أزمة سقطرى مثال بسيط لتخبط الشرعية وحزب الإصلاح في مشروع تدمير البلاد”تقرير”

المشهد الجنوبي الأول / تقرير

تطرح خلافات الحكومة مع الإمارات في سقطرى والذي كان سابقاً في عدن وحضرموت تخبط الحكومة وفشلها امام العالم لا سيما وانها من استدعت الإمارات ودول التحالف للتدخل في اليمن ضد الحوثيين وتوجه لهم الإتهامات حالياً باحتلال اجزاء من البلاد.

وتبدي حكومة الرئيس اليمني المؤقّت عبدربّه منصور هادي ارتباكا شديدا في معالجة “القضية” التي يقول متابعون للشأن اليمني إنّها افتعلتها بشأن أرخبيل سقطرى بدفع من الجناح الإخواني داخل الحكومة ذاتها والمتجاوب مع رغبات دول معادية لدولة الإمارات العربية المتّحدة الطرف الرئيس في التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية.

ويصف يمنيون افتعال تلك القضيّة بأنّه امتداد لضعف حكومة هادي وانعدام الرؤية الواضحة أمامها بفعل تعدّد الأجنحة ذات الأجندات غير الوطنية داخلها، والتي جعلتها تفشل في إدارة المناطق التي تحت سيطرتهم  وتنتهي أخيرا في مواجهة مع التحالف العربي الذي هو ديدن وجود بالنسبة إليها.

ووصفت مصادر سياسية يمنية البيان الصادر عن حكومة هادي بخصوص الوضع في جزيرة سقطرى بأنه تعبير عن حالة الارتباك والتخبط التي تتعامل بها الحكومة مع القضايا الأكثر مصيرية ومن ذلك المجازفة بعلاقتها بالتحالف العربي بقيادة السعودية.

وأشارت المصادر إلى أن البيان الذي صدر الأحد ثم تم سحبه قبل أن يعاد توزيعه من جديد، مؤشر على عمق النفوذ والتغلغل الإخواني في مؤسسات الحكومة المعترف بها دوليا وقدرتهم على الضغط والتأثير على القرارات وتوجيه الكثير منها بما يخدم أهداف وحسابات جماعة الإخوان المدعومة من قطر.

واستغرب مراقبون اتهام البيان الصادر عن حكومة أحمد عبيد بن دغر دولة الإمارات العضو الفاعل في التحالف العربي بالقيام بإجراء عسكري في أرخبيل سقطرى، والسيطرة على مطار وميناء الجزيرة، ومحاولة إظهار الخلاف بين الشرعية والتحالف العربي ممثلا في دولة الإمارات بأنه خلاف يتمحور حول “السيادة الوطنية ومن يحق له ممارستها” بحسب ما جاء في البيان الذي أغفل الأسباب الحقيقية للتوتر الذي نشأ -وفقا للمصادر- نتيجة سعي أطراف في الحكومة لتمكين جماعات متشدّدة من السيطرة على محافظة أرخبيل سقطرى.

ولفت مراقبون إلى حالة التناقض التي تسيطر على خطاب الحكومة الشرعية التي تتغافل عن الدور القطري الكارثي في المناطق التي تحت سيطرتها عبر قيادات حزب الإصلاح، وتذهب في المقابل لشيطنة التحالف العربي لدعم الشرعية والتشكيك في نواياه.

وفي مؤشر آخر على تضارب الرسائل التي تبعث بها حكومة بن دغر حول الأوضاع في سقطرى والمناطق التي تحت سيطرتها بشكل عام، دعا وزير السياحة اليمني محمد قباطي العالم للاستثمار في الجزيرة، التي قال إنّها لم تشهد إطلاق رصاصة واحدة منذ أكثر من ألف عام، على حد تعبيره.

وأضاف قباطي، خلال كلمته في المؤتمر العربي الأفريقي الدولي للاستثمار الذي عقد في القاهرة “هي جزيرة فريدة، لا يوجد مثلها في العالم، وبالرغم من الحرب التي شارفت على الانتهاء، فإننا اليوم ندعو إلى الاستثمار فيها لأن بها البنية الرئيسة للاستثمار”، مشيرا إلى أن الجزيرة تضم “أهم مطار في اليمن”.

وكانت دولة الإمارات قد وقّعت اتفاقا مع الحكومة اليمنية السابقة برئاسة خالد بحاح تولت بموجبه تنفيذ برنامج تنموي وإغاثي في الجزيرة التي تعرضت لموجة دمار كبيرة في أعقاب إعصاري “ميغ” و”تشابيلا” الا ان تواجدها العسكري في المحافظة اثار خوف كافة اليمنيين من احتلالها .

وأعتبر المحلل السياسي اليمني هاني مسهور بيان الحكومة في سياق افتعال الأزمات للهروب من الاستحقاقات السياسية والاقتصادية التي لم تقدم من خلالها ما يستحق الذكر بل أن حكومة بن دغر منذ تعيينها في ابريل 2016 فشلت في كل الملفات وأكد ذلك تقرير خبراء الأمم المتحدة الصادر في يناير 2018 الذي وصف الحكومة الشرعية بالمتآكلة.

وقال مسهور في تصريح لـ”العرب” “قيادة التحالف العربي كانت قد نجحت في معالجة أحداث عدن وكان من الممكن التقدم بمبادرة من الشرعية لمعالجة أزماتها ولكن عادت للاستفزازات سواء في عدن أو المكلا أو سيئون حتى وصلت سقطرى التي يعلم كل المراقبين للشأن اليمني أن هذه الجزيرة كانت مهملة حتى إعصار تشابالا (اكتوبر 2015).

ويحظى حزب الإصلاح الذي بنفوذ متعاظم في مؤسسات الشرعية اليمنية حيث يلعب دورا مهما في تأجيج الخلافات بين الحكومة الشرعية والتحالف العربي لتحقيق أهداف خاصة بعضها على صلة بالمشروع القطري في اليمن الذي يرى في التحالف عائقا أمام تحقيق غاياته التي بات التقارب بين الحوثيين والإخوان في طليعتها.

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com