معتقل يكشف تفاصيل صادمة عن تعذيب بليغ الحميدي وعصاباته المسلحة في أمن الضالع للمعتقلين في سجونه

المشهد الجنوبي الأول / متابعات

شهدت زنازين سجن إدارة الامن بمحافظة الضالع، تفاصيل واقعة أمنية مؤلمة وغير مسبوقة، تكشف بعض جوانب الخطر الذي وصلت اليه المحافظة في ظل سيطرة عصابات مسلحة على مؤسسات الدولة ودرجة الانتهاكات التي تطال المواطنين حتى وهم بين أيدي سجانيهم وزنازينهم.

وفي ظل مناشدات سكانية مستمرة بضرورة تحرك الدولة لتدارك مزيد من اغراق الضالع في مستنقع فوضى العصابات المسلحة التي تحاول استثمار وجودها باسم الدولة.

وفي التفاصيل،كشف الشاب شاذلي عبدالله محمد، من أبناء مدينة الضالع، عن تعرضه لأبشع صور التعذيب والتنكيل على أيدي جنود مفترضين بإدارة أمن الضالع طيلة أربعة أيام من قيامهم باختطافه بالقوة من منزله وأمام أسرته وأطفاله،الاسبوع الماضي،واقتياده عنوة مع شقيقه معين عبدالله محمد، أمام وخطيب جامع الرقف بمدينة الضالع وابن شقيقته الطفل القاصر “محمد خالد” وايداعهما زنزانتين انفراديتين طوال ثلاثة أيام مع تعرضهم لمختلف صنوف التعذيب،قبل ان يطلق سراحهما بغرض احضار معتقل من اقاربهم تمكن من الفرار من السجن، مع الابقاء على المصاب “شاذلي” بالمعتقل كرهينة الى حين احضار السجين الهارب من المعتقل.

وأوضح شاذلي أن الجنود واصلوا مباشرة مختلف صنوف التعذيب الوحشي بحقه، لارغامه على الاعتراف بتهمة الإشتراك في عملية تهريب ‘صهره’ زوج شقيته الذي سبق وأن تمكن من مغادرة السجن بلباس امرأة قبل عدة ايام، بعد ايقافه بالمعتقل على خلفية مشاكل اسرية تتعلق بنزاع على أرض يقول مقربون منه أنهم على وشك التوصل إلى حل ودي لها بعد فشل احتكامهم إلى الدولة الغائبة بالضالع ورفض إدارة الأمن الاعتراف بتلك التفاهمات والافراج عنه إلا بدفع مقابل مالي كما هو الحال مع كل من يتم اعتقالهم او ايقافهم في زنازينها الانفرادية التابعة لسجن الأمن السياسي سابقا بالضالع.

وقال الجندي المصاب بطلق ناري مزق قدميه من على سريره بمستشفى اطباء بلاحدود بعدن أنه فوجئ بقدوم جنود من أمن الضالع يعرف بعضهم ،اليه بمنزله في مدينة الضالع عصر يوم السبت الماضي وارغموه على التحرك معهم برفقة شقيقه وابن شقيته الى ادارة الامن باعتبارهم متهمين باخفاء وتهريب صهره الذي زار منزله بعد هروبه من السجن رغم تأكيده بعدم وجود اي علاقة له بالامر اطلاقا اوحتى معرفة له بمصير صهره منذ تناوله لوجبة الغداء ومغادرته للمنزل.

وأكد أنه تفاجئ بنائب مدير إدارة الأمن بليغ الحميدي نفسه يهدده وبتوعده قبل ان يعتدي عليه ويضربه بعقب سلاحه بالرأس للضغط عليه واجباره على الاعتراف بتورطه بتهريب صهره والكشف عن مكان وجوده وهو مالا يعلمه أو يعمله حقيقةً.

