بن بريك يكشف استعدادات المقاومة والإنتقالي الجنوبي لإقتلاع حكومة الفساد
المشهد الجنوبي الأول _ عدن
أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي ورئيس الجمعية الوطنية العمومية للمجلس اللواء أحمد سعيد بن بريك أن لدى المجلس من عوامل القوة ما يمكنهم من فرض واقع جديد بالجنوب يستجيب لمطالب الشعب ويلبي طموحاتهم .
وقال بن بريك في حوار صحفي مع صحيفة 4 مايو التابعة للمجلس الإنتقالي حول الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والخدمية السيئة التي تشهدها عدن وبقية المحافظات المحررة ، أن ذلك يعود بسبب السياسات الخاطئة لمنظومة الحكم والفساد المستشري في مفاصل الحكومة والمؤسسات التابعة لها وهو ما قاد البلاد الى هذا الفشل ويبدو بأن القادم أسوء .
وأضاف أن هناك اختلالات عميقة وتحتاج إلى إجراءات مؤلمة ليس اقلها اقتلاع منظومة الفساد التي ترعاها الحكومة، لافتاً أن المجلس الإنتقالي كان ولا زال يستشعر هموم ومعاناة الناس ، وسبق ان قدم تحذيرات ومناشدات للرئاسة، وطالبها بإصلاح الأوضاع والبدء بتغيير الحكومة بحكومة كفاءات،
وأوضح بن بريك أن المجلس والمقاومة الجنوبية تحركوا ميدانياً وقتها بعد عدم الإستجابة لتلك التحذيرات والمناشدات ، منوهاً أنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى لإقتلاع تلك الحكومة لولا تدخل قوات التحالف العربي لتهدئة الأوضاع وإفساح المجال لجهودهم، للوصول إلى ما يحقق هذه المطالب، بأقل التكاليف والخسائر .
وأشار أنه إلى الآن لم يستجد جديد في ذلك الموضوع ، مؤكداً أن المجلس ومقاومته الجنوبية جاهزين مجدداً للدفاع عن مصالح الشعب الجنوبي وإنقاذه من سياسات التجويع والتركيع، والإذلال ، وقال : “ولدينا وبدعم من شعبنا من عوامل القوة، ما يمكننا من فرض واقع جديد يستجيب لمطالب شعبنا ويحقق طموحه”.
وتطرق بن بريك الى الدورة الإستثنائية الأخيرة للجمعية الوطنية والتي قال بأنها نجحت في توصيل رسائل عدة للداخل والخارج ، منها أن المجلس قد نجح في استكمال مؤسساته السياسية وهو جاهز كمشروع دولة كما هو جاهز وبمسؤولية للتعاطي مع العالم بعقلية منفتحة على السلام وقبول الآخر.
وبشأن مفاوضات جنيف المقبلة ، أكد بن بريك أن المجلس سيشارك في تلك المفاوضات ، إذ قال : “نحن ذاهبون للسلام بقلوب وعقول مفتوحة ، باحثين عن حل منصف ، وعادل لنا وللأشقّاء في الشمال ، وكما أننا لا نقبل أن نظلم الآخرين ، فإننا لن نقبل ولن نتنازل عن حقوقنا، وبالتالي لن نقبل ولن تمر علينا أي محاولات للالتفاف على إرادة شعبنا أو الإضرار به ،فهدفنا استعادة وقيام الدولة الجنوبية وليس اقل من ذلك”.
وتحدث اللواء بن بريك حول الموقف الدولي من المجلس الإنتقالي والقضية الجنوبية ، موضحاً أن المجلس أستفاذ من الإنتصارات المحققة على الأرض وأستطاع أن يوصل القضية الجنوبية إلى مختلف المحافل الدولية ،وان يطرق وتفتح له الكثير من الأبواب التي كانت موصده إلى عهد قريب.
وأكد أن هناك الكثير من التعقيدات، والعراقيل وهناك الكثير من القوى المحلية والإقليمية التي تعتقد خطأً انه يمكن أن يكون هناك حل أو سلام في ظل حلول منقوصة للقضية الجنوبية ،، مشيراً بأن “هذا وهم سيدرك من يعلق به انه قد أضاع وقتا ثمينا دون جدوى”.
وجدد بن بريك تأكيده “أن أي حلول تتجاوز المجلس ولا تنصف شعب الجنوب ، هي حلول غير مقبولة، وكل جهد يبذل فيها سيذهب هباء، وننصح الجميع أن يختصروا طريق الحل ، بالبحث عنه لدى من يملك مفاتيحه ، ممن يستطيع صناعة السلام وحمايته، وليس ممن يبيعون الوهم ، ولا يصنعون سوى الخديعة لأنفسهم وللآخرين”.
- وحول تواجد قوات شمالية في مناطق جنوبية الى اليوم كبيحان ومكيراس وسيئون ، يرى بن بريك أن تلك القوات الشمالية الضخمة يفترض أن تكون في الجبهات ضد الحوثيين ، واصفاً إياها بالورم الخبيث في الجسد الجنوبي ، مشدداً أن المجلس سعى لعلاجه سابقا ًعبر الأشقاء في التحالف ، وقال : “خاطبنا منظومة الشرعية ، ويبدو اننا سنضطر ان لزم الأمر لاستئصال هذا الورم بالقوة ودون حتى الحاجة للتخدير ولدينا المشارط والعدة والعتاد اللازم لذلك”.
وبخصوص تواجد قوات جنوبية في محافظات شمالية كالحديدة ومناطق في تعز ، أكد بن بريك أن ذلك التواجد “جاء ضمن شراكتنا الصادقة مع الأشقاء في التحالف العربي وانطلاقاً من قاعدة الوفاء لمن كانوا أوفياء معنا ، ناهيك عن خطة إستراتيجية هدفها تأمين حدود الجنوب بالتوغل إلى ما وراء هذه الحدود”.
ولفت بن بريك أن “تواجد قوات جنوبية في مناطق شمالية حساسة سيكون بالنسبة لنا ورقة ضغط مهمة وفاعلة لإجبار القوات والمليشيات الشمالية على الانسحاب من أي مناطق جنوبية واقعة تحت سيطرتها”، مختمماً حديث بالتأكيد أن “تحرير الأراضي الواقعة في العمق الشمالي كلف قوات المقاومة الجنوبية ، ثمناً باهظا، تمثل بآلاف الشهداء والجرحى ، وبالتالي فلن يكون العائد لنا إلا بحجم ومستوى هذه التضحيات الغالية ، وان كنا نؤمن ان لاشيء في الدنيا ، يعدل قطرة دم جنوبية سالت في أرض المعركة في أي مكان كان”.