7 / 7   وقـفـه معتادة

متألم ومتحسر ومتأمل ومتفكر اقف كل عام ـــ ولاكثر من عشرين سنه ـــ عند هذا التاريخ المشؤم التزام وضرورة لاعادة وتعود مع انني في بعض السنوات كنت اشعر بالسأم لكنه ليس كشعور زهير ابن ابي سلمى بالسأم من تكاليف الحياة حين بلغ الثمانين وانما من الاحباط .

من ناحيه لانني انتمي لجيل جنوبي تفتحت عيونه ومداركه ووعيه على وجود دوله عزيزه مهابة الجانب في الداخل والخارج .. وانظمه وقوانين مفعله الى حد الصرامه لناحية تنظيم العلاقات بين افراد المجتمع وواجبات وحقوق كل فرد بحسب القدره والكفأة لاحسب المكانه القبليه والعشائريه .. ومن ناحية اخرى لان جيلنا ومن قبله حمل الوحده اليمنيه في مشاعره واحاسيسه ووجدانه وقلبه وعقله كحلم وقضيه وما ان ولدت ووجدت حتى تم الغدر بها وقتلها في هذا التاريخ .

كشخص على الواقع عايشت وشاهدت وسمعت ورأيت وقائع مفزعات منذرات ظهرت كاشارات لبدء الانهيار المخيف .. ضحى يوم من ايام يوليو 1994 اعترضني طفل صغير وسط سوق بيحان يعرض علي بيع قطعتين اعتقدت او تصورت انهن قطع غيار مركبه او ماطور.. احلته الى صديق كان بجانبي يملك ناقله قلت لنفسي ربما تصلح لناقلته .. كانت المفاجأة المذهلة لي حين لكزني صديقي ونبهني الى ان  القطعتين لغم ارضي صغير وقنبله غازيه … يا الله يا الله صديقي يضحك من جهلي بوسائل الموت وانا اخذتني حالة طوسان وذهول وبكاء داخلي لان هذه كانت اشاره الى جيل مقبل لن يجد امامه غير وسائل الموت يتعامل معها .

 ايام قليله وكنت في مارب لشأن اسري وعصر ذات يوم وجدت نفسي امام صفقة بيع كميه من الاسرة لا اعرف البائع وانما اعرف المشتري حق المعرفه رجل يظهر التدين والتعلق بالمحاضرات .. انتبهت لعبارة (مستشفى عتق) مكتوبه على اغلب الاسره فنبهت المشتري الى انها قد تكون منهوبه وكانت المفاجأة ان رفع يديه الى السماء يدعي لي بالهدايه وردد الله يهديك ثلاث واردف هــذه غنائم هذه غنائم الاشتراكيين .. هنا ادركت كيف سيحتمي اللصوص بالدين في قادم الايام ويوضفونه لموبقاتهم ..

لا احبذ الاسترسال في سرد ذكريات شخصيه مؤلمه  لان الوطن باكمله تم خطفه من ذالك التاريخ وادخاله سراديب مظلمه بعد ان قتلت الوحده وتمت الاطاحه بامال واحلام بسطاء اليمن في الشمال والجنوب .

كان الفساد مستتر ولو انه كان يتسلل الى بعض مفاصل الدوله وكان الخراب غير ظاهرللعيان مع وجوده وكانت امال البسطاء واحلامهم لاتزال تسري في تعاريج نفوسهم وارواحهم تدفعها انفاس حيه حينها للقوى الوطنيه والمكونات المدنيه .

منذ ذلك التاريخ المشؤم 7 /7 / 1994وبعد قتل الوحده اليمنيه تغول الفساد وتعملق وتم وضع البلاد كلها في مهب النهب وامام رياح الخراب وتقسيمها الى اقطاعيات عسكريه وسياسيه واقتصاديه في اكبرعملية نهب للخيرات والثروات وبالمقابل التهاون والتفريط في القيام بالوجبات .

شيخ واربعه من ابنائه حملوعضوية ورئاسة مجلس النواب عبر انتخابات زائفه وديمقراطيه كاذبه .. الويه عسكريه وهميه مخصصاتها ملياريه يتسلمها مشائخ وقاده عسكريين ومعها  مربعات نفطيه واراضي بعشرات الكيلوات في الجنوب وجميع هذه الاشياء موثقه بالاسماء والاماكن والارقام وعلى قول محسن كانويحكمون الجنوب بسلوك المحتل او كما قال علي صالح بطريقه المستعمر .. هم نطقو بها .

كانت ارقام الفساد بصوره المختلفه تتضخم وتظهر كاشارات الى نهايات مهلكه مريعه وبالمقابل كانت كتابات واصوات الشرفاء تنذر وتحذر من الكارثه .. لكن القوم كانو سادرين في غيهم ولم يلتفتو الى اشاره ولم يقرئو عباره مع ان (من لم يفهم الاشاره لاترشده العباره ) على قول الحلاج لاحد مريديه .

في هذا العام 2018 اقف عند هذه الذكرى متأمل مآلات ومصائر معظم رموز الفساد والخراب احياء واموات وكيف ان ماجمعوه من الرياح بعثرته الاعاصير والعواصف .. واتفكر باسف في غفلة الكثيرين من اخذ العبره وما اكثر العبر وما اقل من اعتبر

علوي شملان – بيحان

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com