الرئيس هادي أمام خيارات أحلاها مر
المشهد الجنوبي الأول / متابعات
انتشرت تصريحات للرئيس هادي خلال عطلة نهاية الأسبوع مفادها بأنه “لن أغادر بلادي مرة أخرى”، وأنه يريد أن يختم حياته بموقف مشرف له ولشعبه وأمته.. و إن صح هذا الكلام فالرجل أمام خيارات أحلاها مر.. فلكي يحقق الرئيس هادي هذا الأمر هناك إجراءات صعبة عليه القيام بها:
– اجتثاث الأحزاب
أثبتت الأحزاب اليمنية أنها تعمل عكس مصلحة الشعب خدمة لمصالح مالية ضيقة للغاية لعدد محدود من قياداتها، ولم يعد لها تأثير على الأرض، فمن المؤتمر الشعبي العام إلى الإصلاح مروراً بالاشتراكي والناصري، جميعها أحزاب ديكورية تكتمل صورة السلطة بها لكنها منبوذة على الأرض، بل إن معظم قياداتها تعيش في الخارج بعيداً عما يعتمل في الداخل.
على الرئيس هادي تشجيع قيام أحزاب جديدة شعبوية وشبابية متصلة بالواقع على الأرض ومنفصلة عن المصالح المالية للأحزاب البائدة.
– تغيير المنظومة الحكومية
منذ صعود الرئيس هادي إلى سدة الحكم كانت التعيينات الحكومية مرتبطة بالمحاصصة الحزبية أو بتزكية الفاسدين في الدولة لتقوية شبكاتهم.
على الرئيس البدء من الصفر بتغيير الطاقم الحكومي بالكامل من قمة الهرم إلى أدناه، وتشكيل حكومة ضيقة للغاية تقوم على مبدأ ضغط المصاريف عبر تصغير عدد موظفي الحكومة بحيث تستطيع العمل ضمن مواردها المحدودة.
– تغيير برنامج الحكومة
منذ 2011 لم تستطع الحكومات المتعاقبة إحداث أي تنمية في البلاد، بل يكاد يكون العكس هو الصحيح في تدهور جميع قطاعات الحكومة عبر مؤشرات الأداء والفساد والمحسوبية، حيث أنه في عهد الحكومة الحالية تم إغلاق المصافي عبر تحرير المحروقات وتحويل ميناء عدن إلى اقطاعية فردية وتدهورت عدن والبلاد بشكل عام.
على الرئيس البدء بخطة تنمية شاملة لمختلف قطاعات الدولة، وهذه الخطة لن تنجح بدون توفير الأمن والقضاء بشكل احترافي، عبر إعادة هيكلة وزارة الداخلية، وإعادة الاعتبار للقضاة عبر توفير الحماية والمعيشة الكريمة لهم.
– الاتصال بالشعب على الأرض
إن القاطنين في معاشيق معزولون إلى حد ما عن أبناء الشعب، وهناك حل سهل لهذه المشكلة … “من لا يستطيع المشي في شوارع البلاد فليغادر منصبه في الدولة”.
– إعادة الإعمار
لتنجح عملية إعادة الإعمار يجب أن تشرف عليها هيئة دولية مستقلة، وإلا ستتجه إلى نفس سيناريو إعادة إعمار أبين الذي كان مثالا للفساد المستشري في الدولة وتحطيم آمال أبناء الشعب في أبين.
– الانتخابات
لم يعد هناك مجال للمناورة حول هذه النقطة بالذات، فمجلس النواب لم يعد شرعياً ولا يمكن أن يتوفر النصاب فيه لإنجاز أي قانون، وهناك أمثلة من حول العالم لقيام منظومة تشريعية جزئية للمناطق المحررة من البلاد.
– الجيش الوطني
وهو نفس الجيش الوهمي الذي لا وجود له، والذي تتغنى بانتصاراته الوهمية القنوات الأخبارية العربية مثل “الحدث” و“العربية”… يجب بناء جيش وطني قوامه أبناء المحافظة داخل كل محافظة، ومهامه محصورة في الدفاع الخارجي ومحظور عليه الاشتراك في عمليات داخل الدولة التابعة للشرعية.
إذا استطاع الرئيس هادي تحقيق بعض مما سلف فبكل تأكيد سيخلد في الذاكرة الوطنية.
كتب/ المراقب السياسي لـ صحيفة الأيام