«ن.تايمز»: تراجع «الحريري» عن استقالته انتكاسة للسعودية
المشهد الجنوبي الأول |متابعات
سحب رئيس الوزراء اللبناني المستقيل «سعد الحريري» استقالته من منصبه كرئيس للوزراء اليوم، وهو تحرك مفاجيء آخر يختتم سلسلة من الدراما الدولية التي استمرت على مدار 3 أسابيع ويقلل من خطر الاضطرابات السياسية في البلاد.
وقال «الحريري»، متحدثا من القصر الرئاسي في لبنان خلال الاحتفالات بعيد الاستقلال في البلاد، إنه وافق على تأجيل استقالته للسماح بإجراء حوار مع زعماء سياسيين آخرين حول العلاقات مع بقية القوى في المنطقة.
وكان «الحريري» قد أعلن عن استقالة فجأة من العاصمة السعودية الرياض يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني، قائلا إنه فر من مؤامرة لاغتياله ومتهما إيران أنها تقف وراء الاضطرابات في المنطقة ومحذرا أن «يد طهران سوف يتم قطعها».
ولكن رحيله المفاجئ من لبنان، ولغته المباشرة غير المعتادة، وحقيقة أنه لم يبلغ حتى أقرب مساعديه عن نيته الاستقالة، كانت أمورا أقنعت العديد من الدبلوماسيين اللبنانيين، فضلا عن الدبلوماسيين الغربيين، بأن المملكة العربية السعودية أجبرت السيد «الحريري» على الإعلان عن استقالته، ويبدو أن هذا التحرك كان محاولة من المملكة لعزل«حزب الله» من خلال إفشال الحكومة التي يشارك فيها مع «الحريري».
واعتبرت هذه المناورات على نطاق واسع جزءا من التنافس المتوتر بشكل متزايد بين المملكة العربية السعودية وإيران.
وفي مقالة تليفزيونية أجريت مع «الحريري» في الرياض، فإنه نفى أن السعودية أجبرته على الاستقالة، ولكن بدا خلالها متعبا في حين ظهر شخص غامض على الشاشة بدا أنه يحاول تلقينه شيئا ما، ما وسع من التكهنات أن المقابلة أجريت على خلاف إرادته.
و بعد زيارة قصيرة إلى فرنسا ومصر وقبرص فى الأيام الأخيرة عاد «الحريري» إلى بيروت، العاصمة اللبنانية، فى وقت متأخر من يوم الثلاثاء وصلى على قبر والده «رفيق الحريرى» رئيس الوزراء السابق الذى قتل فى تفجير شاحنة فى بيروت عام 2005.
وقال «الحريري» يوم الأربعاء انه قدم استقالته الى الرئيس «ميشيل عون» الذي طلب منه سحبها لحين إجراء حوار حول أسبابها. وقال «الحريري» إنه وافق على الطلب.
وأكد «الحريري» على التزامه التام بالتعاون مع الرئيس وقال إنه يسعى إلى «حماية لبنان من الحروب والحرائق بجميع أشكالها».
وقال إن المحادثات ستعالج «القضايا الخلافية وأثرها على علاقة لبنان مع أشقائها العرب» دون أن يقدم المزيد من التفاصيل. وتثير أنشطة «حزب الله» الكثير من الجدل في لبنان وهي بلد صغير نسبيا مع نظام سياسي معقد ومجتمعي يتأثر بشدة بالقوى الأجنبية.
ويعد السيد «ميشيل عون»، المسيحي الماورني حليفا وثيقا لـ«حزب الله» لكن «الحريري» مسلم سني تعارض حركته الحملات العسكرية الأجنبية لـ«حزب الله».
وتعتبر المملكة العربية السعودية إيران وحلفاءها مثل «حزب الله»، أكبر تهديد لاستقرار المنطقة، ويحمل «الحريري» الجنسية السعودية إضافة إلى الجنسية اللبنانية وله علاقات سياسية واقتصادية طويلة الأمد مع المملكة.