الإصلاح يدفع بسقطرى الى مستنقع الفوضى والتوتر لن ينتهي بمغادرة الحكومة”تقرير”
المشهد الجنوبي الأول / خاص
انكشفت حقيقة خدمة رئيس الوزراء “احمد عبيد بن دغر” وحكومته لحزب الإصلاح ودولة قطر بتواطؤ السعودية وقبل ان يذهب لزيارة سقطرى ارسل اللواء الحاشدي “يحي أبوعوجا” أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت قائد اللواء 135 مشاة الى الجزيرة استعداداً لعملية يخطط لتنفيذها فور وصوله الى المحافظة النائية وهو ماحدث مؤخراً
خرج ابناء محافظة سقطرى ينددون بطرد رئيس الحكومة من المحافظة كونه لايقدم شيئاً وهو امر معروف لدى الجميع لكن تفاجأت المحافظة بخروج تظاهرة أخرى في اليوم الثاني ترحب برئيس الحكومة واتضح مؤخراً انهم ينتمون لحزب الإصلاح وجلهم ارهابيين استطاع وزير الثروة السمكية المنتمي لحزب الإصلاح”فهد مكايف” ومحافظ المحافظة المعين حديثاً “احمد سعيد محروس” استقدامهم من محافظات اخرى للمشاركة في التظاهرة واعمال أخرى كلفو بها ليبدأ تنفيذها بعد مغادرة بن دغر المحافظة.
ليست التظاهرة من حركت رواكد الأحداث في المحافظة التي يعد لها طرفي الصراع منذ اشهر واجبرت النخبة السقطرية بقيادة “سالم السقطري” باستقدام جنوده الذين يتلقون تدريبات عسكرية في الإمارات للانتشار ولكن توزيع بن دغر وحكومته السلاح على منتسبي الإصلاح والجماعات الإرهابية اثار القضية وحرك التوترات التي لم تنهيها لجنة الوساطة السعودية كونها شريك في الأمر وتميل برأيها لمصلحة الحكومة التي تواليها وتعمل لخدمتها غالباً.
دخلت الجزيرة في مربع الصراع الذي لا يمكن ان يزول بمغادرة بن دغر المحافظة ولا يمكن ان ينتهي طالما السلاح والقوة دخلا ساحة المعركة فكلا الطرفين له مؤيد ومناصر وهو الحال في عدن وحضرموت واللتان اصبحتا ساحة للتصفية بين اخوان اليمن ودولة الإمارات حيث بدأت سقطرى في الصراع منذ مقتل المحافظ السابق “احمد عبدالله السقطري” الذي كان يتهمه حزب الإصلاح بموالاة الإمارات وتعيين المحافظ الجديد”محروس” الموالي لحزب الإصلاح والشرعية
الدكتور حسين لقور بن عيدان كشف عن تواجد معسكرين في سقطرى احدهما تابع للجنرال علي محسن الأحمر ويحوي جنود من المنطقة العسكرية الأولى وآخرين ارهابيين من تنظيم القاعدة والمعسكر الآخر يتبع المجلس الإنتقالي الجنوبي ويشمل النخبة السقطرية المدربة في الإمارات حيث قال “هناك في سقطرى معسكر النخبة و الذي تم جلب فيه جنود من المنطقة العسكرية الاولى التابعة لعلي محسن و الإخوان المسلمين وممكن بعض عناصر القاعدة السابقة في حضرموت وهناك قوات النخبة المؤلفة من أبناء سقطرى والتي استقبلها امس العميد سالم السقطري”.
ومايؤكد ان الوضع قادم لامحالة على الانفجار والمواجهة بشتى الوسائل هو احتجاز الحكومة ومنعها من مغادرة المطار واستقدام النخبة السقطرية جنودها من الامارات لغرض الانتشار في حين كانت عناصر حكومة بن دغر وحزب الإصلاح في تمام الجهوزية.
يقول الصحفي صلاح السقلدي في تقرير نشره موقع العربي مساء امس الجمعة” يرى الإصلاح في «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الذي استطاع فرض نفسه على الرقعة الجنوبية أفقياً وعمودياً بدعم إمارتي، خطراً على مستقبله في الجنوب ومستقبل الوحدة التي فرضها قسراً على الجنوب العام 94م بمشاركة «المؤتمر الشعبي العام» والفئة الجنوبية النفعية المحيطة بالرئيس هادي. ويرى «الإصلاح» أن الإمارات بدعهما للمجلس تسعى للهيمنة على الجنوب وفصله، ولو بطريقة سلسلة وناعمة، عن الشمال. ولهذا لا يألو «الإصلاح» جهداً بالعزف شمالاً على وتر الوحدة للحشد الجماهيري ضد الخصمين الإمارتي و«الجنوبي».
واضاف “وبالمقابل أيضاً، من الصعوبة بمكان أن يكون منطق الإمارات بالتواجد بجزيرة سقطرى الواقعة بعمق المحيط الهندي بمئات الجنود وعشرات الدبابات بأنه يأتي في إطار السعي لهزيمة «الحوثيين» وإسقاط صنعاء. فهي بهذا التحشيد العسكري وحرصها المستمر على التواجد بكثافة بجزيرة بعيدة جغرافياً عن سير الأحداث العسكرية يضعها بعين خصومها الشماليين وحلفائها الجنوبيين، على السواء، في دائرة الريبة والتوجس من هكذا نفوذ عسكري لا مبرر لها بهذه الكثافة في جزيرة نائية لا يمثل أي سيطرة عسكري فيها قيمة على الوضع العام باليمن ولا حتى بالجنوب، ولو أنها جزيرة تتمتع بموقع ومزايا فريدة تجعل عيون الطامعين تجحظ إليها بقوة”.
وصلت لجنة الوساطة السعودية ظهر الجمعة الى سقطرى والقت بطرفي الخلاف الا انها لم تخرج بنتائج في حين يتهم الجنوبيين السعودية بالوقوف خلف حزب الإصلاح والشرعية ولا يمكن ان تطرح حلاً ناصفاً كون الأخير يخدمها في تنفيذ مشاريعها ولا يخلو الشك بأن الشرعية مدفوعة من السعودية بافتعال محنة سقطرى حتى تقلص الدور الإماراتي في الجزيرة كون الصراع بين الدولتين لا زال مستمراً .