هَاجَموا “البحسني” لأنه لم يَدْفَعْ لهم؟ أم هناك من دَفَعَ لهم لِيُهَاجِمُوه ؟!
بقلم/أمير باعويضان
لا يخفى على مراقبي الأحداث في الساحة المحلية, تبعات الحملة الإعلامية الي يشنها بعض الإعلاميين بصورة شخصية لاستهداف شخص اللواء الركن فرج سالمين البحسني, ومدى تأثيرها مؤخرا على الشارع الحضرمي, الذي لازال حتى اليوم يضع كل أماله وتطلعاته في هذا الرجل باعتباره صانع التحرير ومحقق منجزات ابريل, والقائد الذي أستتاب على يديه الوضع الامني, حتى بعد أن حمل صفة إدارية إلى جانب رتبته العسكرية, وبات يدير المحافظة بجانب قيادته للمنطقة العسكرية الثانية, وانشغاله بإزاحة العراقيل, التي وضعها امامه اصحاب المشاريع الرخيصة, والذي شكل تواجد قوات النخبة الحضرمية عائقا أمام تحقيق أهدافهم.
وعلى الرغم من تزايد وتيرة الحملة الإعلامية ضده وتوظيفها لاحقا لخدمة أغراض سياسية, بهدف إفشال كل مساعي الرجل وجهوده في تحسين أوضاع المحافظة, واغراقها في كم هائل من المشاكل المتعلقة بالخدمات لإعطاء ذريعة لإبعاده عن موقعه العسكري والإداري, ومن ثم تفكيك قوات النخبة بطريقة أو بأخرى, وهو المخطط الذي يعلمه جميع الحضارم, حتى المتطورين في تنفيذه, وحتى بعد كل هذا لازلت أرى ان البحسني يتمتع بشعبية كبيرة وقبول بين الأوساط الاجتماعية المتطلعة لتحقيق الحلم الحضرمي المنشود بشقيه الجنوبي و الاتحادي.
فقد التمست هذا من بساطة المدافعين عنه وعددهم, مقارنة بأعداد المتحاملين عليه إعلاميا, ولعل أهم ما جعلني ابحث في موضوع الحملة الإعلامية التي تستهدف هذا الرجل قبل التفكير في كتابة هذا المقال, هو تبدل مواقف الإعلاميين اللذين تزعموا هذه الحملة بشكل مفاجئ عن ما كانوا عليه في الفترة التي عقبت التحرير, وتحولهم من تمجيد وتأييد لما حققه البحسني من نصر عسكري تمثل في تحرير ساحل حضرموت من عناصر القاعدة – ونجاحه في فرض الامن والاستقرار في هذه المديريات – إلى استهدافه اعلاميا, بعد أيام قليلة من تعيينه محافظا, دون استنادهم لأي أدلة واثباتات, او مبررات مقنعه.
وأكثر ما شد انتباهي في هذه الحملة, هو وصفهم له بأوصاف لا تليق بما قدمه الرجل من صنيع لحضرموت, ولا تليق بمكانته الاجتماعية فيها, ولا حتى بما يكنه له أهل حضرموت أنفسهم من احترام وتقدير وعرفان, فلقد كانوا يلجئون في كل ما ينشرون إلى استخدام أوصاف بذيئة نزعت عنهم أخلاقيات المهنة, وكنت استغرب هجومهم المباشر عليه, فلم تكن انتقاداتهم بناءه ابدا, وكانوا ينتقدون أي خطوة يقدم عليها هذا الرجل, على عكس ما عهدناه منهم في فترة المحافظ السابق اللواء احمد سعيد بن بريك, والتي كانت فيها منشوراتهم تتضمن كم هائل من التبريرات وتسبق كل خطوة يقدم عليها, حتى وان كانت المعطيات تؤكد عكس ذلك.
