صحف :خارطة غريفيث تشترط التهدئة لإنجاح التفاوض
كشفت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” أن خطة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تقوم على حث فرقاء الأزمة على التهدئة في الجبهات من أجل فسح المجال أمام المفاوضات، متوقعة أن تجد الخطة معارضة من الحكومة اليمنية ما لم تتضمن تعهدات جدية لإجبار الحوثيين على الالتزام بها.
ويستأنف المبعوث الأممي جهوده الرامية للتوصل إلى تفاهمات أولية بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين تقود في نهاية المطاف إلى عقد جولة جديدة من مشاورات السلام اليمنية. ويصل، الأحد، إلى الرياض في مستهل زيارة جديدة للمنطقة يتلقى خلالها الردود المكتوبة على خطته من قبل الحكومة اليمنية والحوثيين.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” عن الخطوط العريضة التي تضمنتها خارطة غريفيث التي قدمها للحكومة اليمنية والحوثيين وطلب منهم الرد عليها بشكل رسمي.
وقالت إن 80 بالمئة من الأفكار التي قدمها المبعوث الأممي تتمحور حول وضع الحديدة ومينائها وطبيعة الجهات التي ستشرف على الميناء والقوات التي ستنتشر داخل المدينة بموجب الاتفاق.
كما تتضمن الخطة وضع حلول ومعالجات لقضية مرتبات الموظفين في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة الحوثيين وآلية توريد الأموال للبنك المركزي اليمني في تلك المناطق، إضافة إلى الاتفاق على معالجات إنسانية سريعة تتعلق باستئناف العمل في مطار صنعاء الدولي وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق اليمن والشروع في عملية واسعة لإطلاق السجناء السياسيين وتبادل الأسرى.
وأوضحت المصادر أن جهود غريفيث تتجه نحو تهيئة الأجواء لتفعيل المسار السياسي في مرحلة لاحقة، من خلال عرض أفكار ومقترحات عامة ما زال يجري النقاش حولها في الأوساط السياسية اليمنية وفي المحافل الدولية قبيل صياغتها كرؤية شاملة للحل في اليمن.
وأضافت أن غريفيث سيبني رؤيته النهائية لحل الأزمة في اليمن من خلال مواقف الفرقاء اليمنيين، قبل عرض الخطة على مجلس الأمن الدولي بهدف حشد التأييد الدولي لها.
وفي هذا السياق أطلع المبعوث الأممي إلى اليمن، الجمعة، وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو على تفاصيل خارطة التسوية السياسية في اليمن، والتي يطمح إلى إقناع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، في بيان صحافي “إن غريفيث عرض على بومبيو خلال لقائهما في واشنطن، معلومات محدّثة عن مباحثات المبعوث الأممي مع جميع الأطراف بشأن النزاع في اليمن”.
ووفقا لنويرت فقد أعرب الوزير الأميركي عن أمله في أن تتمكن جميع الأطراف من التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يحقق السلام والازدهار والأمن لليمن.
وكان غريفيث قد عرض خارطة للسلام في اليمن على اجتماع الاتحاد الأوروبي الذي عقد في لوكسمبورغ في الخامس والعشرين من يونيو الماضي.
وقلل القيادي البارز في حزب المؤتمر وعضو اللجنة العامة في الحزب فهد دهشوش في تصريح لـ”العرب” من فرص نجاح غريفيث في تحقيق أي اختراق سياسي في الأمد القريب.
وتوقع دهشوش أن تستغرق جهود المبعوث الأممي الكثير من الوقت قبل التوصل إلى أي نتيجة حقيقية ومرضية، نتيجة لانتهاجه ذات الأساليب التي تعامل بها المبعوثان السابقان جمال بنعمر وإسماعيل ولد الشيخ أحمد في بداية عملهما في اليمن.
وقال دهشوش إنه كان يفترض على غريفيث أن يبدأ مهمته في اليمن من حيث انتهت جهود سابقيه، لكن محاولته اتخاذ مسار مختلف ستزيد من مدة الحرب قبل أن يتوصل إلى نتائج متأخرة حول طبيعة الحوثيين وتنصلهم من تعهداتهم وعدم استعدادهم التخلي عن السلاح أو الانسحاب من المدن والانخراط في عملية سلام جادة.
ومن جهته يرى الصحافي اليمني عصام السفياني أنه لا توجد مؤشرات على نجاح جهود المبعوث الأممي في الخروج بتسوية توقف العمليات العسكرية وتحديدا بعد الوصول إلى أطراف مدينة الحديدة، مشيرا إلى أن ميليشيات الحوثي حددت موقفها بوضوح من خلال آخر ظهور لزعيمها عبدالملك الحوثي الذي رفض حتى مقترح تسليم ميناء الحديدة.
ولفت السفياني إلى أن رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي في صنعاء بعث برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حثه فيها على تبني مبادرة تنجز تسوية سياسية وفق رؤية الميليشيات التي تعتبر الحرب دون أي غطاء قانوني رغم صدور قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع وبموجبه تحرك التحالف العربي المساند للشرعية.
واعتبر السفياني أنه وفقا للكثير من المعطيات لا يمكن للميليشيات القبول بتسوية سياسية ولا تزال قواتها تسيطر على شريط ساحلي هام غربا وصنعاء ومناطق حدودية مع السعودية وأنه لا يوجد سوى العمل العسكري الذي سيجبر الميليشيات على تقديم تنازلات حقيقية.