الرئيس هادي .. والفرصة الأخيرة
بقلم/أحمد سعيد كرامة
مخاض عسير تشهدها العاصمة السعودية الرياض بسبب تعنث وإصرار عنيد من قبل الرئيس الشرعي هادي , والمتمسك بضرورة إعادة تعيين بن دغر رئيسا للوزراء مع تعديل حكومي شبه واسع قد يعيد نفس الوزراء السابقين مع التغيير بحقائبهم الوزارية فقط , أو بالأصح لعبة الكراسي مع بقاء نفس اللاعبين أو قد ينقص منهم القليل .
إصرار الرئيس ليس حبا في شخص بن دغر ولكنه لم يجد شخص أخر قد يقبل بأن يكون نسخة طبق الأصل من بن دغر ليحافظ على عدم كشف المستور , الرئيس هادي مازال يكرر هوايته القديمة التي دأب على تكرارها منذ ثلاث سنوات وهي التلويح بتقديم إستقالته ونقل السلطة لنائبه علي محسن الأحمر إذا لم يرضخوا لقراراته الكارثية ويعتبر ذلك شأن داخلي يمني ويخصه فقط .
ماذا لو أتى أجل الله وتوفى الرئيس هادي أو نائبه علي محسن الأحمر , لو توفى الجنرال الأحمر أو أصيب بمرض عضال وأصبح غير مؤهل جسديا أو دهنيا فمن المرشح ليكون بديلا عنه , ومن من زعماء الإصلاح من يمتلك بعض من نفوذ علي محسن الأحمر , ومن من القيادات العسكرية الأحمرية تستطيع أن ملء فراغ الجنرال , وكذلك إذا صحونا على خبر وفاة الرئيس أو إصابته بمرض عضال حال بينه وبين أن يمارس عمله بصورة طبيعية , الجنرال سيصبح هو الرئيس القادم لليمن ومن العاصمة الرياض أيضآ وسيزاول مهامه من السعودية ولن يكون له قبول لا في عدن ولا في صنعاء , ووضعه السياسي والعسكري سيكون أكثر صعوبة من الرئيس هادي .
قرارات الرئيس هادي الاخيرة بتعيين هاشم الأحمر وصلاح كقادة لمناطق أغلبها تقع خارج سيطرة الشرعية هي مسرحية هزلية ليس إلا ولن تكون سوى حبرا على ورق ولرفع المعنويات وإبتزاز التحالف , من يملك القوة والنفوذ بتلك المناطق هي مليشيات الحوثي , والحوثي قد عين قادة عسكريين في تلك المناطق العسكرية ولن يتنازل عنها وأنتهى الأمر , لن يكون جيش التباب أكبر عددا وعدة وتدريب ومهارات من الحرس الجمهوري الذي أصبح في خبر كان .
ولن يقاتل بشراسة ويحرر الأرض سوى صاحب عقيدة أو قضية أو مبدأ, وتلك الشروط لا تتوفر بجيش التباب الوطني والشاهد على ذلك الثلاث السنوات العجاف من عمر جيش التباب الوطني , طارق عفاش أصبح الخيار الذي لا مفر منه لمواجهة قوى الشمال , ولن يكون الأقوى في الشمال ولكن سيكون قوة لا يستهان بها كقوات الحزام الأمني وألوية الدعم والإسناد ونخب حضرموت وشبوة وهم من غيروا وسيغيروا قوانيين اللعبة وسيكسرون قواعد توازن القوى القديم .
السيد الرئيس الهادي , هذه أخر فرصة لكم لفتح صفحة جديدة مع شعبكم ودول التحالف والعالم من خلال إقالة حكومة بن دغر ووزرائه وتعيين رئيس وزراء جديد مشهود له بالنزاهة والكفاءة لمحاربة الفساد والمفسدين , ولا ضير إذا عقدت بين الأطراف صفقة لطمس أو تجميد ملفات الماضي كنوع من التسوية .
السيد الرئيس الهادي تعنتكم قد يدخلنا مرغمين بذلك النفق المظلم وكيفية الخروج منه بعلم الله وحده , سيفقد المجلس الإنتقالي الجنوبي والتحالف السيطرة على القوات الجنوبية والشعب الجنوبي إذا ماتم إعادة تكليف بن دغر بتشكيل الحكومة الجديدة وبقاء وزراء الفساد والمؤامرات فيها , وتقرير مجلس الأمن كان عبارة عن إنذار مبكر يجب التنبه له وأخده بعين الإعتبار هذه المرة .
المجتمع الدولي والإقليمي وحكوماتهم سترضخ بالأخير لسياسة الأمر الواقع وستتعامل مع أصحاب الأرض حتى لو كانوا متمردين أو إنقلابيين , مثلما تعاونوا وفتحوا عواصمهم لمليشيات صالح والحوثي سابقا , لن نترك كمجلس إنتقالي وشعب الجنوب للمجهول كما قد يظن البعض , فنحن نمتلك موقع إستراتيجي عالمي يهم الجميع , نحن شعب قليل العدد وما نمتلكه من خيرات وثروات نستطيع أن نعيش بها ومنها ونبني وطننا الغالي , جمهورية أرض الصومال الإنفصالية غير المعترف بها دوليا مازالت مثال واقعي لذلك الخيار الأخير .
تقرير مجلس الأمن الأخير كان واقعي جدآ وقال في إحدى فقراته الجنوب قد يذهب للانفصال ولم تعد هناك قوات قادرة على حماية الوحدة اليمنية , إذا على الرئيس الشرعي والسعودية عدم الرهان على الجنرال الأحمر وحكومة بن دغر وجيش التباب فذلك الرهان خاسر , فكما أخطأ الجنرال الأحمر والرئيس الراحل صالح بتقدير الحجم الحقيقي لمليشيات الحوثي وأصبحا بين مشرد ومقتول , هذه الحرب قد أفرزت بدورها متغيرات في مسار المعارك ونتائجها وظهور قوى جديدة على حساب قوى قديمة سحقت وصهرت في قوات مليشيات الحوثي حاليآ وكذلك جنوب اليمن وقواته .
كذلك بالنسبة لجنوب اليمن فجميع تلك القوات الجنوبية من باب المندب للمهرة ستكون نواة للجيش الوطني لجنوب اليمن , فهدفهم واحد مهما أختلفت الآراء والتوجهات والأفكار .