وأضاف شاذلي – في شكواه إلى كل الجهات الرسمية في الدولة والمنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية- انه تفاجئ بعد ثلاثة أيام من اعتقاله التعسفي الباطل وتعذيبه بصور بوليسية اجرامية متنوعة بينها الضرب والصعق بالكهرباء والتجريد من الملابس وصب الماء البارد والتعتيم على عيونه ونقله إلى أماكن مجهولة لإرهابه وارعابه وإطلاق ثعبان عليه إلى زنزانته وغيرها من أساليب التعذيب التي لم يسبق أن تحدث عنها أي سجين اعتقل بالضالع حتى في عز النظام القمعي لعفاش،سواء كان من المعتقلين السياسيين أومن حتى القتلة وأرباب السوابق الإجرامية- تفاجأ بعد كل هذا باستدعائه من زنزانته الانفرادية من قبل جنود حراسة السجن بذريعة مقابلة مدير السجن،بقيام جنود ممن يتولون حراسة السجن وتأمين المساجين بتوجيه اللكمات له والتناوب على ضربه وركله والاعتداء عليه داخل السجن وأمام مدير السجن وبقية حراساته المفترضين،قبل أن يتناول أحدهم سلاحه الآلي ويطلق النار على قدميه ويغادر السجن بهدوء تام تاركا اياه غارقا بين دمائه واناته وصراخه قبل أن يتدخل سائق دراجة نارية كان متواجدا بالسجن بمعية بعض الجنود الذين اعتدوا عليه وقاموا بنقله إلى أحد المستشفيات بالمدينة لايقاف نزيف الدم المتدفق من قديمه وقبل أن يتم تحويله بعدها فورا إلى مستشفى أطباء بلاحدود بعدن حيث خضع قبل يومين لأول عملية جراحية لإعادة إحياء عظام واوردة وشرايين قدميه المتمزقتين بشكل تام وعلى أن يخضع لعمليات أخرى فيما بعد.

وأكد المصاب شاذلي أن الحميدي وجنوده يهددون أسرته وأقاربه كل يوم ويتوعدونهم باختطاف أي منهم بمن فيهم طفل صهره البالغ من العمر حوالي تسع سنوات وحاولوا اقتحام منزله بالقوة اكثر من مرة دون أي مراعاة لمشاعر اطفاله وعائلته او احترام لحرمة البيت والأسرة.

وحسب سكان محليون فإن واقعة المواطن شاذلي ليست الا صورة مختصرة ومصغرة جدا لواقع أمني مزر وغير مسبوق تعيشه الضالع بعد ان تحولت فيه ادارة الامن المفترضة الى عصابات تمارس بحق المواطنين والتجار والمعتقلين أقبح صور البلطجة الأمنية بالمدينة بقيادة من يسمي نفسه بنائب مدير أمن الضالع بليغ الحميدي وبلاطجته كممثلين عن الدولة وامنها بالمحافظة وهم يتصرفون كعصابات اللصوص وقطاع الطرق .

واشار السكان الى ان حالة الانفلات الأمني التي وصلت لها عاصمة المحافظة الجنوبية الأولى بالتحرر من نظام صنعاء لم يعد يشرف أي شخصية ضالعية بل أصبحت في واقع مأساوي يذكر أبناء وأسر الشهداء بالقهر والندم على أرواح أهلهم التي ذهبت من أجل أن يتحكم اليوم بالضالع لصوص عصابات وأرباب سوابق يقفون اليوم مع الأسف على رأس من يفترض بهم تحقيق الأمن والأمان والاستقرار للمواطن الضالعي الذي يصحو وينام على اخبار التقطعات واصوات الانفجارات والاشتباكات بصورة يومية بينما تكتفي مختلف التشكيلات الامنية بالتزام مواقعها سيما بعد وصول الامر الى مواجهات مسلحة بمختلف الاسلحة الشهر قبل الماضي بين افراد عصابات مسلحة وقوات الحزام الامني راح ضحيتها حوالي خمسة جنود بينهم ثلاثة من جنود الحزام وذلك على خلفية اجبار الحزام لتلك العصابات على رفع نقاط جباية كانت تجني منها الملايين شهريا دون وجه حق.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com