هل بعد مقتل المخلوع الامر اصبح يهمنا في الجنوب؟
بقلم/حسن العجيلي
وحتى لاتشغلنا الاحداث المتلاحقة في مقتل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وتغفلنا الظروف والمسائل عن متابعة الحقيقة او الوصول الى نتائج مجدية وصحيحة تقنع الناس بان ما حدث في صنعاء يوم الاحد ٣/١١/٢٠١٧ مساء للمخلوع علي عبدالله صالح في قصره والى جانبه بعض القيادات في المؤتمر الشعبي العام امر لم يكن بالهين ولا بتلك السهولة التي تسردها لنا وسائل الاعلام مثل قناة العربية الحدث التابعة للسعودية او قناة الجزيرة التابعة لقطر او قناتي العالم والميادين الممولة من ايران او المواقع الالكترونية المملوكة لبعض الدول ومراكز التحليلات السياسية والعسكرية والاقتصادية في العالم وكذا المواقع الممولة داخليا المعادية والعاملة في اليمن التي غرضها تغيير مسارات الاحداث للطرف المنتصر او تعكس الحدث للطرف المهزوم وتظل الحقائق عن القارئ والمستمع والمتابع المتلهف لمعرفة حقيقة السقوط غير واضحة المعالم
والذي يهمنا هنا نحن في الجنوب العربي ان نتوسع في البحث والدقيق لمعرفة الحقيقة لاننا معنيون بمعرفة اساسيات التوجه الجديد للمنتصرين في صنعاء وماهي ترتيبات مأرب وموقف التحالف واتباع المخلوع من القيادات التي حكمت الجنوب بالحديد والنار ومن خلال القبضة الحديدية المغلقة مايقارب اثنان وخمسون عام شمالا ووقف جنوب ومتابعة المتغيرات والاحداث والمستجدات التي تمضي والقادمة الينا واين الجنوب منها ومسافات الجذب التي تبعدنا او تقربنا من اطماع ايران في جنوبنا العربي الحبيب ومنطقتنا داخليا واقليميا وعربيا وتحديد مكامن قوتها وكشف عناصرها في وسطنا واين نحن مما يدور في صنعاء على مر اسبوع من الحدث الجلل الذي زلزل ركان المؤتمر الشعبي العام ولان الصمت المطبق على قياداتنا الجنوبية في سياق الشرعية وداخل كواليس المجلس الانتقالي والمكونات الاخرى صاحبة التأريخ والعراقة في الصراع التاريخي بين الشمال والجنوب وعلى وجه الخصوص مع على عبدالله صالح شخصيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا وما نهبه من ثرواتنا الجنوبية ؟!!
وما يشغلنا هنا كثيرا هو ان نكون اكثر يقظة وحس وطني خالص وعندما نكون قد رتبنا انفسنا على هذا المستوى من المسئولية سياسيا وعسكريا ومقاومة وارسينا قواعد الانضباط والثبات الحقيقي والصحيح تجاه قضيتنا الجنوبية وشعبنا المناضل البطل الذي حتى اللحظة تتقاذفه اجواء الازمات والخلافات واهواء مكونات الارتزاق والبيع الرخيص فاذا فعلا اخلصنا مع انفسنا ومع ضمائرنا وانتقلنا الى مصاف الدولة نكون هنا قد وضعنا خط سياسي واضح وبنينا تحصينات متينة وقوية تجاه نوايا وتطلعات الاعداء وكيف لنا ان نصد بها كل تعدياتهم على ارضنا وشعبنا وسلب حقوفنا وسوف تمكنا الخروج من نفق الخلافات والصراعات السياسية الجانبية فيما بيننا التي لاتخدم الا مصالح الخبثاء وان تجمعنا اليوم امر هام ومطلب سريع شعبي وجماهيري يجلنا ان نتاسى كل ظروف الماضي وماسيه والولوج الى الحاضر بقوة الايمان والتضحية .
واذا انتظرنا القادم ولم نحدد موقف فأنه سيكتسح الجميع وبدون هوادة او فرز لان الصراع تحول من صراع سياسي الى خلاف عقائدي ديني وطائفي بحت ومعقد للغاية يقرر مصير المختلفين على واقع الارض تحت مظلة شعار اكون او لا اكون وهنا على سكان الفنادق وقاطني القصور في الخارج من قيادات الجنوب وفاتحي دكاكين بيع السياسة داخليا وخارجيا ملاحقة وملاحظة مايدور ومقاربة وجهات النظر قبل فوات الاوان واحداث صنعاء مهمة لنا وتعطينا الفرصة الاخيرة في التفكير وتعبدنا عن اساليب الشحب والاستنكار والتنظير .؟!!
