الجبواني من مهاجم للسعودية والامارات على قناة الجزيرة الى وزير للنقل يخدم حزب الاصلاح

المشهد الجنوبي الأول/متابعات

رغم مضيّ قرابة أسبوع، على التغييرات التي أجراها الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، على قيادة بعض الحقائب الوزارية ومحافظي عدد من المحافظات اليمنية، إلا أن الجدل ما يزال محتدمًا، حول الاختيارات التي لجأ إليها هادي.
واستغرب ناشطون يمنيون قرار تعيين وزير النقل الجديد، صالح الجبواني، في هذا المنصب السيادي، رغم ما اعتبروه “شخصيته الانتهازية وتقلباته السياسية وهجومه على الرئيس هادي، عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وإعلانه تأييدهم وإعجابه بما قاموا به”.
ويُعرف الجبواني، بهجومه المستمر على قوات التحالف العربي، الداعم للحكومة الشرعية، وخصوصًا دولة الإمارات العربية المتحدة، ووصفها بشكل متكرر خلال ظهوره على قناة الجزيرة، بـ”دولة احتلال”، وانتقاده لأداء الحكومة الشرعية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال المحلل السياسي، منصور صالح، إن قرارات هادي، “تكشف تخبط الحكومة الشرعية، من خلال إجراءات غير متجانسة وغير مدروسة، وضعت رجلًا مدنيًا في أعلى هرم وزارة الداخلية، ووضعت رجلين عسكريين في أعلى سلطتين مدنيتين، في محافظتي لحج والضالع”.
وأشار صالح في حديثه لـ”إرم نيوز”، إلى أن القرارات “من حيث توقيتها، ومن حيث الأسماء التي استهدفتها بالتعيين أو بالإقالة، تكشف عن توجه معاد للمجلس الانتقالي الجنوبي، لأسباب غير مقنعة، ولا تخدم جهود التحالف في حسم المعركة مع الحوثيين، باعتبار المجلس شريكًا أساسيًا في هذه المعركة، والقوات التابعة له تخوض معارك وتحقق انتصارات مهمة، في بيحان والساحل الغربي”.
ووصف تعيين صالح الجبواني، وزيرًا للنقل بـ”الأمر المثير للاستغراب، بالنظر إلى مسائل عدة، منها أن الرجل غير مؤهل لأي موقع قيادي، إضافة إلى عدائه للتحالف العربي، وتأييده بوضوح للانقلاب”.
وأضاف منصور: “الناس لم يتعرفوا على هذا الرجل، إلا من خلال صولاته وجولاته في القنوات التابعة لقطر وللإخوان، وهو يكيل الشتائم للتحالف وللمجلس الانتقالي، ويحرص في كل ظهور على إثارة النعرات المناطقية بأسلوب غير حصيف، مستهدفًا تمزيق النسيج الجنوبي وإشاعة الفرقة”.
وتابع: “تعيين الجبواني، ربما يعكس وجود نوايا لتمرير عمليات فساد واسعة في المؤسسات الإيرادية التابعة لوزارة النقل من موانئ ومطارات، وشركات نقل جوية وبرّية، وذلك باستغلال ضعف القدرات القيادية لشخص الوزير، وقابليته للانخراط في أي مشروع فساد، وهو ما لم يكن متاحًا مع الوزير السابق، الذي كان يتمتع باستقلالية في القرار، تمكنه من المناقشة والاعتراض”.
من جانبه، يرى الناشط السياسي، باسم الشعيبي، أنه من الصعب تحليل وفهم السياسات التي باتت تنتهجها الحكومة الشرعية، إلا أن الأكيد، بحسبه، “هو أنها تهدف للتصعيد مع الجنوب، وهو الأمر الواضح الذي يعمل عليه هادي، منذ فترة، ويبدو أن الأمور مرشحة أكثر للصدام مع القرارات الأخيرة”.
واستبعد الشعيبي، في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن تكون مثل هذه القرارات قد مرّت على اللجنة الثلاثية، المشكّلة بين  والسعودية والإمارات، والرامية إلى مزيد من التنسيق بين الأطراف الثلاثة”.
وقال إن التحالف العربي، “بات يتغاضى عن مثل هذه التجاوزات؛ لضمان مواصلة سير العمليات العسكرية في البلد، التي لا يبدو أن هادي يكترث بها، بل يكرس اهتمامه أكثر؛ لتعميق نفوذه في المناطق المحررة”.
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com