الإمارات ترد على جيبوتي بهذه الخطوة الخطيرة بعد طرد شركة موانئ دبي من ميناء”دوراليه”
المشهد الجنوبي الأول/متابعات
ذكر موقع «جلوبال ريسيرش» -الكندي المتخصص في الأبحاث- أن توازن القوى الحساسة في منطقة القرن الإفريقي ربما يختل قريباً مع الموقف المتطور في جيبوتي ومستقبلها، بعد طرد شركة موانئ دبي من إدارة منصة بميناء استراتيجي هناك وهو ميناء «دوراليه»، مع إمكانية إشعال رد الفعل الإماراتي على جيبوتي لصراع عسكري.
أشار الموقع -في مقال للباحث اندرو كوربكو- أن دولة جيبوتي الصغيرة تتصدر عناوين الصحف مجدداً بعد إنهاء حكومتها عقداً مبرماً مع شركة إماراتية كانت تدير أكبر منصبة لاستقبال الحاويات في إفريقيا، بعد قول السلطات الجيبوتية إن الخطوة كانت ضرورية لإنهاء حالة الجمود في الموقف.
ولفت الكاتب إلى أن النزاع التجاري غير المهم بين جيبوتي والإمارات كان يمكن أن يبقى دون صلة بالسياسات الدولية لولا تدخل الولايات المتحدة دفاعاً عن أبوظبي، وسط تكهن مسؤول عسكري أميركي أن جيبوتي تخطط لتسليم الميناء الاستراتيجي إلى الصين كهدية، وهو إن حصل ستكون له تداعيات كبيرة، كما حذر المسؤول.
أهمية عالمية
وتابع المقال قائلاً إن جيبوتي لها أهمية عالمية كونها تقع على مضيق باب المندب الرابط بين آسيا وأوروبا، وهو ما حفز دولاً، مثل فرنسا وأميركا والصين واليابان وإيطاليا، إلى إقامة قواعد عسكرية هناك، مع قلق متزايد بشكل خاص إزاء طموحات الصين في المنطقة، إذ لم يكن اختيار الصين جيبوتي موقعاً لإقامة أكبر قاعدة عسكرية لها في إفريقيا اعتباطاً، بل لأن جيبوتي هي الموقع الذي سيمر منه خط قطارات يربط بين أديس أباب وجيبوتي العاصمة، أو ما سيكون بمثابة طريق الحرير في القرن الإفريقي.
«قرارات جيبوتي السيادية بطرد موانئ دبي لم تعجب الإماراتيين وحلفائهم»، هكذا قال الكاتب الذي أشار إلى أن الاضطراب الذي تعيشه المنطقة الآن يمكن أن يصل مرحلة محرجة إذا ما ضغطت أبوظبي وواشنطن على جيبوتي الصغيرة، لكي تتراجع عن قرارها بشأن ميناء دورالي، مع تلميح واشنطن بالفعل إلى أن تدخل الصين في المنطقة يشكل تهديداً «لأمن أميركا القومي»، بينما تشتكي أبوظبي أن ما حدث هو سرقة مسلحة على إحدى شركاتها العالمية.
منطقة صراع
تحول القرن الإفريقي إلى منطقة صراع، يقول الكاتب، هو ما يكسب النزاع الحالي أهميته، إذ يمكن أن تدخل أبوظبي في حرب مع جيبوتي بدعم أميركي.
ولفت الكاتب إلى أن الإمارات لديها قاعدة عسكرية وميناء بحري في ميناء عصب الإيريتري المجاور لجيبوتي، مضيفاً وجود خلافات حدودية بين جيبوتي وإريتريا منذ القدم، وأنه ليس من الصعب على أبوظبي أن تدفع «وكيلها الفقير» إلى بدء نزاع حدودي مسلح مع جيبوتي.
وأشار الكاتب إلى اندلاع عدة اضطرابات في جيبوتي عام 2015، قامت السلطات بالتصدي لها وإخمادها، لكنه أوضح أن تلك التظاهرات يمكن أن تشجعها الولايات المتحدة والإمارات مجدداً كمرحلة من مراحل الضغط على الدولة الصغيرة، لعدم الخروج على النفوذ الأميركي والإماراتي.
وتابع الكاتب أن جيبوتي قد تواجه ما يسمى «الحرب على جيبوتي» التي قد تتخذ طابعاً هجيناً يتمثل في شن إريتريا عدواناً عسكرياً تقليدياً عليها، ثم دفع «حركة الشباب»، المرتبطة بـ «أسمرة»، للقيام ببعض الأعمال العدائية، بالإضافة إلى تشجيع واشنطن على اضطرابات في المدن الجيبوتية لزعزعة الحكومة.
وأضاف الكاتب أن جهود الإمارات والولايات المتحدة الساعية إلى زعزعة استقرار جبيوتي قد تؤدي عمداً إلى عواقب تتسبب في تعريض مصالح الصين للخطر، لكن قد يكون لنتائج هذه الجهود أثر عكسي يتمثل في تعزيز دور الصين في المنطقة.