعيب المحتلين وأساليبهم القذرة في تمييع غضبنا واختراقه وتحويله كعادتهم إلى احتجاجات مطلبية آنية وزائلة ولا علاقة لها بحرية واستقلال الجنوب واستعادة دولته.. فها نحن قد رأيناهم عند انطلاق التصعيد وبعد مخاض يوم واحد كيف أنهم راحوا يجيرون أحداث عدن في وجهة تتماهى وتوجهاتهم، لا بل والتداعي إلى الاجتماع بهدف معالجة تردي الأوضاع الاقتصادية ومواجهتها بجملة توجيهات منها الزيادة في المرتبات، وهي خطوة مفضوحة وغير خافية على أحد.. يوم واحد من

الغضب جعل من الفاسدين ورعاة الإفساد

على الأرض الجنوبية أكثر غيرة وأكثر حرصا على المصلحة.. يا لسخرية ما يحدث! أين كنتم خلال الفترة الماضية يا شياطين الإنس؟!.. إن إبليس اليوم قد تبرأ منكم، والغضب الجنوبي

لن يهدأ حتى يتم الفوز العظيم وترحلوا غير مأسوف عليكم ويحقق شعب الجنوب حريته واستقلاله، ويستعيد دولته دولة النظام والقانون.

لنغضب في وجه كل من يمتهن الهيمنة والاستحواذ والاحتلال لإذلال كرامتنا كجنوبيين عبر شرذمة من الفاسدين والمرتزقة والدهماء الذين هم سبب كل شقاء يعاني منه هذا الجنوب.. لنغضب نعم ولنفهم هؤلاء أنهم ليسوا منا ولا من الجنوب.. لنغضب ونقدم للعالم وجه الجنوب الحضاري.. لنغضب ونحافظ على إرث نضالنا السلمي، ونقول لهم هذا هو الجنوب الذي أردتم له الموت، ها هو ينهض محبا للحياة عاشقا للعدل معافى برجاله وشبابه من الجنسين ومن كل  الأعمار.. نعم، لنغضب ومن يشير علينا بالتخريب والتدمير فلا استجابة له.. إنه صنيعة تشوهات  نظام الاحتلال اليمني.

لنغضب.. نعم، ولنقل لهم بصريح العبارة والقول إنه إذا كان ثمة تشوهات في حياتنا فإنها صنعيتكم وحري بها اليوم أن ترحل معكم وإلى غير رجعة، وليبقى الجنوب أبدا قلعة للأحرار لا يسترجي حقه من جلاديه أيٍّ كانوا، بل إنه ينتزعه منهم انتزاعا.

*- محمود المداوي

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com