الإصلاح والإمارات لمن الأولوية للسيطرة على الجنوب ؟ ولماذا ينخرط الجنوبيين في تسليم أرضهم للمتصارعين؟

المشهد الجنوبي الأول/ خاص

طفت على السطح في الآونة الأخيرة خلافات حادة بين دولة الإمارات العربية وحزب الإصلاح “إخوان اليمن” ولم تقف تلك الخلافات في مستواها السياسي الذي بلغ الخلاف فيه ذروته بل تفاقمت لتصل إلى مستوى المواجهات الميدانية وتدخل طيران التحالف لإستهداف مواقع قوات تابعة للحزب في جبهتي نهم وصرواح.

كان اللقاء الذي جمع قيادات حزب الإصلاح “محمد اليدومي وعبدالوهاب الانسي ” بولي العهد الإماراتي “محمد بن زايد” وولي العهد السعودي “محمد بن سلمان ” في العاصمة السعودية الرياض في العاشر من نوفمبر 2017م يشير إلى انتهاء الخلاف بين الإمارات وحزب الإصلاح، خصوصاً بعد تصريحات اليدومي ووصفه اللقاء بالمثمر وخروجه بنتائج إيجابية مضمونها التكاتف لمحاربة الحوثيين “أنصار الله” لكن ما إن مرت أيام قليلة حتى عاود الخلاف بالظهور من جديد.

سجلت أحداث عدن الدامية في28يناير سجلاً جديد من الخلاف القائم بين الإمارات والإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” التي تعمل الإمارات على محاربته في معظم دول العالم العربي والإسلامي وتعمل على تقليص تمدده، رغم استخدام الطرفين ادواتهم للصراع في عدن حيث إستخدم الإصلاح حكومة بن دغر بينما استخدمت الإمارات المجلس الإنتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية.

وفي استمرار الخلاف بين الطرفين للسيطرة على تركة الرجل الضعيف أو العاجز “هادي” إن صح التعبير إمتدت المعارك وصولاً إلى شبوة في بلحاف تحديداً حيث منعت قوات النخبة الشبوانية وزير النقل “صالح الجبواني” من الدخول إلى ميناء قناء بتهمة ولاءه لقطر، وفي وادي الميسني بحضرموت إشتبكت قوات النخبة الحضرمية مع جنود المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة قياداتها على حزب الإصلاح ونائب الرئيس “علي محسن الأحمر” والتي يتهمها المواليين للإمارات بقيادة الإرهاب في المنطقة.

وتسعى الإمارات لضرب حزب الإصلاح في عقر داره “مأرب” محاولة تشكيل نخبة مأربية بقيادة “المعيلي” لمقاومة قوات الإصلاح لكن نفوذ الحزب وسيطرته على المحافظة حال دون ذلك، وامتد الصراع الميداني إلى إستهداف طائرات التحالف جنود اللواء 133 في نهم مسفراً عن مقتل وجرح ما يقارب 100 جندي بينهم ثلاثة من قيادات اللواء, كما إستهدف تجمع آخر لجنود الإصلاح في مديرية صرواح بمحافظة مأرب مخلفاً 40 قتيل في ظل إتهامات قيادات في حزب الإصلاح لدولة الإمارات بتنفيذ تلك الغارات على جنودهم.

ورغم خنوع حزب الإصلاح لأوامر التحالف وسحب عضويته من قيادات في الحزب يهاجمون السعودية والإمارات ويتهمونهم بإحتلال اليمن كالناشطة توكل كرمان وخالد الآنسي إلا أن الحزب لا زال يقاوم التمدد الإماراتي في الجنوب بشكل غير مباشر ويحاول إفشال مشاريعه لأغراض سياسية يعتبرها البعض أنها تخدم المشروع السعودي، بينما يعتبرها آخرين صمود للحزب لتحقيق مصالحه في تلك الأراضي التي يتخذها منذ عقود مصدر لتنمية ثرواته وتزايدها.

موقف الجنوبيين من صراع حزب الإصلاح والإمارات على الجنوب

رغم الدعم القطري الكبير لحزب الإصلاح إلا أنه لا زال متهماً بتمرير مشروع سعودي يناهض المشروع الإماراتي في المحافظات الجنوبية حيث يعتبر الدينامو لحكومة “أحمد عبيد بن دغر” التي تعمل جاهدة لإفشال المشروع الإماراتي حيث يصف البعض أن الصراع في الجنوب هو صراع بين السعودية والإمارات لاغير .

ويُجمع السواد الأعظم من أبناء الجنوب أن الكارثة الأكبر في ذلك أن طرفي الصراع يستخدمون الجنوبيين أنفسهم في المواجهات الميدانية والسياسية والإعلامية ويجند الطرفان اتباعه من ابناء الجنوب للمواجهة حيث يعمل المجلس الإنتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية والحزام الأمني والنخب في كل المحافظات الجنوبية لصالح دولة الإمارات، بينما تعمل قيادات جنوبية أمثال صلاح باتيس وفئة مجتمعية كبيرة إلى جانب حزب الإصلاح وتدور المواجهات على كل المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية بأدوات جنوبية.

ويتصارع الطرفان في الجنوب للسيطرة عليه ونهب ثرواته وبسط نفوذهم على الموانئ والمطارات والمنافذ والخط البحري الذي يعتبر من أهم الخطوط عالمياً لربطه شرق الكرة الأرضية بغربها في ظل تطبيل وغسل لعقول الجنوبيين الذين يعملون جاهدين لخدمة طرفي الصراع بشكل يؤثر على القضية الجنوبية بشكل عكسي كلما زاد إنخراطهم في الصراع.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com