السعودية تمنع هادي من اقالة الحكومة ومؤشرات بإطالة الحرب في عدن
المشهد الجنوبي الأول/خاص
بدت الأمور تتضح جلياً عن وقوف السلطات السعودية خلف الحرب الدامية بالعاصمة الجنوبية عدن وتسببها بمقتل العشرات من ابناء المحافظة وادخال المدينة في فوضى عارمة يسود الخوف والقلق ساكنيها.
ويشرق اليوم الثاني على التوالي في مدينة عدن وهي تحت الحرب الدامية بين المقاومة الجنوبية والحزام الأمني من جهة ومليشيات بن دغر وحزب الاصلاح”قوات الحماية الرئاسية” من جهة أخرى اسفرت حتى اللحظة عن سقوط 60 قتيل وجريح معظمهم من المدنيين فيما لا تزال المعارك مستمرة بين الطرفين.
وخسر الحزام الأمني العقيد “علي شايع الحميدي” قائد كتيبة في اللواء الأول مشاه خلال معارك دارت مع قوات الحماية الرئاسية في دار سعد فيما قتل قيادات أخرى محسوبة على الحماية الرئاسية وسيطرت المقاومة والحزام الأمني على معظم مديريات المحافظة واتجهت نحو قصر المعاشيق الذي تقع فيه الحكومة حيث لا تزال المعارك جارية.
انظم الى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحارب باسم ابناء الجنوب عدد من القيادات الجنوبية في المقاومة والحزام الأمني وجنود من الحماية الرئاسية ورجال أمن على راسهم مدير أمن عدن “شلال شائع” وعادل الحالمي ومنير أبو اليمامة وغيرهم في حين وقف علي الذيب “ابو مشعل الكازمي” الى جانب الحكومة رغم اعترافه بفسادها.
ورغم اعتراف السعودية بالفساد الذي تمارسه حكومة بن دغر في عدن وعجزها عن تقديم الخدمات لأبناء المحافظات التي تقع تحت قبضتها الا انها رفضت اقالة الرئيس عبدربه منصور هادي لرئيس الحكومة وعدد من وزراءه مايشير انها تقف خلف الصراع وتدعم احد الاطراف على الآخر.
وأكد مصدر مسؤول في الرئاسة ومقرب من الرئيس هادي”للمشهد الجنوبي الأول” أن هادي في وضع مؤسف بالعاصمة السعودية “الرياض” ولا يملك صلاحية اطفاء الفتنة في عدن وليس بمقدوره الحفاظ على دماء الجنوبيين في وقت بدت السعودية مواجهتهم وقتلهم في منازلهم عن طريق الألوية الرئاسية وعناصر حزب الاصلاح والجماعات الارهابية المتمركزة في أحياء المدينة وضواحيها .
وقال المصدر “طالباً عدم ذكر اسمه” ان هادي حاول الأربعاء24يناير2018م تغيير وزراء في الحكومة بينهم وزير الخارجية “عبدالملك المخلافي” وتعيين “هيثم الغريب” محافظ لمحافظة عدن وكان الأمر مقبولاً لدى قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية المتوعدين بالتصعيد الا انه تلقى أوامر من القصر الملكي السعودي بعدم اصدار القرارات بحجة انها تتسبب في افشال جهد التحالف باليمن وانعكاساتها سلبية على الجانب العسكري ضد الحوثيين الأمر الذي جعله يتراجع عن اصدارها.
وكان المصدر قد سرب القرارات “للمشهد الجنوبي الأول” قبل منع السلطات السعودية هادي من اصدارها ونشرها الموقع بتأريخ 25يناير2018م اي بعد اصدار الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية بياناتهما بثلاثة ايام مشيراً ان هادي يراد بتلك القرارات اطفاء الفتنة وتلبية مطالب الجنوبيين والنزول عند رغبتهم خوفاً على ماتبقى من شرعيته التي باتت غير مقبوله لدى المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيين.
ونقل المصدر بصريح العبارة ان السعودية افتعلت حرباً دامية بين الجنوبيين في عدن وان احمد عبيد بن دغر ووزراء حكومته دفعت بهم السعودية لمواجهة ما اسمتهم الإماراتيين”المجلس لانتقالي والمقاومة” طالبة منهم اثبات قوتهم بالسيطرة على المدينة وانهاء مااسماه بالمشروع الإماراتي في عدن والجنوب.
وزار السفير السعودي لدى اليمن”محمد آل جابر” عدن قبل ايام قليلة من شن حكومة أحمد عبيد بن دغر حملتها على الجنوبيين والتقى برئيس الحكومة “بن دغر” ووزراءه ومدراء أمن المحافظات مقدما ملياري دولار قيلت انها وديعة للبنك المركزي في عدن ولكن سرعان ما انهار الريال مجدداً في اشارة انها قٌدمت كنفقات لتنفيذ خطة سعودية في المحافظات بدات تطفو من خلال استقدام عناصر الاصلاح والحرس الجمهوري من مأرب وشبوة الى عدن.
من جانبه كشفت بيانات المجلس الانتقالي الجنوبي ان هدف خروج ابناء الجنوب الى ساحة العروض كان للتعبير سلميا عن مطالبهم لكن حولت قوات الحماية الرئاسية المطالب الى معارك اسفرت عن مقتل العشرات وجرح عشرات الآخرين حيث قال في بيان نشره مساء امس الاحد” كان الشعب الجنوبي يريد التعبير سلمياً عن مطالبه في ساحة العروض لكن فوجئنا فجر اليوم بانتشار قوات الحرس الرئاسي في الطرقات وعدم سماحة للمواطنين الدخول الى ساح العروض”.
قال سياسيون وناشطون ان السعودية بمقدورها اخماد الفتنة في عدن عن طريق اقالة الحكومة التي يعترف بفسادها الجميع لكن حرصها على استمرار سفك الدماء وزيادة الفوضى في المدينة جعلها تمنع هادي عن اصدار القرارات بذلك.
ويؤكد ابناء الجنوب على الاستمرار في اعتصاماتهم ومهاجمتهم للحكومة حتى يتم اقالتها حيث قال عضو المجلس الانتقالي اللواء “احمد سعيد بن بريك” في تغريدة له على تويتر ان الجنوبيين سيستمرون في فعالياتهم حتى اسقاط الحكومة” في اشاره الى مزيد من التصعيد الشعبي والعسكري.