ازمة المشتقات النفطية تطال الصيادين في لحج

المشهد الجنوبي الأول/لحج

كما هو معروف عن خليج عدن تميزه بموسمين للأرياح أحدهم جنوبي غربي وأخر شمالي شرقي، فمواسم الأرياح تلك تقوم بجذب الأسماك من الأعماق إلى مسافات قريبة من الساحل وبأنواع مختلفة، وفي كل عام من شهر ديسمبر، ومع دخول فصل الشتاء، والذي يتزامن معه موسم الأرياح هذه الشمالي الشرقي، نلاحظ بأن الصيادين على طول المناطق التابعة لشريط الساحلي في خليج عدن قد استعدوا وتهيئوا بشكل كامل، وكلٌ على حسب طريقة الصيد التقليدية الخاصة به.
ومن الأسماك التي تتوفر وبكميات كبيرة خلال شهر ديسمبر الجاري أي في نهاية العام، ثم يليه شهر يناير في بداية كل عام جديد، إذ يتم اصطياد أنواع عديدة ومختلفة فشهدها مراكز إنزال الأسماك في أكثر من موقع وهي أسماك مثل…(الثمد- السمبا- الباغة- الحربت- الفرس-الديرك – السخلة – العنفلوص- الجحش)…وغيرها من الأسماك التي يشتهر خليج عدن بتواجدها خلال هذه الأيام.
أسماك كهذه غالبيتها تكون مرغوبه وبشكل كبير لذى الكثير من المواطنين، فكما هو معروف في مثل هذه الأيام تكون أسعار الأسماك فيها رخيصة بعض الشيء مقارنه بالأيام الأخرى، خاصة وأن هذه الموسم من الأرياح تجده في فترة من الفترة وقد توقفت هبوبها، وخلال توقفها يستغل الصيادين ذلك الهدوء ويدخلوا للبحر في عملية اصطياد مستمرة دون توقف، خاصة وأن الصيادين يعلمون جيداً بأن تلك الأرياح الموسمية الشمالية الشرقية قد تهب في أي لحظة، عندها سوف يجدون أنفسهم وقد توقفوا عن الذهاب إلى البحر بسبب قوتها التي لا يستطيعون الأبحار بقواربهم بسببها.
إلا أن المواطنين في المدينة يتسألون عن سبب ارتفاع الأسماك في مثل هذه الأشهر من السنة، أن السبب في ارتفاع أسعار الأسماك ليس تراجعاً في كمياتها التي تتواجد في خليج عدن، فجل الأسماك التي ذكرتها هي أسماك موسمية سطحية مهاجرة وتتواجد هذه الأيام وبشكل غير مسبوق له من قبل، وهذه شاهدة بعض الصيادين الذين يدخلون إلى البحر في هذه الأيام، التي يشهد الخليج فيها هدوء يعتبره الصيادين هدوء الخير عليهم…غير أن هناك من وقف عائق أمام هؤلاء الصياد، والذين لا يملكون غير هذا البحر وأسماكه مصدر لدخل، إن المشكلة التي جعلت من أسعار الأسماك مرتفع حتى يومنا هذا هي أزمت المشتقات النفطية، والتي حرمت الكثير من الصيادين الدخول إلى البحر وطلب الرزق، وأمر كهذا ربما قد يلقي بويلاته على الجميع فالموطن اليوم هو بأمس الحاجة للأسماك، والتي تُعتبر مصدر غذائي مهم لا يمكن الاستغناء عنه، وفي ظل عدم توفر المشتقات النفطية وبشكل مستمر وطبيعي خلال الأيام القادم قد تحرم الصيادين الدخول إلى البحر وطلب الرزق، وهنا سوف يجد الصيادون أنفسهم قد فاتهم موسم أصطاد ، وقد نسمع من لسان حال الكثير منهم جملة (عليه العوض ومنه العوض).
يذكر أن هناك بعض من الصيادين في عديد المناطق الساحلية قد أطروا لبيع كل ما يملكون من أدوات ومعدات بحرية واستبدلوا مهنه العمل في صيد الأسماك بالبحر بمهن برية مثل العمل في بقالة او شراء محل وتأجيره في وقت لاحق.
* من رشيدي محمود
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com