حزب الإصلاح ليس جنوبياً، و الجنوبيون لا ينتمون لهذا الحزب
بقلم/علي جارالله
كنت قد كتبت موضوعا قبل حين اتحدث فيه كيف استطاع حزب التجمع اليمني للإصلاح من إستقطاب ابناء الجنوب للدخول في حزبهم، و خاصة بعد غزوهم و إحتلالهم عدن مع المغدور علي عبدالله صالح في 1994، و كيفوا استطاعوا إغواء بعض الشباب صغار السن للدخول في الحزب مقابل إغرائهم بالدراسات الجامعية و الوظائف الادارية في مفاصل محافظة عدن.
كيف يمكن لإنسان سوي ان يلتحق بحزب تكفيري إنتهازي غزا بلدك و كفّرك؟
كيف يمكن لإنسان سوي ان يرى حزبا إنتهازياً ينتمي لتنظيم إرهابي عالمي و يؤيده؟
كيف يمكن لإنسان سوي ان ينتمي لحزب قتل ابناء وطنه و شردهم و جرّمهم؟
كيف ينظر الجنوبي للجنوبي الذي يقف مع من قتل اهله؟
كيف يمكن للجنوبي ان يثق بجنوبي وقف مع من يقتل الجنوبيين؟
كيف يمكن للشعب الجنوبي ان يثق بجنوبي ينتمي لحزب إنتهازي يتاجر بالحرب للإرتزاق؟
كيف يمكن للجنوبي ان يرى صديقه الجنوبي صار و انقلب عدوا؟
يقول المثل ان طعنة النفوس أشد من طعنة الفؤوس
فالجسد یبرأ لو طعن أو أصیب بمرض عضال ، لكن طعنة النفس كیف لھا أن تبرأ و لن تبرأ ما دامها جاءت من ابن جلدتك الذي آمنته بوطنك.
لا أعرف لماذا تذكرت الآن ما درسناه و نحن شباب في مدارس عدن عن يوليوس قيصر روما، و الذي كان قويا و شجاعا و هو في سن الرابعة و الأربعين قبل الميلاد، فلما غدر به أعداؤه و اجتمعوا علیه و أشبعوه ضربا بالسیوف و طعنا بالخناجر، و كان صابرا متحملا يقاومهم ببسالة لأنهم أعداء، و لكن كانت صدمته شدیدة حین نظر فوجد بین تلك الطعنات طعنه لصدیقه المقرب منه ماركوس بروتس ، و حینھا لم یشعر يوليوس قيصر الروم بألم تلك الطعنات التي جاءته من أعدائه، بل شعر فقط بالطعنة الموجعة و القاتلة التي كانت من صدیقه، فنظر إلیه معاتبا دامع العینین مقهورا، و قال قولته المشھورة التي بقت شاهدا على كل متنكر لاهله و ابناء جلدته “حتى أنت یا بروتس”.
ما اصعب ان يتخيل الإنسان انه يواجه عدوا، و هذا العدو ابن جلدتك، و ابن وطنك.
كانوا يقولون لنا احذر من عدوك مرة، فماذا نقول اليوم لإبن جنوبي الذي يقف مع عدوي حزب الإصلاح؟ هل اقول أحذر منه الف مره؟
إخواني و ابنائي ابناء الجنوب، نحن لا نكرهكم لانكم انتميتم لحزب كريه يكره الجنوب و يحب ثرواته فقط، و انه استغلكم في بدايات ايامكم عندما كنتم شباب، و غسل مخكم بقصص كاذبة ضد وطنكم، لا زلتم تملكون الوقت و المنطق و الذكاء و حب الوطن لان تتخلصوا من هذا السرطان الذي جاءنا من الشمال، و لم يأتينا في زماننا اي خير من الشمال.
القرار قراركم و الشور شوركم، و لكن الوطن سيدكم … فكونوا مع الوطن او كونوا مع حزب الاصلاح، فالإصلاح ليس جنوبيا، و لن يكون جنوبيا إطلاقا.
الخلاصة:
في 1990 تأسس التجمع اليمني للإصلاح بمساعدة الرئيس المغدور علي عبدالله صالح لمواجهة الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب، رغم ان قيادات الحزب كانت ترفض الوحدة اليمنية بحجة ان الجنوبيين “شيوعيون” و لا يمكن التوحد معهم.
في 1994 اعلن الاصلاح النفير ضد الجنوب، و افتى بقتل الجنوبيين تحت عنوان محاربة الشيوعية و الدفاع عن الوحدة.
في 2003 انهزم الإصلاح في الانتخابات المحلية، و ذهب للتحالف مع الحزب الاشتراكي الذي كان يُكفّره.
في 2011 سمح الاصلاح للحوثيين بالدخول الى صنعاء تحت ما يسمى ثورة الربيع العربي.
في 2012 بعد ان ركب الحزب ثورة الشباب، تخلى عنهم عند توقيع المبادرة الخليجية ليعود للحكم من بوابة الشارع.
في 2014 عندما سيطر الحوثيون على صنعاء في سبتمبر، ذهبت قيادات الحزب الى عبدالملك الحوثي في صعدة لتوقيع اتفاقية شراكة معه.
في 2015 رحّب الإصلاح بعاصفة الحزم و اعلن تأييده لها، و لكن الواقع يؤكد ان الحزب ينفذ أجندات مضادة لعاصفة الحزم من اجل تحقيق رغبات و اجندات تنظيم الإخوان الدولي و قطر و تركيا.
و أخيرا هذا هو حزب الاصلاح، نراه منذ تأسيسه حزبا خسيسا انتهازيا يتلون كالحرباء لمصلحة التنظين الدولي لإخوان الشيطان، و لا تهمهم مصلحة وطنهم.
اقول ان حزب أخوان الشياطين لم يكن في يوم من الأيام حزبا جنوبيا و لن يكون، و ابناء الجنوب المغرر بهم في الانخراط بهذا الحزب سيأتي يوما ليعرفون ان الله حق و ان الانضمام لهذا الحزب التكفيري الكريه كان خطأ، و لا عيب ان يتراجع الانسان عن خطأه.
و آخر دعواي اللهم جنبنا رفاق السوء اللهم سلمنا من الاشرار اناء الليل و اطراف النهار في الاعلان و الاسرار و اهدنا لما تحبه منا و اغفر لنا ياغفار