الدعم القطري لجماعة الإخوان الإرهابية، يبقى كتاباً يجده المراقبون جديداً في أي وقت يفتحونه. بهذه الكلمات، بدأت دعاء إمام مقالها في موقع «ذا بورتال»، التابع لمركز دراسات الشرق الأوسط، وأشارت إلى أنّ أول موجة من الإخوان وصلت إلى قطر قادمة من مصر سنة 1954، في عهد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، حين تمّ اتخاذ قرار ثانٍ بحل التنظيم في تاريخه.
وأوضحت الكاتبة «لقد كسب الإخوان ثقة الزعيم القطري آنذاك، الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، الذي خلق تياراً إسلامياً داخل قطر، وتمتع بنفوذ كبير في المجتمع القطري، الذي وصل تعداده إلى عشرات الآلاف من المواطنين في خمسينيات القرن الماضي. وقدمت عدّة موجات من الإخوان إلى قطر خلال العقود اللاحقة.
وأشارت إلى أنه في عام 1995، وصل حمد بن خليفة آل ثاني إلى الحكم، وأنشأ شبكة الجزيرة، في وقت بدأ يبحث عن دور إقليمي لبلاده، وربما دور عالمي، من ضمن الحدود التي سمح بها الأميركيون. في هذه الفترة، استغل حمد وجود الإخوان، لأنّ دولته الصغيرة لا تملك الأدوات ولا القوة البشرية أو الجغرافية، ولا القوة التكنولوجية التي تملكها دول عربية أخرى لتكون دولة إقليمية نافذة. لذلك، اعتمد على “الإخوان” الإرهابية، كأداة للقوة الناعمة.
وأشارت الكاتبة إلى أن القطري عبد الرحمن النعيمي، الذي أنشأ مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان في جنيف، قام بتمويل التنظيم الإرهابي، مشيرة إلى أن لدى مؤسسة الكرامة فرعاً في قطر، ينتمي جميع أعضائها إلى الإخوان.
تذكّر الكاتبة أنّ النعيمي موجود على لائحة ممولي الإرهاب، التي وضعتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وعلى لوائح أميركية وأممية أخرى. بعد أحداث 25 يناير 2011 في مصر، التقى المسؤول الإخواني خيرت الشاطر، وزير الخارجية القطري حينها، حمد بن جاسم، وطلب منه قبل الانتخابات الرئاسية، أن يقول لأميركا إنّ الإخوان سيلتزمون بمعاهدة كامب ديفيد، وجميع العلاقات الدولية مع العالم الغربي.
وأشارت إلى أن أحداث يناير، كانت نقطة تحول في العلاقة بين قطر والإخوان، فبحسب الكاتبة، نما الدور القطري في رعاية الإخوان، من كونه دوراً صامتاً، إلى محاولة لتبادل المصالح، خصوصاً حين وصل هؤلاء إلى السلطة في مصر، من خلال استغلال موجة المظاهرات الشعبية. وسهّل هذا الاستغلال على القطريين، تأمين غطاء سياسي ومالي وإعلامي للإخوان، بذريعة كسب دور نافذ في سياسات قطر الإقليمية.
وقالت إنه بعد إطاحة حكم الإخوان، لجأت قطر إلى الورقة الاقتصادية، وسحبت ودائعها وقروضها ومساعداتها لمصر بعد يونيو 2013، وقد استخدمت أسلوب الرشوة مع تنظيم الإخوان، في محاولة سافرة للسيطرة على قدرات الدولة المصرية.
تحريض
أطلقت قطر عدداً من الفضائيات لدعم الإخوان في 6 يونيو 2014، وفي مقدمتها قناة مكملين، التي تحرّض على الجيش والشرطة، وتحرّض على شنّ أعمال عنف لزعزعة أمن واستقرار البلاد، لكنّ القناة تواجه دعوى معلّقة، تطالب بوقف بثّها..