صحف إسرائيلية: «بن سلمان» و«نتنياهو» وجهان لعملة واحدة
المشهد الجنوبي الأول \
احتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، في مقابلته مع مجلة «ذي أتلانتك» الأمريكية، لدرجة قالت إحداها إنه ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» يعدان «وجهين لعملة واحدة».
وتصدرت تصريحات «بن سلمان» حيال (إسرائيل) وحقها بالأرض والعيش، العناوين الأولى والرئيسية في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وفي المقابلة التي أجراها معه رئيس تحرير مجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية «جيفري غولدبيرغ» الذي خدم سابقا بالجيش الإسرائيلي، وتم نشرها الإثنين، أكد «بن سلمان» أنه «ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة (إسرائيل)».
وردا على سؤال عما إذا كان يعتبر أن «الشعب اليهودي لديه الحق في أن تكون له دولة قومية فوق جزء من أرض أجداده على الأقل؟»، قال «بن سلمان»: «أعتقد أن لكل شعب في أي مكان كان الحق في أن يعيش في وطنه بسلام، أعتقد ان للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي الحق في أن تكون لكل منهما أرضه».
وأضاف: «لكن يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام؛ لكي يتم تأمين الاستقرار للجميع، ولكي تكون هناك علاقات طبيعية».
وتابع ولي العهد السعودي: «(إسرائيل) اقتصاد كبير مقارنة بحجمها، واقتصادها ينمو بقوة. بالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها مع (إسرائيل)، وإذا كان هناك سلام، فستكون هناك الكثير من المصالح بين (إسرائيل) ودول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى مثل مصر والأردن».
اعتراف بـ(إسرائيل)
صحيفة «هآرتس»، وصفت ما قاله «بن سلمان» بأنه «اعتراف بدولة (إسرائيل)».
وكتب المحلل العسكري بالصحيفة «أمير تيفون»: «تشير تصريحات ولي العهد محمد بن سلمان إلى مجلة أتلانتيك إلى اعتراف سعودي واضح بحق (إسرائيل) في الوجود كدولة قومية».
وقال إن «الصحفي غولدبرغ فوجئ بأقوال ولي العهد؛ لافتا إلى أنه لم تصدر في أي يوم من الأيام من فم أي زعيم عربي مثل هذه التصريحات التي تتعلق بـ(إسرائيل)».
وعند حديث ولي العهد السعودي عن الاقتصاد الإسرائيلي والمصالح المشتركة، رأى «تيفون» في ذلك مؤشرا على فرصة أخرى للتعاون بين (تل أبيب) والرياض.
بدوره، أبدى موقع «جلوبس» الإسرائيلي، تقديرا كبيراً لتصريحات «بن سلمان»، وقال إن «الأمير السعودي يصنع التاريخ ويعترف بحق (إسرائيل) في الوجود».
وتحت عنوان «ولي العهد السعودي يعترف بحق (إسرائيل) بالوجود، وتحدث عن العلاقات المستقبلية»، تناول موقع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، كل ما ورد في مقابلة ولي العهد السعودي؛ حيث أبرز «إشادة بن سلمان بإمكانية العلاقات الدبلوماسية المستقبلية بين مملكته والدولة اليهودية».
تصريحات مفاجئة
كما أوردت صحيفة «يسرائيل هايوم»، المقربة من «نتنياهو»، خبر المقابلة مع «بن سلمان»، قائلة إن «ولي العهد السعودي يُواصل إطلاق التصريحات المفاجئة».
فيما وصفتها القناة «العاشرة» الإسرائيلية بأنها «تصريحات استثنائية»، لافتة إلى أن هذه التصريحات جاءت بعد الكشف عن لقاء «بن سلمان»، مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي (الاستخبارات العسكرية) «مئير بن شبات».
كما أبرزت صحيفتا «يديعوت أحرنوت» و«معاريف» إشادة ولي العهد السعودي بالاقتصادي الإسرائيلي، الذي وصفه بأنه «كبير بالنسبة لحجمها».
وحول تصريحات ولي عهد السعودية، اعتبر الكاتب ي موقع «سروجيم» الإسرائيلى، «أوريل بئيري»، أن «بن سلمان يقدّم دليلاً جديداً وواضحاً على تحسن العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية».
فيما أشار الباحث بـ«معهد القدس للدراسات الإقليمية»، «يوني ين مناحيم»، إلى أن هذه التصريحات تسببت بحصول «هجوم شرس في العالم العربي ضد ولي العهد السعودي، وذلك في مقال له حمل عنوان: بن سلمان ونتنياهو وجهان لعملة واحدة».
تطبيع
وتأتي مقابلة «بن سلمان»، مع المجلة الأمريكية، خلال زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة التي تدوم أسبوعين، والتي التقى خلالها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ومسؤولين سياسيين أمريكيين، إضافة إلى زعماء يهود، حسب صحيفتي «هآرتس» الإسرائيلية و«إندبندنت» البريطانية.
ومن بين من التقاهم «بن سلمان» من اليهود في أمريكا، رؤساء لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) والاتحادات اليهودية لأمريكا الشمالية، ورابطة مكافحة التشهير، والمنظمة العالمية للدفاع عن اليهود، ومنظمة «بناي بريث» الصهيونية، وجميعها حركات يهودية.
ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين وصلت إلى حد إجراء ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» زيارة إلى (تل أبيب)، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.
وتعلق الحكومة الإسرائيلية آمالا كبيرة وغير محدودة على علاقتها التي تتطور يوميا مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية.
وسبق أن كشفت مصادر إسرائيلية عن اتجاه الولايات المتحدة مع (إسرائيل) لتشكيل تحالف مع السعودية لمواجهة إيران، والدفع باتجاه «صفقة القرن»، في إطار مبادرة أمريكية لتطوير العلاقات الإسرائيلية العربية.
والشهر الماضي، وافقت السلطات السعودية، على استخدام شركة طيران الهند «إير إنديا» للأجواء السعودية في طريقها إلى (إسرائيل)، وهو أمر اعتبره «نتنياهو» حدثا تاريخيا مليئا بالمعاني السياحية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية من الدرجة الأولى؛ ما يعني أن الحدث ليس مهما بحد ذاته بل بما يعنيه وبما يحمله عمليا في الأيام المقبلة.
ويرى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في السعودية، دولة يمكن أن تساعد في إنجاز اتفاق «صفقة القرن» بما يتيح لـ(إسرائيل) تطوير علاقات دبلوماسية مع دول العالم العربي، وعلى رأسها المملكة.