كان يوماً أسوداً قاتماً من تاريخ عدن لن ننساه.. ذلك اليوم الذي أصدر فيه فخامة الرئيس الشرعي هادي قراره االفارق بتعيين الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيساً للحكومة الشرعية .. توجه بعدها بن دغر ليحكم الجنوب وعدن.
كانت الفرصة متاحة للحكومة الشرعية برئاسة بن دغر أن تباشر في إعمار عدن وتنميتها وإسقرار خدماتها ومعيشة أهلها ولكنها تركت مهامها الإنسانية والأخلاقية تلك وآثرت فعل الدسائس والفتن والفساد والفشل الممنهج في الحقوق والخدمات حتى غرقت عدن في شكل من الفوضى والإنهيار وقد بلغت مداه .
الخطأ التاريخي الذي وقع فيه الرئيس هادي هو أنه أختار الدكتور بن دغر رئيساً لوزراء الحكومة الشرعية وهو معروف من هو.. بن دغر كان ولا يزال من أعمدة منظومة علي صالح الفاسدة.. حكم الجنوب وبالذات العاصمة عدن بنفس أُسلوب الدمار الممنهج الفضيع الذي حكمت به منظومة علي صالح الجنوب طيلة 26 عاماً بل وأكثر فضاعة حتى فقدت عدن أساسيات حقوقها وخدماتها في الكهرباء والماء والوقود والرواتب والمعشات وما أصابها من إنهيار في النظافة والصحة والمجاري وتدمير للمؤسسات ناهيك عن الغلاء الطاحن ومعيشة الناس وما فيها من بلاء ومُذلة وغيره الكثير الكثير حتى باتت عدن تدنوا كثيراً من مدينة تكاد لا تصلح للعيش الآدمي.. كل ذلك تحت غطاء من خطاب إعلامي مضلل وكاذب وفي سقوط أخلاقي ليس له مثيل.
رئيس الحكومة الشرعية الدكتور بن دغروهو كما هو معروف في تاريخه البعيد والقريب إنه ربيب علي صالح وخبزه والعجين كان رائداً لا يقل ريادة عن علي صالح نفسه في عبثه وفساده وقد قيل عنه الكثير في نهب الثروات وتهريب الإيرادات حتى من قيادات مسؤولة في الدولة منهم محافظ حضرموت السابق ومنهم أيضاً محافظ عدن المستقيل عندما برر إستقالته بقوله “… غير أني ولشديد الأسف وجدت نفسي في حرب ضارية مع معسكر كبير للفساد كتائبه مدربة وحصونه محمية بحراسة يقودها رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر”.. وهذا يكفي للإدانة.
وما بقي أمام فخامة الرئيس هادي إلاَ النظر بجدية فيما قيل عن فساد الدكتور بن دغر كان أبرزها ما قاله محافظ عدن المستقيل ” إن تحويل المبلغ من حساب المحافظة بهذا الشكل، وتجاهل المخول بهذا الحساب وهو مدير عام المالية ومحافظ محافظة عدن، يعتبر مخالفة قانونية تستدعي المساءلة أمام الجهات القضائية”.. فهل يستجيب فخامة الرئيس ؟
أما ما قاله المحافظ المستقيل “… ودعني أقول بصريح العبارة إن الفساد المتفشي في حكومة بن دغر، ملئت روائحه الكريهة أجواء اليمن ومدن شتى في العالم، وقد أصاب البلاء البلاد ” .. فتلك هي الضربة القاضية.
وأدنى حدود الخجل إقالة بن دغر فهو بطبيعته الفاسدة لا يخجل ولن يستقيل.