العيسي.. إمبراطورية فساد النفط اليمني

المشهد الجنوبي الأول/ تقارير

جعل له من نفسه دولة ومملكة وإمبراطورية داخل الدولة ، واعتُبِر الرجل الأول في الاقتصاد ، واتُهِم بتكوين مملكة نفطية بالنفوذ ، واستحوذ واحتكر الأسواق المحلية.

يصفه الكثيرون بـ”أخطبوط المشتقات النفطية” والمتربع على عرش إمبراطورية النفط اليمني منذ اختراقه لمنظومة القصور (جمهوري صنعاء ، ومعاشيق عدن) ، امتلك ثروة طائلة من عقود الاحتكار بالنفوذ واختراق مكاتب القرار .

طالت يده جميع مفاصل القرار في السلطة ابتداءً من عهد ” صالح ” وانتهاءً بالمارشال ” هادي ” .

من هو “أحمد صالح العيسي” ؟

أحمد صالح العيسي من مواليد 25 ديسمبر 1970م مديرية مكيراس التي كانت آنذاك تابعة لمحافظة أبين جنوب البلاد ، والتي غادرها صغيراً مع والده وعمه لأسباب مجهولة إلى الحديدة التي كانت مركزاً لبناء مملكة الاستحواذ والاحتكار والسيطرة والعلاقات.

وتمدد العيسي بإمبراطوريته من سواحل الحديدة ، حيث كان يقوم بعمليات النقل البحري للمشتقات النفطية وتهريب النفط والديزل ونقل المشتقات وتوزيعها على الموانئ اليمنية.

تكوّن أحمد العيسي بشكل سريع ومذهل وأعلن عن ولادة إمبراطورية مالية ومملكة من النفط ومشتقاته في غضون فترة وجيزة صاحبَها الكثير من الشكوك والتساؤلات والهواجس والظنون .

بقناع الرياضة .. ناقلات العيسي تصنع الاحتكار

اتخذ العيسي من الرياضة قناعاً لتمدد وتمرير الكثير من الصفقات والعقود في قطاع النفط ومشتقاته ، وعمل على الابتعاد عن تقلد مناصب في وزارات سيادية واتجه نحو الرياضية.

(أحمد العيسي .. رجل الأعمال اليمني البارز وداعم الرياضة الأول في اليمن ) .. هكذا عرفه الجميع واليمنيون ، وتقلد منصب رئاسة الاتحاد اليمني العام لكرة القدم حتى كرسي الاتحاد أصبح حكراً للعيسي ولم يتركه لكفاءات رياضية لها باع في المحافل الرياضية ونظرة مستقبلية في هذا المجال .

عمل العيسي من خلال حصانة كرسي الاتحاد العام لكرة القدم على التمدد والاستحواذ في بحار وشواطئ اليمن بين نقل وإبحار واحتكار السوق وتحكم بالمشتقات النفطية من نفط وديزل وغاز .

يعد أحمد العيسي من ملوك النفط في اليمن وتحديداً في النقل البحري للمشتقات النفطية بين الموانئ اليمنية ، وكانت بدايته مع العمل التجاري في محطة العمري بمحافظة الحديدة ، وكل من يعرف العيسي وبدايات حياته العمالية يتعجب ويتساءل من تلك النقلة من محطة إلى ناقلات وبواخر نفطية عملاقة والرجل الأول في المال والنفط ؟!! .

الملياردير العيسي إمبراطور مملكة النفط والمال ، كان مشرفاً على المحطة الي تعود ملكيتها لعمه ووالده بالشراكة قبل أن يؤسس شركة عبر البحار بين عامي 1997- 1998م ويحتكر النقل البحري للمشتقات النفطية برغم عدم امتلاكه أسطولا بحريا ، ولكن علاقته القوية بمراكز صنع القرار مكنته من ذلك ، وتحول من قناع الرياضة إلى ناقلات وبواخر الاحتكار والاستحواذ النفطي في اليمن .

علاقة العيسي بقوى النفوذ  

عُرف أحمد العيسي وشاع عنه العلاقة القوية بمراكز القرار ، وصنع له محطات نفوذ مثل محطات النفط والمشتقات النفطية.

عُرف الشيخ أحمد العيسي بعلاقة وثيقة بالرئيس هادي ، وهذه العلاقة لم تكن وليدة اللحظة بل يعود تاريخها إلى سنوات ماضية وتحديداً عندما كان نائب الرئيس ” صالح ” ، وشيع آنذاك أن الرئيس هادي شريك العيسي في شركة عبر البحار المسؤولة الأولى عن نقل المشتقات النفطية بين الموانئ اليمنية  ، وتفيد المعلومات بأن إنشاء هذا الشركة جاء بتمويل شخصيات نافذة في البلاد .

ومع انقلاب الحوثي وصالح على شرعية هادي، انحاز العيسي إلى صف هادي وسخّر أعماله وتجارته لخدمة الشرعية ، وقد اعتُبِر العيسي الرجل الأول في حكومة الشرعية من خلال دعم جيش هادي الذي كان على الأرض ، وكان يرفد الجيش الشرعي بالعتاد والسلاح والمأكل والمشرب ، وقد وصلت مديونية الحكومة الشرعية للعيسي تفوق مليارات الريالات.

وقد استغل العيسي نفوذه القوي في السلطة من خلال العلاقة بمقربين من هادي ، ودارت حولهم الكثير من الشبهات والتهم في قضايا فساد كان طرفها العيسي وشخصية نافذة مكّنته من لعب دور كبير في التعيينات النفطية الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بتغيير قيادة شركة النفط عدن السابقة واستبدالها بقيادة جديدة موالية لها .

بالإضافة إلى الدور الكبير الذي لعبه تحالف العيسي بمقربين من هادي  في إزاحة خصومه وكان من ضمنهم رئيس الوزراء السابق خالد بحاح الذي رفض صرف مبلغ 11 مليار طلبها العيسي حسب زعمه قدمها قيمة التغذية لجنود الجيش في الشرعية .

ورفض بحاح ذلك ، وطالبه بإثبات تلك المبالغ بالمستندات والوصول ووضع تفصيلٍ لذلك .

مما أثار حفيظة العيسي الذي لعب دوراً في قرار إبعاده من قيادة الحكومة.

وهذا إلى جانب دوره في العديد من التعيينات والقرارات التي أصدرها هادي مؤخرا .

من يقف خلف أزمة المشتقات النفطية ؟

تعيش العاصمة عدن والمناطق المحررة أزمة في المشتقات النفطية ، ويرى الكثيرون في أحاديث متفرقة لـ”الأمناء” أن تلك الأزمة مفتعلة وتهدف إلى إرباك المحافظات الجنوبية وإدخالها في مستنقع الأزمات الخدمية.

ويرى الشارع الجنوبي أن هناك هوامير نفطية ولوبيّ فساد يقف خلف تلك الأزمات في المشتقات النفطية ، حيث يُتهم العيسي بالوقوف خلف تلك الأزمة نتيجة لتصرفات جعلت منه أحد التجار النافذين والمستمدين قوتهم من علاقتهم بالرئاسة والحكومة ، ومن احتكاره لمناقصة تزويد المحافظات الجنوبية بالمشتقات النفطية والتي أصدرتها شركتا النفط اليمنية ومصافي عدن وعدم اتخاذ أي إجراءات جزائية بحقه برغم عدم تنفيذه لعدد من البنود .

وبذلك يرى الكثير سرعة وضع حد لكل ذلك العبث والفساد والأزمات في المشتقات النفطية من لوبيّ وهوامير تعصف بالمواطن وتزيد من أوجاعه .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com