«بي بي سي» تستعرض شهادات نساء تعرضن للتحرش في مكة
المشهد الجنوبي الأول |
استعرض تقرير لشبكة «بي بي سي» شهادات نساء مسلمات قلن إنهم تعرضن للتحرش في مكة المكرمة أثناء أدائهن مناسك الحج أو العمرة.
وقالت إحداهن إنها تعرضت هي وأختها، إلى التحرش الجنسي في مكة، إحداهما داخل الحرم المكي من قبل فرد أمن سعودي.
ونقلت شبكة «بي بي سي» عن السيدة، التي تدعى «آنجي آنجوني»، أنها تعرضت للتحرش من بائع في متجر قبالة الحرم، قائلة: «عذرا.. لقد أمسك بمؤخرتي وقرصني».
وتتابع: «صدمت للغاية، لم أستطع الصراخ، لقد حدث الأمر على بعد مترين تقريبا من والدتي».
ومضت «آنجي» في رواية ما حدث لشقيقتها، مؤكدة أن فرد أمن داخل الحرم المكي لمس أختها بشكل غير لائق، فصرخت فيه، قائلة: «ماذا تفعل، ليس من حقك لمس أختي».
وأردفت: «كان ينظر إليَّ ويضحك.. كنت مفزوعة، فهو فرد أمن من الشرطة المنوطة بتوفير لنا الحماية داخل الحرم».
تقرير «بي بي سي» جاء بعد نحو 20 يوما من نشر امرأة باكستانية، عبر صفحتها بـ«فيس بوك»، ما قالت إنها تجربة مؤلمة تعرضت لها على بعد سنتيمترات من الكعبة.
وقالت المرأة الباكستانية، وتدعى «سابيكا خان»، إنها خلال طوافها حول الكعبة، شعرت بيد على خصرها، لكنها في البداية تجاهلت الأمر، ظنا أن الأمر غير مقصود، لكنه تكرر بشكل بدا متعمدا.
وقالت إنها شعرت بـ«الانتهاك»، ولم تستطع فعل أي شيء سوى إخبار والدتها، قائلة إن أحدا لم يكن ليصدقها، مردفة: «من المؤسف القول إنك لن تكون آمنًا حتى في الأراضي المقدسة».
بعدها بأيام، أثارت كاتبة مصرية، تدعى «منى الطحاوي»، جدلا واسعا، بعدما كتبت مقالا بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، تحدثت فيه عن عمليات التحرش التي تتعرض لها النساء أثناء قضاء فريضة الحج في بيت الله الحرام، ونقلت روايات وشهادات صادمة لبعض النساء في هذا الشأن.
وسردت «منى»، في مقال طويل نشرته عدة صحف ووسائل إعلام غربية ومدونات خاصة، حادثة تحرش تعرّضت لها قبل أكثر من ثلاثين عامًا، زاعمةً أن إحدى حالات التحرش بها كانت من رجل أمن مسؤول عن حماية الحجر الأسود المثبَّت بجدار الكعبة المشرفة خلال محاولتها تقبيل الحجر.
وقُوبل مقال الناشطة المصرية بردود واسعة من قبل السعوديين، تتقدمهم نخبهم الثقافية والدينية، إلى جانب مدونين من دول عربية وإسلامية، للرد على «منى الطحاوي» المقيمة في الولايات المتحدة، والتي طالما تعرّضت لانتقادات بسبب تبنّيها آراء تدعو للتحرر الجنسي بعيدًا عن الزواج.
لكن الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» أيد ما كتبته «منى الطحاوي»، عبر حسابه على «تويتر»، قائلا: «سيغضب البعض ويقول إن هذا تشويه للحج، ولكن السكوت عليه هو التشويه، أنا شخصيا أعرف من تعرضت لتجربة سيئة كهذه مثلما تروي بشجاعة منى الطحاوي بمقالها».
وفي أبريل/نيسان، من العام الماضي، صرحت ممثلة هندية، تدعى «صوفيا حياة» بأنها تعرضت للتحرش في محاولتها لمس الحجر الأسود، أثناء تأديتها مناسك العمرة، وطالبت بتخصيص يوم للنساء في مكة لحمايتهن من التدافع.
قصة ممثلة برنامج الواقع «بيج بوس» لم تلق استحسانًا من متابعيها الذين أمطروها بوابل من التعليقات المشككة بصدقها، واتقادًا لصورة قبلة مع زوجها أمام الحرم والتي نشرتها ضمن مجموعة من الفيديوهات، وكتبوا لها أن ملايين النساء تذهب لتأدية الحج والعمرة ولم تتحدث أي منهن بادعاءاتها.
وفي ردها على تساؤلات «بي بي سي» أكدت السفارة السعودية في لندن أن المملكة تتعامل مع كل شكاوى الاعتداء بجدية، وأن جميعها يتم التحقيق فيها بجدية شديدة من قبل الشرطة وقوات الأمن في مكة، وشددت أن جميع الإجراءات يتم اتخاذها لتقديم الجناة إلى العدالة.