وحتى نحقق اهدافنا التى تعرقلت وتعطلت سنين طويلة من قبل المقتول المخلوع ورموز حكمه والاحزاب المعادية للتطور والتقدم للشعوب والطائفة والقبيلة والاحزاب المهترئة التي تريد الاستيلاء على كل مقاليد الامور شمالا وجنوب وهنا تكمن حالة الاستفادة من تلك المتغيرات التي يشهدها اليمن الشمالي في هذه الظروف الاستثنائية هنا يتوجب علينا ان لا نترك ثقرة ولافرصة لمن ارادوا لنا التشرذم والتشتت والفرقة قرون من الوقت واذا ما نحكم ضمائرنا ونعود الى جادة الصواب ونعطي الامور والاوضاع والمتغيرات حقها من اقصى درجات الاهتمام واليقظة والادراك بعيد عن المماحكات والمغالطات والضحك على الذقون من المؤكد سيكون نصيبنا افظع وقتلنا اسهل ولن يرحمونا المجوس ولا الفرس ولا الشيعة وهم جميعا وجهان لعملة واحدة وعندنا كثير من التجارب في العراق وسوريا ولبنان البحرين والسعودية وينتظرنا نفس المصير مقابر جماعية واخفاء قصري ؟!
للاسف هؤلاء لا يتركون شاردة ولا واردة تقف في طريقهم لانهم يبحثون عن تحقيق مصير وتثبيت قدم وبقاء ولا يهمهم ان تكون سنيا او يهوديا او من اي ملة كانت على هذه البسيطة وازاحتك من طريقهم امر هام بالنسبة لهم او الوقوف تجاه توجههم وهي الاهم ان ما يمارس اليوم في صنعاء وفي الشمال بصورة عامة من تصفيات جسدية واخفاء للقيادات السياسية والعسكرية السنية وانتهاكات للاعراض والنهب والسلب للمال العام والقتل العمد والمنظم قد يتوسع وينعكس سلبا على كل رقعة او مساحة في الشمال او في الجنوب ويصبح المثلث الشيعي الفارسي مكتمل الاضلع الشام والخليج واليمن .
وسوف نكتشف عن قريب جدا مقابر جماعية لشباب وقيادات السنة في صنعاء وفي اماكن السيطرة الحوثية الموجهة من ايران التي تحكمها عقول من تحت عمائم حالكة السواد جاءت من اقصى الشرق لكي تعيد تأريخ مجدها المندثر الذي ساد وباد وانتهى فهم اليوم يعيدوا صياغته من جديد وبناء قوة ضاربة لحمايته وتنفيذه ولو على المدى البعيد وهم اليوم يخططوا ويرسموا على هدى وخطى امامهم الكبير ولهم تواجدهم على مستوى الارض كان في العراق او في سوريا او لبنان او في اليمن او السعودية والبحرين اقليات تدعم بكل ما تملك سياسيا ودينيا وطائفيا وهو الاهم في الاستراتيجية العامة الايرانية واهدافها الطامعة لاحتلال الدول العربية والعالم ان امكنها ذلك .
الفرق الذي يفصل بيننا كعرب وبينهم كشيعة اننا نحن نكذب ونضحك على شعوبنا وننهب المال العام وفسادنا يملئ الانوف ونجعل من الازمات الطاحنة الان نقتل من خلالها شعوبنا ونجعله مخرجا لنا ونتكلم حول الدين والاسلام وننشد انفسنا باننا خير امة اخرجت للناس في السلام بينما نحن صفر من الشمال اسرائيل تحكم قبضتها على فلسطين منذ خمسون عاما وتحتل الجولان منذ ثلاثون عاما وعملت دولة نووية منذ خمسون عاما اليوم امريكا تعلن القدس الشريف عاصمة لدولة اسرائيل ماذا صنعنا من موقف طبعا لا شيء؟!
اما الشيعة هنا لاتوحد لديهم قضايا فساد او افساد وان وجدت نسبتها لا تساوي شيء مما هو عندنا هم لديهم مشاريع خبث وتدمير للاسلام وبأسم الاسلام تصرف المال في بناء الترسانة العسكرية ولا يهمها شعبها ان يجوع او يذهب الى ممارسة الرذيلة او السقوط الاخلاقي يهمها النواجد العسكري والصوت الاعلامي على اراضي الغير وزعزعت قواعد الامن والاستقرار فيها .
واذا احكمت علينا طوق الهلال الخصيب وبالتعاون مع امريكا واسرائيل وهو على ما يبدو المشروع القاظم بعد اعلان ترامت القدس عاصمة لدولة اسرائيل ماذا بقي للعرب والمسلمين الا الاستسلام وهو السائد من عام ١٩٤٨ وما يتوافق مع وعد بلفور
الجنوب اليوم على عدسة وناظور صنعاء الموجه والمركز باهتمام لانه في نظر الشيعة اي ايران الخلقة الاهم الذي له موقع هام على كل المصالح الاقتصادية والسياسية وخطوط الملاحة الدولية شرقا وغربا ومرتكز عسكري استراتيجي في المنطقة ايران تساوم من اجل السيطرة عليه لتحكم قبضتها وتضع العالم امام سياسية الامر الواقع وليس هناك عواطف في السياسة وحتى المصالح لم تعد ميثاق شرف بين الدول جنوبنا موقعه هام ومهم وعلينا ان نموت من اجله ولا نسمح لايا كان القرب منه او المساس بمصالحنا فيه او مصالح العالم .. والله من خلف القصد …