ولعلمي بخطورة الموقف وما سيترتب عليه من تفاقم للوضع, إذا استمرت عليه هذه الحملة إذا ما تم استغلالها من قبل أطراف سياسية, وهو ما حصل فعلا, وبواقع الحال فالجميع متفق على عودة رقعة كبيرة من حضرموت لأبنائها بعد الرابع والعشرين من ابريل, وهو أمر لا يختلف عليه إتنان, بل الكل متفق بأن المساس بالنخبة الحضرمية وقيادتها وأبطال معركة التحرير, يعد تعدي وطعن بحق حضرموت, وهو ما كان يردده احمد بن بريك بنفسه.
ولهذا فقد حاولت معرفة ما يدفع هؤلاء الإعلاميين لشن هذه الحملة, وبعد سؤال بعض الزملاء, وبعض مدراء العموم, وتجميع المعلومات, من هنا وهناك, أتضح الأمر أخيرا باستلام مجموعة من الإعلاميين مبالغ شهرية كبيرة, تُدفع لهم من ميزانية السلطة المحلية خلال فترة بن بريك, وقد اعترف لي شخصيا احد الإعلاميين في هذه المجموعة, وأكد بانه بعد تعيين البحسني محافظا لحضرموت وتقليصه لكثير من النفقات والنثريات, من بينها نفقات الدعاية واللافتات في الشوارع التي اعلنها بنفسه, فقد كانت المبالغ الشهرية التي تستلمها مجموعة الإعلاميين هذه من بين النفقات التي قام البحسني بإيقافها, وهذا ما اثار حفيظة هؤلاء الإعلاميين وجعلهم يتحاملون عليه إعلاميا من اجل الضغط عليه لإرجاعها.
ولم يصدمني هذا الأمر, فقد كان عدد كبير من إعلاميين ومدراء عموم, ومستشارين وغيرهم يرددون العبارات (الرجال وقف المخصصات), (الرجال طلع بخيل), (الرجال عسيس), (الرجال يكره المطبلين), وهذا يعطي استنتاج بان البحسني وضع نفسه امام نيران الإعلاميين والناقدين بسبب اتباعه سياسة التقشف التي وضعها لسد العجز الذي تعاني منه المحافظة, ويبدو أنه لا يكترث للضوضاء التي يصدرها الإعلاميين, فتزايد وتيرة الحملة ضدة حتى الأن, يؤكد بان الرجل لم يوظف من يدافع عنه ولن يسعى لذلك, وإلا ما كان اوقف المبالغ التي تستلمها هذه المجموعة الإعلامية منذ البداية, وهم مستعدون لرفع الطبول والهتاف باسمه لإخفاء اي إخفاقات تماما مثلما كانوا يفعلون مع بن بريك.
ومن خلال قراءتي لردود الفعل لهذه الحملة, فأنه يمكنني القول بأن أخلاق هذا الرجل ونزاهته وسمعته الطيبة وحبه وإخلاصه لحضرموت الذي عرف عنه, احاطه بجدار من المخلصين من ابناء حضرموت, اللذين لا يسعني وصف بساطتهم, وهم يدافعون عن البحسني بتلك الجمل التي لا تكاد تخلوا من أخطاء إملائية, ومع هذا فإن تلك الكلمات أرعبت بعض المأجورين, كما ان أصواتهم تعلوا من حين لآخر على نعيق كل المرتزقة اللذين غردوا خارج السرب الحضرمي.
ومع هذا فأن قراءة الواقع تنذر بتفاقم الوضع مالم يتكاتف الجميع ويتحد, للخروج من هذا المنعطف الذي اعترض حضرموت, بسبب غباء هؤلاء الإعلاميين, الذين وصلوا لمستوى متدنى من الانحطاط الأخلاقي والتجرد من كل القيم الإعلامية والوطنية, بعد ان دفعهم الجشع والابتزاز على ما يبدو للانضمام لحملة إعلامية منظمة وموسعة تهدف لتحقيق غايات سياسية لصالح جهات تستهدف حضرموت وقيادتها, ولا يسعني في النهاية إلا أن ابكي على تلك الضمائر التي باعت حضرموت بهذا الثمن الزهد, وسأختم مقالي متسائلا .. هل هَاجَموا البحسني لأنه لهم يَدْفَعْ لهم؟, أم هناك من دَفَعَ لهم لِيُهَاجِمُوه ؟!.